Share |

التشرذم او السرطان الكردي المزمن... بنكي حاجو

تركيا على ابواب انتخابات مصيرية بعد عدة اسابيع وفيها يتحدد مصير الرئيس التركي اردوغان وحزبه .

 

اردوغان لم يعد لديه اي افق سياسي الا معاداة الكرد ليس في تركيا وحدها بل في كل الجغرافية الكردية لاسيما السورية منها واحتلال عفرين وتغيير ديمغرافيتها اكبر شاهد على ذلك .

 

الاتراك سيخوضون الانتخابات في معسكرين متضادين .

 

تحالف اردوغاني يتشكل من حزب العدالة والتنمية الاسلاميوالحزب القومي التركي وحزبين صغيرين احدهما من بقايا اليمين الوسط والآخر قومي ايضا ويسمى هذا التجمع التحاف الجماهيري.

 

التحالف الآخر يضم حزب الشعب الجمهوري اليساري والحزب الصالح القومجي والمنشق عن الحزب القومي التركي وحزب الرفاه الاسلامي والذي كان الحزب الام لحزب العدالة والتنمية قبل الانشقاق عن اربقان وهذا التجمع يسمى تحالف الشعب.

 

الطرف الوحيد الشاذ في هذه اللوحة هو الطرف الكردي الذي لم يتوصل الى تشكيل تحالف كردي بعد ان لفظتهم جميع الاحزاب التركية الآنفة الذكر من تحالفاتها .

 

لو شكل الكرد تحالفا لكنا شككنا في كردية الذين قاموا بها لاننا نعاني من سرطان التشرذم السياسي .

 

القصة الكردية الآن في هذه الانتخابات هي كالتالي

 

حزب اتحاد الشعوب الديمقراطي اعلن اشتراكه في الانتخاباتلوحده واختارالسيد صلاح الدين دميرتاش مرشحا لرئاسة الجمهورية بالرغم من وجوده في السجن بانتظار قرار الحكم .

 

خمسة احزاب كردية من قومية واسلامية واشتراكية طلبت من حزب الشعوب الديمقراطي تشكيل تحالف كردي مستقل لخوض الانتخابات والهدف كان اسقاط اردوغان وحزبه .

 

ولكن حزب الشعوب الديمقراطي رفض الطلب !!

 

لماذا؟ الله يعلم .

 

علينا ان لاننسى ان الفريقين التركيين اي التحالف الجماهيري وتحالف الشعب يرفضان رفضا قاطعا ضم اي حزب او تجمع كردي مهما كان اتجاهه السياسي الى تحالفاتهم وذلك بسبب وجود حزب قومي تركي في كلا التحالفين المذكورين اعلاه .

 

ويبقى الكرد اسياد الساحة في الشقاق والخلاف والتشرذم .

 

السبب الذي يتذرع به حزب الشعوب الديمقراطي في رفضه لتشكيل تحالف مع الاحزاب الكردية الاخرى هو انه يريد ان ينفي عن نفسه الصفة الكردية ويقول انه حزب تركيا وشعوبها جميعا ولكن اكثر من 90 بالمئة من اعضائه واصواته الانتخابية هم من الكرد ومن المنطقة الكردية .

 

الاحزاب الكردية الخمسة معا لن يدخلوا البرلمان بسبب عدم تمكنهم من الحصول على حاجز عشرة بالمئة من مجموع الاصوات في تركيا وهو شرط اساسي لدخول البرلمان .

 

كذلك حزب الشعوب الديمقراطي ايضا لن يتجاوز تلك النسبة لوحدهوسيبقى خارج البرلمان وستذهب جميع المقاعد البرلمانية في المنطقة الكردية الى حزب العدالة والتنمية و هي بحدود 70 الى 80 مقعد وهو رقم ضخم في برلمان مجموع اعضائه 550 عضو

 

ماهو التفسير لهذا الموقف الذي لايستفيد منه احد الا اردوغان وحزبه ؟؟.

 

اما في حالة تشكيل تحالف كردي فان الجميع سوف يدخلون البرلمان وبكل سهولة .

 

لاول مرة في التاريخ التركي يتم الآن استعمال تعبير الصوت الانتخابي الكردي بما فيها الاحزاب القومية التركية كما جاء على لسان مرال آكشنر التي تترأس حزبا قوميا عنصريا قبل ايام .

 

تعبير الصوت الانتخابي الكردي كان يعتبر من اكبر المحظورات سابقا من جميع الاحزاب والقوى التركية .

 

لايمكن فهم موقف حزب الشعوب وخوفه من هويته الكردية بالرغم من استعمال جميع القوى السياسية لمفهوم الصوت الكردي اليوم ؟

 

الكرد لهم كل الحق في تشكيل تحالف كردي على الاقل بسبب تهميشيهم من جميع الاطراف التركية الدينية واليسارية والقومية .

 

وضع الكرد الحالي هو نفس وضع المنبوذين في الهند وموقف حزب الشعوب لا يمكن تبريره واذا كانت لديه حجج ومبررات اخرى عليه اقناع الكرد بها .

 

القصد هنا ليس فتح جبهة كردية واخرى تركية وانما الهدف هو الدخول الى البرلمان والدفاع عن الحقوق الكردية المشروعة في تركيا تحت قمة البرلمان وبالطرق السلمية .

 

الغريب هنا هو ان حزب الشعوب يطالب الكرد في الاجزاء الاخرى الى وحدة الصف وهو يضربها بعرض الحائط اليوم وامامه فرصة كبيرة جاهزة لتحقيقها بكل يسر وسهولة .

 

لا شك ان هناك خلافات كبيرة بين حزب الشعوب وبقية الاحزابالكردية الاخرى ولكن في ظروف التحالفات الانتخابية هو امر اعتيادي ان يتخلى الجميع عن بعض الاهداف والمطامح الى حين الوصول الى البرلمان واكبر دليل على ذلك هو التحالف الحالي بين حزب الشعب الجمهوري اليساري والحزب الصالح القومي العنصري وحزب الرفاه الاسلامي .

 

هذا التحالف كان امرا مستحيلا قبل الانتخابات وسيعود ويصبح مستحيلا مرة اخرى بعد الانتخابات مباشرة وذلك بسبب العداء التاريخي والدامي بين تلك القوى بالذات وهو امر بديهي يعرفه كل من له المام بسيط في الشأن التركي .

 

حزب الشعوب سيستفيد من الاصوات الانتخابية للاحزاب الكردية الاخرى لدخول البرلمان وما ان يبدأ البرلمان اعماله سيعود كل حزب الى ممارسة سياساته الخاصة به كبقية الاحزاب التركية المتحالفةحاليا .

 

اما ان الادعاء بأن الاحزاب الكردية الخمسة هم احزاب الدولة فان الدولة التركية لا تحتاجهم في البرلمان لان بقية الاحزاب التركية كلها هي احزاب تابعة للدولة .

 

لازال هناك فسحة من الوقت امام حزب الشعوب الديمقراطي لتشكيل تحالف بين الاحزاب والقوى الكردية للتمكن من دخول البرلمان .

 

باب هذا التحالف لن يكون مغلقا امام اي حزب تركي آخر يؤمن بوجود قضية كردية في تركيا وحلها سلميا .

 

الكل ينتظر ان يتخذ حزب الشعوب القرار الصحيح وتشكيل تحالف مع الاحزاب الشقيقة الاخرى قبل فوات الاوان .

 

أيلاف