Share |

المرأة الكردية…عباس عباس

الذي تربينا عليه عبر الديانات السماوية بخصوص المرأة فيه الكثير من الغرابة، مع ذلك لم يتوقف عند ذلك أحدٌ ولم يناقش الأمر بروية ورؤية علمية، لأننا أو لأنهم إعتبروا ذلك مساساً بقدسية الدين وتمرداً على الله وتعاليمه بهذا الخصوص .

في الدين ولنحدده بآخر الأديان السماوية، أي الإسلام، هناك قدسية بخصوص المرأة الأم لا يوازيها في ذلك إلا الله والرسول، وهو فضلٌ لا يمكن لأي إنسان مهما كان أن يعترضه أو يقلل من النبل فيه، ولكن أليست هذه الأم هي الزوجة وهي الأخت وكذلك البنت التي يتوقف عندها الإسلام ليضعها على أحد الرفوف لعند العوز والحاجة الحيوانية، لماذا تكون هي قليلة العقل إذاً طالما هي أم، أو أنها ستصبح أماً وسترتفع بذلك إلى درجة التقديس؟..لماذا لم يعترف بشهادتها مقابل الرجل الشاهد؟..هل هي حقاً قليلة العقل كما جاء في الكتب السماوية؟..

أعتقد أنها أسئلة سخيفة والإيجابة عنها ستكون أسخف، مع ذلك لابد  لنا أن نقدم شيئاً ما لتوضيح هذه الأمور ولو بالإيجاز أو بالمختصر المفيد .

في الإسلام وحتى قبل الإسلام وبوجود الأديان السماوية الأخرى، لم تكن الإمرأة إلا سلعة تباع وتشترى، وكذلك لم يكن يسمح لها أن تتقن أي عمل يمكنها أن تسترشد به أو ترتقي به إلا نادراً وكانت تعتبر شواذاً أو خروجاً عن العرف والعادات، فقط الدعارة وبيعها في سوق النخاسة، كانت هي المسموح به، لأن ذلك كان يلبي رغبات الرجل .

أين الأكراد من كل ذلك؟.. الحقيقة وكما يعرفها الكردي الجاهل قبل المثقف، هي أن الأم أو المرأة الكردية بشكل ٍ عام لم تعش هذه الظروف قط، لا قبل الإسلام ولا حتى بعده، صحيح أنها كانت تعاني من الظلم بطريقة ما، كونها مدبرة البيت ويتطلب منها أن تقوم بكثير من الأعمال التي كانت ترهق جسدها، إلا أنها كانت الحبيبة وكانت صاحبة القرار وكانت الخاتون تنهي وتأمر كالرجال، ولم يحدد من كل هذه الأمور ولم ينقص من هيبتها إلا درجة إقترابها من الدين، أو درجة إقتراب بعلها أو والدها من هذا أو ذاك الدين،  فبقدر بعدها عن المدينة التي كان مركزاً للفقه والتشريع وبؤر الدين، كانت تتسع مجال حريتها وإنعتاقها .

مع ذلك لا يمكنني أن أحصر أمر المهانة التي عاشته أو تعيشه اليوم  كله في الدين، لأننا ننسى أو نتناسى أهم الأسباب على الإطلاق، والذي هو الحرب المستمرة طوال قرون ضدها، نعم ضدها وإن كانت بالشكل الغير المباشر، قد يكون القتيل زوجها أو إبنها أو أباها، إنما بالنهاية هي كانت الضحية، هي التي كانت تعاني الويلات، هي التي كانت تتعرض للإغتصاب والتجويع والخوف المستمر على حياتها أو على أطفالها كأم  والأهم  الجهل. نعم هي حالة عامة وقد تحدث في أية بقعة على الأرض، إلا أن كردستان وموقعها الجغرافي المميز بحيث أنها كانت مركزاً للحروب بين الأمم المتعددة وليس ضد الكرد فقط هي التي جعلتها تعاني الشديدبل الأمرين !..

لذا أعتقد جازماً اليوم، أن المرأة الكردية التي تحمل السلاح وهي تجابه أعتى الجيوش وأبشع الغزوات، أدركت بالفطرة أو عن وعي تام هذا الأمر، فقررت بالنهاية بعد فشل الرجل الكردي المستمر في الدفاع عنها أو الحد من الواقع المرير، أن تقف ضد كل ذلك مهما كان الثمن!..وهو ما يحدث اليوم في غربي كردستان وكذلك ما كان منهم ضمن الثورة في شماله .