Share |

حلمُ صبّار و ﻏﺮﻳﺐٌ ﺃﻧﺖَ ﻳﺎ ﺣﺮﻳﻖ..قصيدتان بقلم: محمود عبدو

 

حلمُ صبّار

(الصبّار هذا المُؤتمنُ على الجرح)

..

١

قَدمكِ في جدول الماء

ترفُ شوق

وها أنا أخيّبُ الماء

جارا ظلّيّ المُقشّر

المتخفي خلف الصخرة

بعيييييدا

قدمك لا زالت مُدلّاة في النهر وقلبي.

٢

يسيلُ الحزن

كعدّاء أمامي

أصل متأخرا كعادتي

لخط الحياة.

٣

كتلكؤ التوبة في فمي

يبلّل ماء الوضوء جسدي.

٤

يزّين الشكّ

وخيلاء المكان الآيل كمتاهة

ويقف مُكمّماً كجرعة مُخدرة.

٥

يبدّل جرحه وتموزه

كفجر منهك يتجرّع الصباح على مضض.

٦

الضوء ما هو إلا بناتُ أفكار النهار!.

٧

السّعاةُ لصيد الأفراح

بشرٌ من ماء.

.......

٤/٤/٢٠٢٣م

 

--------------------

 

  ﻏﺮﻳﺐٌ ﺃﻧﺖَ ﻳﺎ ﺣﺮﻳﻖ

 (للمريول الاسود)

"لشهداء مستوصف ميسلون"

 

ﻗﺮﺍﺀﺓُ ﻣﻮﺕٍ ﺃﻭﻟﻰ:

ﺗَﻔَﺤَّﻢَ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺑﻨﺎ

ﺛﻤَّﺔ ﺟﻤﺮﺓٌ ﺗﻜﺘﺒﻨﺎ ﻟﻠﻤﺪﻯ

ﺗﺮﺳﻤﻨﺎ ﺩﻭﻥ ﻗﺼﺪ

ﺃﻡ ﺑﻘﺼﺪ

ﻗﻤﺢ ﻋﻤﺮﻧﺎ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻭﺷﻚ ﺍﻻﺳﺘﻴﻘﺎﻅ

ﻟﻜﻨﻚ ﻳﺎ ﻣﻮﺕ ﺃﻭﻏﻠﺖ ﺳﻮﺍﺩﺍً

ﺗﺤﺖ ﺍﻷﻧﻘﺎﺽ ﻛﻨﺎ ﺍﻧﻘﺎﺿﺎً

ﻭﺍﻟﻌﺼﺎﻓﻴﺮ ﻳﺴﺒﻘﻦ ﺍﻣﻬﺎﺗﻬﻦ ﻹﺑﺮﺓ ﺍﻟﺤﺮﻳﻖ

ﻭﺍﻟﻤﺮﻳﻮﻝ ﺍﻷﺑﻴﺾ ﺗَﻔَﺤَّﻢَ

ﻗﺮﺍﺀﺓ ﻣﻮﺕٍ ﺛﺎﻧﻴﺔ:

ﻫﻞ ﺑِﺘﻨﺎ ﺗﺠﺎﺭﺏ ﻟﺸﻬﻮﺓ ﺍﻟﻤﻮﺕ

ﻓﻲ ﺑﻼﺩ ﺗﻌﻴﺶ ﺟﻬﻨﻤﻬﺎ ﻗﺒﻞ ﺍﻷﻭﺍﻥ

ﺍﻷﺭﺽُ ﺗﻀﻤﻨﺎ ﺑﻘﺴﻮﺓ

ﻻ ﺷﻲﺀ ﺧﻠﻔﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﺻﻒ ﺳﻮﻯ

ﺑﻘﺎﻳﺎ ﺍﻟﻤﺮﻳﻮﻝ ؟!!

ﺑﻘﺎﻳﺎ ﻣﻼﺋﻜﺔ

ﺑﻘﺎﻳﺎ ﻋﺼﺎﻓﻴﺮ ﺍﻟﺠﻨﺔ ! ؟؟

ﻗﺮﺍﺀﺓ ﻣﻮﺕٍ ﺛﺎﻟﺜﺔ ﻭﺃﺧﻴﺮﺓ:

ﺃﺻﺪﻗﺎﺋﻲ ﻏﺎﺋﺒﻮﻥ

ﻭﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺑﻼ ﺧُﻄﺎﻩ ﻳﻤﻀﻲ ﺑﻨﺎ

ﻧﺸﺒﻪ ﻓﻲ ﻭﻗﻮﻓﻨﺎ ﺷﺎﻫﺪﺓ ﻣﺘﺂﻛﻠﺔ

ﻗﺒَّﻠﺘﻨﻲ ﻳﺎ ﻣﻮﺕ ﺑﻤﺮﺍﺭﺓ ﻫﺬﻱ ﺍﻟﻤﺮﺓ ﺃﻳﻀﺎً

ﻻ ﺗﺨﺒﺮ ﺃﺣﺪﺍ ﻋﻦ ﺳﻮﺍﺩ ﺍﻟﻤﺮﻳﻮﻝ ﻗﺎﻟﺘﻬﺎ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ

ﻓﺎﻷﺑﻴﺾُ ﺃﺑﻴﺾٌ ﺭﻏﻤﺎُ ﻋﻦ ﺍﻧﻔﻚ ﻳﺎ ﻣﻮﺕ.

........................................................................

 

 

31/5/2015ديريك

 Mehmud Abdo Abdo

 

 صبيحة يوم الأحد المصادف 31 أيار/مايو 2015، نشب حريق كبير في مستوصف ميسلون الصحي، شرقي مدينة قامشلو، وتسبب بمجزرة ومحرقة جماعية أسفر عنها أكثر من ثلاثين شهيداً وعشرات الجرحى، جلّهم أطفالٌ ونساء ومعهم الطاقم الطبي للمركز.