Share |

خطورة داعش على شعوب المنطقة وكيفية مواجهة افرازات المرحلة الراهنة… زكي شيخو

داعش هي حركة سلفية جهادية مسلحة تقوم بعمليات وحشية لهدم معنويات اعدائه وهدفها أقامة دولة الخلافة الاسلامية السنية كما يذكرها الكثير من المحللين و الباحثين في شؤون الحركات المتطرفة والراديكالية وتقاريراستخباراتية واعلامية وهي معروف كفصيل

وفرع تنظيم القاعدة الجهادية العالمية في العراق مؤسسها هو ابي مصعب الزرقاوي عندما قام بتشكيل جماعة التوحيد والجهاد في عام 2004 وبعد مبعايته لزعيم تنظيم القاعدة السابق (أسامة بن لادن) ليصبح تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين وبعد مقتل الزرقاوي وحدوث عدة تطورات دراماتية للتنظيم ومقتل العديد من قادتها تم تشكيل دولة العراق الاسلامية بزعامة ابي عمر البغدادي والذي قتل ايضا نتيجة قصف لقوات أمريكية على منزلا كان يستخدمه كملاذ ومقرا له وان اغلب قادته تم تصفيتهم على يد الامريكيين وخلاياهم الاستخباراتية..بعد مقتل ابو عمر تسلم قيادة هذا الفصيل الجهادي السلفي من قبل مجلس شورى الى شقيقه ابي بكر البغداداي اسمه الحقيقي حسب معلومات وزارة الداخلية العراقية (إبراهيم عواد إبراهيم ) من مدينة السامراء العراقية يقال ان تحصيل علمه حصل على شهادة الدكتوراه خريج الشريعة الاسلامية ولا يعرف أحدا الكثير عنه وعن حياته ولا يدعي أحدا انه قد التقى به وهو ايضا كزعيمه السابق الزرقاوي لا يعترف بزعامة ايمن الظواهري و خاصة (أن تحت إمرته كما يقال عدد كبير من المقاتلين و الانتحاريين،و مسيطر على جغرافية و أراضٍ مترامية الأطراف و منافذ وطرق موارد مالية ضخمة, وله نفوذ لا نظير له بين قيادات الجهاديين,حتى يقال ان نفوذه تجاوز نفوذ أسامة بن لادن في أيامه الذهبية ,ولم يضاهِ نفوذ البغدادي الذي ينتشر عناصره من تخوم بغداد واقليم كوردستان العراق إلى ضاحية دمشق ولبنان ومن الحدود الأردنية إلى الحدود التركية وغربي كوردستان,وحسب المعلومات أن لديه عشرات الآلاف من المقاتلين العراقيين والسوريين و افغانيين وتونسيين وشيشانيين و العديد من الجنسيات الاخرى وحتى من دول اوروبية وأكثرهم يقاتلون الان في سوريا و يسيطرون على جزء كبير من أراضي سورية و شطر لا يستهان به في العراق، ويهددون مشارف بغداد بشكل يومي بعد أن احكموا سيطرتهم على نينوى (الموصل) والكثير من مناطق محافظة صلاح الدين و الفلوجة وجزء من الرمادي وفي سورية يهيمن هؤلاء على محافظتي دير الزور والرقة، ويستخرجون النفط قرب الحسكة لهم نشاطات في اللاذقية وحلب وإدلب وحماة وحمص وليست دمشق في مأمن منهم وخاصة كما يقال ان هدفهم دولة اسلامية في العراق وبلاد الشام ومتعارف عليه تاريخيا ان حلب و دمشق وصولا الى فلسطين والاسرائيل الحالية هي امتدادا طبيعيا لمن يحكم موصل

و بعد نجاحات هذا التنظيم الارهابي و انتصاراته الاخيرة في العراق ازدادت وتيرة انضمام المتطوعون الجهاديون ويتقاطرون من أوروبا وآسيا الوسطى وأستراليا والقوقاز والمغرب والخليج إلى الشام من أجل القتال تحت رايته حسب ما يورده الكثير من التقارير الاعلامية والاستخباراتية ,و ان خلفية اغلب هؤلاء المتطوعين هي قبلية عشائرية طائفية متعصبة ومتخلفة و لا يجيدون الحوار مع الاخر المختلف معهم واغلبهم عديمي الثقافة والتعليم وليس لهم علم بالتاريخ ولا يؤمنون بحقوق الشعوب والامم والثقافات الاخرى و ان العديد من هؤلاء المقاتلين قد تعرض في حياته الى انتكاسات وردات فعل......

