Share |

الى روحك الطاهرة…الى الولدة العزيزة خنسة… والدتنا ووالدة الشهيد( عبدالله شويش(لطيف)…آزر شويش

آزر شويش

الفراق صعب ومر، لكن بنفس الوقت حق فالكل سائر على هذا الدرب.

الخالق يهب الروح ويأخذه أيضا.

سيرة كثيرة من الأمهات عظيمة في التاريخ لأنهن تعبن، كدحن،أنجبن عظماء

منهن الوالدة المرحومة( خنسة والدة الشهيد لطيف والذي استشهد في كردستان الشمالية في 25.12.1994 ضد قوات الاحتلال التركي) التي أسلمت روحها للباري عز وجل في شهر آذار المبارك في 06.03.2013

لا لأجل المدح لكنها كانت شخصية قيادية بكل ما للكلمة من معنى، كونها كانت تدير أمور المنزل بشكل جبار وكانت تملك من الحكمة والشجاعة بشكل ملفت للنظر.

أتذكر لما كنا في القرية كيف كانت تكافح لأجل الحياة كوننا كنا أسرة كبيرة وكنا نملك المواشي الكثيرة والأرض وهذا ما كان يتطلب العمل الكثير والادارة في نفس الوقت.

أنها كانت على قدر كبير من المسؤولية وكانت قدوة في ذلك وقدوة لكل النسوة في القرية.

لديها صبر الجبال وشجاعة فدائيي أمة الكرد من أقصاها الى أقصاها.

أتذكر لها موقفا جبارا في الثمانينات عندما قامت بطرد رئيس مخفر حطين( جاغر بازار) وعناصره من القرية (خربة غدير ) وفروا منها هاربين الى غير رجعة.

كانت امرأة مؤمنة بربها الخالق  وكانت تؤدي كل واجباتها الدينية بشكل ممتاز ومن دون نقصان.

كانت لها الأثر الكبير هي و والدنا المرحوم عليهم الرحمة في تربيتنا الاجتماعية والأخلاقية والوطنية لقد علمونا كل ما وهبه الخالق للانسان ولم يعلمونا أي شيء آخر خارج عن أخلاق مجتمعنا الكردي النبيل.

أتذكر موقفها النبيل أيضا عندما انضم ابنها الشهيد ( لطيف ) في بداية الثمانينات الى صفوف

حركة التحرر الوطني الكرستاني بقيادة جزب العمال الكردستاني( PKK) فقالت الله يوفقه هو ورفاقه فكل الحرية له.

لقد كان الشهيد يشرب الحليب من حضنها وهو في سن الرابعة من عمره.

لقد كان ارتباط المرحومة بأولادها بشكل غير طبيعي وهي كانت على استعداد للموت من أجل أطفالها لكي يبقوا على قيد الحياة، عندما كان يمرض أحدهم فهي كانت تحاول بكل الوسائل أن تسعفهم وهي كانت تضع لقمتها في فم صغارها وهي تعمل هكذا وبكل أريحية.

أتذكر لها موقفا تاريخيا ناصعا وهو عندما كان ابنها الشهيد لطيف في جبال كردستان الشماء وهو يكافح ويناضل لأجل حقوق أمة الكرد المسلوبة، كنت آنذاك حاضرا في البيت وكان في عام 1995 وقالت أحد من أخواتنا للوالدة المرحومة : لو عاد الينا لطيف من الجبل وترك رفاقه، الوالدة لم تتمالك أعصابها آنذاك وقالت بصوت عال: الشهادة ولا الهروب المخزي!

نعم بحق انها كانت كذلك، أمة نبيلة، شجاعة،وطنية، كردية حقيقية، صبورة، رغم حبها وارتباطها اللامحدود بابنها الشهيد لطيف.

في هذا الشهر الكردي النبيل، شهر آذار رحلت عنا أيتها الوالدة الكريمة.

يا ليتني كنت هناك، لأرفع نعشك المقدس كباقي رفاف الشهيد لطيف الى مثواك الأخير، لكن القدر لم يكن يسمح بذلك، هذا هو قدرنا والذي لا يتحمله حتى الجبال

الرحمة وكل الرحمة لك يا أمنا الغالية

انا لله وانا اليه راجعون

 

azer10@hotmail.de

 

Tel 01787711842