
في قلب العاصمة الأمريكية واشنطن، يواصل الفنان التشكيلي كردي لقمان أحمد مد جسور الفن والثقافة بين كوردستان والعالم، من خلال معارضه التي تمزج بين اللون والموسيقى، وتحتفي بالرموز التراثية كردية بروح معاصرة.
آخر فعالياته كان المعرض الفردي الذي جمعه بالموسيقي الأمريكي – اليوناني سپيروس كولياڤاسيليس، تحت عنوان “أصوات بالألوان”، والذي استضافته قاعةN+A Gallery في ولاية فرجينيا، حيث امتزجت اللوحات المفعمة بالحياة مع الألحان الشرقية والغربية في تجربة فنية فريدة.
الفن كجسر ثقافي
يقول لقمان أحمد، المقيم في فرجينيا، “أنا فنان تشكيلي كوردي أحب التاريخ والحضارة والتراث. لوحاتي تحمل الدفء والحياة، وأحب دمج الفن مع الموسيقى لتقديم تجربة متكاملة. أؤمن أن الفن جسر بين الثقافات، ومن خلاله يمكننا إيصال رسائلنا الإنسانية إلى الجميع.”
اشتهر أحمد بأسلوبه المميز في مزج الألوان والرموز كردية، ويؤكد أن رسالته هي إبراز الهوية كردية ومد الجسور الثقافية بين كوردستان والعالم، عبر أعمال تحمل روح المكان وذاكرة الإنسان.
يُقام المعرض برعاية غاليري نون والف في واشنطن دي سي، لصاحبته ندى أمين حمزة، المهندسة المعمارية. وأوضحت حمزة أن الهدف من إقامة المعرض هو أن يكون الغاليري مساحة تجمع العراقيين وأصدقاءهم من مختلف الأطياف، وتعزز أواصر المحبة والإخوة والاحترام بينهم، من خلال أنشطة اجتماعية وثقافية متنوعة، إلى جانب توطيد الصلة مع الوطن الأم في مختلف المجالات.
وأضافت أن الجمع بين الفن والموسيقى في هذا الحدث أسهم في خلق أجواء مميزة وجاذبة، وشجع الحضور على دعم منظمة أطفال العراق(ICF) التي تُعنى برعاية ودعم الأطفال العراقيين.
انطباعات الحاضرين
الإعلامية العراقية شميم رسام، علّقت على المعرض بقولها، “أعرف الفنان لقمان منذ سنوات طويلة. عندما تنظر إلى لوحاته، تشعر بالدفء والحياة، وكأنك تُسحب إلى عالم آخر. حتى الموسيقى التي ترافق أعماله تعكس إحساسه العميق بالفن، وهو فنان مبدع يفاجئك دائماً.”
أما الصحفي صالح دميجر، من مدينة كوباني والمقيم في واشنطن، فقال لكوردستان24، “هذه المعارض مهمة جداً للجاليات المتنوعة في العاصمة. ما يفعله لقمان أحمد هو نقل الرموز كردية، من الحصان إلى عباد الشمس وألوان الهوية الزاهية التي تعبر عن الهوية كردية، إلى المجتمع الأمريكي والجاليات الأخرى. كما يسهم في جمع الجالية كردية بشكل دوري لتعزيز التواصل فيما بينها.”
الإعلامية رنا من ولاية فرجينيا شددت على أهمية هذه الفعاليات، قائلة، “يجب على الجاليات العربية وكردية دعم هذه الأنشطة لأنها تحافظ على ثقافتنا وتراثنا، وتربط الأجيال الجديدة بجذورها، خاصة في بيئة بعيدة عن الوطن.”
بهذه الفعاليات، يثبت لقمان أحمد أن الفن قادر على تجاوز الحدود، ليصبح لغة عالمية تنقل ألوان كوردستان إلى قلب واشنطن، وتروي قصتها عبر لوحة ولحن.
وشهد اليوم الأول لافتتاح المعرض حضوراً لافتاً من أبناء الجالية كردية والعراقية، إلى جانب عدد من الأمريكيين المهتمين بالفن والثقافة. وقد تبادل الحضور مع الفنان لقمان أحمد وجهات النظر حول واقع الفن كردي ودوره في التعريف بالثقافة والتراث، مؤكدين أهمية هذه الفعاليات في تعزيز التبادل الثقافي بين الشعوب.
K24