وقد استغل هذا الفصيل اندلاع الازمة السورية و قيام نظام البعث من جانبها بالافراج عن الكثير من قيادات القاعدة من سجونها وفي نفس المرحلة قام هذا التنظيم بعملية وهجوم على سجون عراقية منها ابو غريب وتهريب الالاف من اعضاء وانصار و قياداتها ذو خبرة كبيرة وهناك شبهات بوجود صفقة مشبوهة للافراج عن هؤلاء بين بعض عناصر من الحكومة العراقية و الجهاديين.

بالاضافة أن هذا التنظيم العنكبوتي يمارس أساليب أثارة النعرات الطائفية في كلا البلدين سوريا والعراق ومحاولة تنظيم المقموعين من الطائفة السنية على يد الطائفة العلوية و حكومة المالكي الشيعية والتحالف مع البعثيين العراقين القدامى و القبائل المهمشة السنية وخاصة ابناء العشائر في البلدين الكثير منهم اقرباء و يحاول ربط الجغرافية التي يسيطر عليها في كل من سوريا و العراق وتمزيق الحدود المرسومة منذ سايكس بيكو...

وبعد تطور عملياته في سوريا و رغم وجود شبهات كثيرة حول وجود تنسيق و صفقات بين هذا الحكومة السورية و هذا الفصيل القاعدي والذي يتبنى فكر العداوة للغرب وخاصة امريكا والذي كما يقولون و يدعون هي من زرع الكفر في بلاد امة محمد (ص) و قتل العديد من قاداتها اولهم اسامة بن لادن وابي مصعب الزرقاوي وشقيق زعيمها الحالي ابو عمر البغدادي وأبو حمزة المهاجر و شعارهم أنهم لن يتوقفوا حتى احلال الامن في فلسطين وجميع بلاد امة محمد (ص) وقد تكون هذه النقاط المشتركة بينها وبين نظام البعثي في موضوع العداء لامريكا و حلفائها في الغرب و دول المنطقة وهناك ايضا معلومات حول اختراقها من قبل استخبارات العديد من الدول و اولهم سوريا و روسيا و ايران و تركيا والسعودية والعديد من الدول ويستخدم العديد من عمليات هذا الفصيل القوي لحساب اجنداتهم مقابل استفادة هذا التنظيم منهم أيضا اي المصالح المتبادلة ضمن هذه المعمعة الحالية في المنطقة...

وفي مسيرة هذا الفصيل الخارج عن طاعة زعيم القاعدة الحالي ايمن الظواهري وخاصة بعد اعلان دولة الاسلام في العراق و الشام دون الرجوع الى قيادة القاعدة او الفصيل السوري الاخر جبهة النصرة والذي يؤيدها ايمن الظواهري بشكل علني مما ادى الى تشتت المذهب الواحد على شكل تشتت وانشقاق الاحزاب السياسية و الدين الواحد الى عدة مذاهب وطرق و حدوث اقتتال بينهم وهو ما حصل بينهم وبين جبهة النصرة السلفي الجهادي فرع القاعدة السوري و المدعوم من المعارضة السورية والدولة التركية والقيام بعمليات وحشية ضد بعضهم ولا زال هذا  الاقتتال مستمر حتى هذه اللحظة في العديد من المناطق السورية خاصة في مناطق ريف حلب و ريف ديرالزور وحدث نفس الشئ بين مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام داعش وجيش النقشبندي في الحويجة ومناطق تابعة لكركوك بعد هجومهم على مدينة موصل والسيطرة عليها ولا زال هذه الاشتباكات مستمرة بينهم...

