Share |

انتخابات مبكرة في تركيا…هوزان أمين – التآخي- خاص

بعدفشل حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا بالحفاظ على غالبية المقاعد النيابية والتي نالها لثلاث دورات سابقة اهلته لقيادة تركيا مدة اثنتي عشرة عاماً فجاءت نتائج الانتخابات الاخيرة

والتي جرت في السابع من حزيران / يونيو العام الجاري بعكس ما يشتهيه رئيس الجمهورية التركية الحالي ورئيس الوزراء السابق والزعيم السابق لحزب العدالة والتمنية رجب طيب أردوغان حيث نالنسبة 40.87 % ، أهلته للفوز بـ 258 مقعداً في البرلمان من أصل 550 مقعداً نيابياً، كلف على اثر رئيس الجمهورية التركية رجب طيب أردوغان رئيس حزب العدالة والتنمية أحمد داود أوغلو بتشكيل حكومة ائتلاف وطني ولكن بعد انقضاء المدة القانونية أمامه خاض فيها جولة ومباحثات ماراتونية مع أحزاب المعارضة التركية بهدف تشكيل حكومة أئتلاف وطني، ولكن فشلت جميع تلك المساعي مع حزب الشعب الجمهوري وحزب الحركة القومية بعد شهر ونصف من المفاوضات ولم تؤدي تلك المحاولات الى الحصول على نتيجة تؤهل حزب العدالة والتنمية الى تشكيل الحكومة، حيث انتهت يوم الأحد المنصرم مهلة تشكيل الحكومة الجديدة وبموجبها حددت اللجنة العليا للانتخابات في تركيا موعد إجراء الانتخابات البرلمانية المبكرة في الأول من تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل.

ومنذ اليوم الاول من اعلان نتائج الانتخابات وازدادت حدتها بعد تحديد موعد الانتخابات المبكرة التساؤل والنقاش حول مستقبل تركيا السياسي ومن سيقود تركيا للمرحلة القادمة وتدور سجالات قوية داخل الاروقة السياسية التركية بنتائج هذه الانتخابات المبكرة والتي تتسائل هل سيحصل حزب العدالة والتنمية على أغلبية الاصوات بحيث يصبح قادراً على تشكيل حكومة لوحده دون شريك!؟ وهل سيفقد حزب الشعوب الديمقراطية مقاعده التي حصل عليها في السابع من حزيران وتجوزه حاجز الـ 10%  ونال بموجبه 80 مقعداً نيابياً كانت بالنسبة للعديد منم الاوساط السياسية والدولية بمثابة المفاجئة وأدت ذلك الى عدم تمكن حزب العدالة والتمنية على الحفاظ على سلطته التي انفرد فيها لقيادة البلاد مدة فاقت العقد من الزمن، وبهذه النتيجة والقرار الذي اتخذه اللجنة العليا للانتخابات فإن تركيا تدخل مرحلة عصيبة ولا سيما بعد تدهور الاوضاع الامنية وتجدد الاشتباكات بين الجيش التركي وغيريلا حزب العمال الكوردستاني وإعلان الحرب مجدداً والقيام بالتمشيطات العسكرية ومقتل العديد من جنود الجيش التركية مع قيام الطيران الحربي التركي بقصف مواقع حزب العمال الكوردستاني في قنديل بأقليم كوردستان العراق هذا بعد عامين من وقف اطلاق النار من جانب حزب العمال الكوردستاني وسحبه لقواته من شمال كوردستان (تركيا) الى اقليم كوردستان العراق ونفهم من هذه المعادلة الى ان حسابات حزب العدالة والتنمية خاطئة وأدخلت تركيا الى نفق مظلم والى وضع غير مسبوق.

في حين يجد بعض المحللين السياسيين والاكاديميين الى ان اجراء الانتخابات المبكرة هو الحل الامثل والوحيد لخروج تركيا من هذه الازمة السياسية وتتسارع الخطى نحو تلك الانتخابات بعد ان  كلف الرئيس التركي رجب طيب اردوغان في يوم الثلاثاء رئيس الوزراء السابق ورئيس حزب العدالة والتنمية احمد داود أوغلو تشكيل حكومة تصريف أعمال قبل الانتخابات المبكرة حيث ان أمام داود أوغلو مهلة خمسة أيام لتشكيل حكومة تتولى تصريف الأعمال على مدى شهرين وتقود تركيا لحين اجراء الانتخابات المبكرة التي ستجري في الاول من تشرين الثاني العام الحالي.

بالاعتماد على المؤشرات السابقة الذكر ومن خلال مراجعتنا لتاريخ تركيا السياسي الحديث، نجد انه لم يسبق أن فشلت الأحزاب التركية المكلفة بتشكيل حكومة ائتلاف وطني بعد انتخابات عامة، وبحسب معظم استطلاعات الرأي التي جرت والجدال القائم في الاعلام لن تجري رياح الانتخابات المبكرة مع تيار اردوغان وآماله ضعيفة بالفوز بالأغلبية مجدداً، ويبدو انه سيظل خيال يراود أردوغان وأعوانه لحين اجراء الانتخابات و بهذا الخصوص تشير الآراء والافكار إلى أن الانتخابات المبكرة لن تحدث تغييراً كبيراً على نتائج الانتخابات الماضية، ولكن تبقى الساحة مفتوحة امام الكثير من التكهنات ولا تنتهي المفاجآت في عالم السياسة.

 

تاريخ النشر-13-8-2015