Share |

تداعيات مفاوضات السلام في امرالي على الكرد السوريين... بنكي حاجو

امرالي هي جزيرة في بحر مرمرة وتجري فيها حاليا مفاوضات حل القضية الكردية في تركيا بين الزعيم الكردي السيد عبدالله اوجلان والدولة التركية.

الانباء الواردة من تركيا في هذا الصدد تبشر بالايجاب منذ ان بدأت تلك المفاوضات قبل مايقرب من شهر تقريبا.

رئيس الحكومة التركية السيد رجب طيب اردوغان اطلق تسمية جديدة على عملية مباحثات السلام في امرالي وهي " مشروع امرالي " بدلا من التسمية السابقة والتي كانت تسمى "عملية نزع سلاح حزب العمال الكردستاني " وكانت تثير الاستفزاز لدى الكرد لاسيما عند القيادة العسكرية في جبال قنديل.

التسميات اعلاه كانت مثار جدل واسع في الاعلام التركي صحافة وتلفزة لانها تحمل في طياتها معان سياسية وعملية عميقة.

نائب رئيس الوزراء السيد بشير اتالاي والذي يعتبر المسؤول عن الملف الكري في الحكومة قال منذ يومين : " اوجالان يريد حلا جذريا للقضية الكردية وهو يتخذ مواقف ايجابية تتجاوز كل ما كنا نتوقعه  ".

" مشروع امرالي " للسلام لا يؤثر فقط على كرد تركيا بل انها ستعين مصير الكرد عموما سواء في سوريا وايران واقليم كردستان العراق.

هناك عداء مستفحل بين ايران وسورية والعراق وبين تركيا ومجرى الاحداث صارت تشير بكل وضوح الى اصطفاف واستقطاب طائفي في المنطقة . لهذا ستبذل تلك الدول كل الجهود لافشال مشروع امرالي حيث ان نجاح امرالي يعني تخلص تركيا من اغلال القضية الكردية ووضع حد لحرب مع الكرد دامت ثلاثين عاما بالاضافة الى كسب ود 40 مليون كردي في المنطقة وبالتالي التخلص من هدر المليارات على السلاح.

النظام السوري لن يترك المناطق الكردية تعيش بسلام من الآن فصاعدا  السؤال الخطير هنا هو : هل القوى السياسية الكردية اتخذت الاجراءات والاحتياطات اللازمة حيال هجوم عسكري لقوات النظام على المدن والبلدات الكردية في عفرين وكوباني والجزيرة ؟ المسؤولية كبيرة وتاريخية.

هدف النظام لن يتوقف عند المجابهة مع حزب الاتحاد الديمقراطي وقواه المسلحة بل هناك خشية كبيرة من ان تنال المناطق الكردية نفس مصير حمص وادلب وحماة وحلب ....الخ من مجازر وتدمير . الاخبار الواردة من الجزيرة تفيد بان النظام يحشد قواته استعدادا للانتقام من امرالي.

بالتوازي مع مشروع امرالي يتوقع المرء من تركيا ان تظهر حسن النية اتجاه الكرد السوريين كجزء من التصالح الكردي ــ التركي الشامل واولى الخطوات هو ان تضع تركيا حدا للجماعات السلفية ــ الجهادية التي دخلت المناطق الكردية بدعم وتحريض منها . الخطوة الاخرى هي ان تفتح تركيا المعابر الحدودية على المناطق الكردية وعلى رأسها معبر قامشلي ــ نصيبين والذي يعتبر شريان الحياة للجزيرة بكردها وعربها وسريانها لوضع حد للمأساة الانسانية الناتجة عن الاوضاع الاقتصادية المزرية بسبب الحصار الاقتصادي.

19 2 2013

بنكي حاجو

طبيب كردي سوري

bengi.hajo48@gmail.com