هذا التنظيم المتمرد على اصله وزعيمه ايمن الظواهري بعد تعزز موقعه وسيطرته على جغرافية واسعة بين سوريا و العراق واستيلائه على العديد من الاسلحة والموارد ومنابع النفط وطرق استراتيجية في كل من سوريا والعراق ومعابر حدودية والاستيلاء على البنوك وحسب زعم محافظ الموصل اثيل النجيفي ان التنظيم استولى على 425 مليون دولار بالاضافة الى الجباية و الضرائب التي يفرضها على العديد من التجار والطوائف والمكونات الاخرى و النهب والسرقة وحتى نهب سلاح واموال حلفائه كأستيلائه على اسلحة المعارضة السورية واطلاق سراح الاسرى والمختطفين وأستخدام أسلوب تجارة الرهائن الغربيين مقابل المال وبيع الكثير من الاثار التي يستولي عليها خلال عملياتها الارهابية والعديد من مصادر اخرى للتمويل وحسب اخر التقارير التي نشرها العديد من الوكالات ان التنظيم يملك  اكثر من ملياري دولار واصبح هذا التنظيم ثريا واغنى الحركات الارهابية في العالم و اكثرهم قوة وشكل تنظيم وشبكة مواصلات وتجميع وتوزيع وتصدير مواردها و تأمين وأرسال احتياجات مجموعاته المنتشرة في الجغرافية المستولي عليها عبر هذه الشبكة..وان ما يقوم به هذا التنظيم يفوق كل التصورات حول الارهابيين في التاريخ وما يفعله يقشعر له الابدان ويمثل الوجه الاقبح للبشرية بعيدا كل البعد عن جوهر الاسلام الحقيقي ورغم ان التنظيم له قوة الانضباط و الخبرة القتالية  ومدربين بشكل جيد و له العديد من الانتحاريين و يعمل الان على اقامة دولة وحكومة تتصرف حسب ذلك أيضا ولديه العديد من المؤسسات التي يديرها في العديد من الاماكن والبلدات و المحافظات و القرى وخطوط مواصلات والمال والشركات وابار النفط ومواقع اعلامية يحسب له ألف حساب لكن اعماله الوحشية من تدمير التماثيل التاريخية والاثار الثقافية التي يمتد عمرها الى الاف السنين عندما لا يستطيع بيعها و يدمر حضارات امم و يسحقها ويفجر المزارات وقبور الانبياء والشعراء والقيادات التاريخية للشعوب ويعتدي على الطوائف والاديان الاخرى ويغتصب النساء ويعدم الالاف في ساعات قليلة كما حدث قبل عدة ايام عندما اعدم 1700 طلبة كلية القوة الجوية شمالي تكريت في العراق و اعدم في الموصل 482 سجينا و 14 رجل دين رفضوا مبايعتهم بالاضافة الى اعدام 175 طالبا والعديد من وجهاء العشائر والمناطق الذين لا يبايعون أميرهم ويفرض عادات وتقاليد وشرائع لا يعرفها احد في المنطقة وهي اكثر تخلفا في التاريخ القديم والجديد وبهذه الافعال الوحشية نشر رعب وارهاب كبير بين شعوب المنطقة وصل صداه وانعكاساته الى جميع قارات العالم ولم يعد يؤمن احد على بحياته ولا مستقبله وعائلته وبناته و شبابه وان هذا الفكر يعادي التاريخ والتطور والتنوع وهو مشبع بالشوفينية القوموية العربية ممزوجا بتعاليم الاسلام السلطوي رغم وجود العديد من الجنسيات بينهم والكثير مبهريين بهم, وكأنه اصبح كتنظيم كلاديو من نوع جديد و بنكهة اسلامية وكما وصفها السيد علي السيستاني  بأنها جماعة تكفيرية، وبلاء عظيماً، ابتُليت بها منطقتنا

لذا فهذا التنظيم واعماله الوحشية يعادي كل الشعوب وثقافاتها هي خطر على كل الطوائف والاديان والمذاهب وحتى السنية المختلفين معهم فكرا وقناعة وايمانا وهم لا يترددون في قتل اي سني عندما يخالفهم ويعارضهم الرأي,فهذا الفصيل يهدد البشرية اجمع وان حصل على اسلحة فتاكة و محرمة دوليا ومدمرة فأنه لن يتردد في استخدامها ضد من يراه عدوا له,لذا فان وجوده على تخوم كوردستان بشكل عام وخاصة على حدود جنوب و غربي كوردستان فهي تشكل تهديد و خطر مستمر على امن وحياة الكورد والمكونات الاخرى في المنطقة وخاصة الاخوة اليزيديين والشبك والمسيحيين والاقليات الدينية والطائفية والقومية والسنيين المعتدلين او الليبراليين والعلمانيين,وهم يشكلون خطورة على النظام الديموقراطي وحرية المرأة والمعتقدات والتي ينادي بها الكورد جميعا وخاصة ان الكورد ايضا يبنون نظاما منفتحا وديموقرطيا علمانيا يحاول ان يفصل الدين عن السياسة والدولة ويعترف بالامم وحقوق الجميع وحق المعتقدات و الافراد والمرأة وهذا يخالف تماما ما يؤمن او ما ينادي بها داعش واخواتها في المنطقة التي تريد السيطرة عليها واقامة دولة الخلافة الاسلامية وتدخل كوردستان ايضا ضمن هذه الخارطة التي يحلمون بها وخاصة اذ كنا على قناعة تامة باختراق هذا التنظيم من قبل ألد أعداء الكورد وهي تركيا وايران وسوريا والعراق وبمساعدة هذه الدول يهاجم هذا التنظيم و لمدة عامين على غربي كوردستان ومناطق تواجد الكورد في سوريا و لكنهم باؤوا بالفشل وتعرضوا  لخسائر كبيرة معنويا وماديا وحتى انهم فقدوا العديد من المناطق التي كانت تحت سيطرتهم كمعبر تل كوجر وجزعة وغيرها من المناطق وانهم نشروا في الفترة الاخيرة بيانا يهدد الكورد بشكل مباشر بالاضافة الى وجود سبب اخر و مهم لاستمرار خطرهم على الكورد ألا وهي كل محاولاتهم لاجل الاستيلاء على مناطق وطرق تجارية وغنية خاصة بمادة النفط وهم يحاولون المستحيل للاستيلاء على هذه المناطق وان جغرافية كوردستان الغنية بجميع الموارد وخاصة مادة النفط والتي تسببت لها دائما الكوراث وهذا السبب وحده يكفي لاطماع وسيل لعاب هذا الفصيل الارهابي وسوف يحاول السيطرة عليها بالاضافة الى تطور فرصة تاريخية للكورد والقوى الديموقراطية للأستفادة منها ألا وهي:أن هذا التنظيم الارهابي ونهجه وتفكيره وعاداته مرفوض من قبل جميع شعوب وطوائف والاديان والفلسفات والانظمة العالمية بالاضافة الى تمزيق وتشتيت الاجهزة الكابوسية  القامعة لكل شئ يمس الحياة الحرة وحياة الشعوب الطبيعية وثرواتهم وثقافاتهم نعم هناك انهيار لهذه الانظمة الديكتاتورية نتيجة تلوث المنطقة وانظمتها الكلاسيكية بهذه المنظمة الارهابية والتي اصبحت كوباء الطاعون ينتشر بين صفوف الوحوش انفسهم يتأكلون من الداخل وهذا ما يفتح الطريق للشعوب المنظمة و فرصة للمقموعيين جميعا بأن يتحالفوا فيما بينهم للتوجه نحو مستقبل اكثر اشراقا وافضل انفتاحا وتعليما ويبنون حياة مشتركة يقبل الجميع بالجميع ضمن نظام ديموقراطي ولاجل ذلك لابد للكورد ان يوحدوا خطابهم الديموقراطي ويطوروا مشروعهم التوحيدي التنوعي دون تردد ويقوموا بتقوية القوى الاكثر اهمية وهي وحدات حماية الشعب في غربي كوردستان عبر الانضمام اليها بقوة وتحريض جميع الحركات الكوردية لاتباعهم و عناصرهم للانضمام اليها ودعمها بشكل كبير دون تردد وحسابات حزبية ضيقة والخوف من سيطرة هذه القوة على جميع نواحي الحياة ويتم تسييرها من قبل حزب واحد او حزب الاتحاد الديموقراطي ولابد من حزب الاتحاد الديموقراطي ب ي د وهذه القوات من مراجعة الكثير من اخطائها في الاسلوب الاقصائي كما يدعي عليهم خصومهم الناعمين ولابد ان يقدموا ضمانات جدية وعملية بان هذه القوات العسكرية والامنية لن تتدخل في الامور السياسية ولن تفرق وتميزبين الاحزاب والحركات السياسية وايضا لابد من تقوية البيشمركة في اقليم كوردستان اكثر وأعطاءها الاهمية اللازمة وعدم اهمالهم كما حدث حتى الان ونفس الشئ بالنسبة لاجزاء الاخرى من كوردستان وتقوية التنسيق الوطني عبر انعقاد المؤتمر الوطني الكوردستاني بأسرع وقت ممكن ومناقشة التطورات المتسارعة في المنطقة وكيفية مواجهتها بشكل جماعي وحماية الجميع ومصالحهم اصبحت امر لابد منه وهو التنسيق لاجل قيادة المرحلة ككورد كشعب كافح لاكثر من قرن في سبيل تحرره وانعتاقه ولاجل تطوير الديموقراطية و اخوة الشعوب استشهد اكثر من مليون ونصف في جميع اجزاء كوردستان ولكي يكون هؤلاء الكورد الحاليين جديرين بهذا التاريخ لابد من تطوير المؤتمر الوطني الكوردستاني ومؤتمر الشعوب والعشائر و القبائل والطوائف-المذاهب-الاقليات الدينية والقومية وكل الشخصيات الديموقراطية والعلمانية وكل من يريد ان يعيش بعيدا عن هذه الاجواء المرعبة الارهابية التي شكلها الانظمة الديكتاتورية في المنطقة و تنظيم الارهابي الداعشي المخيف...

اعلامي ومراقب السياسي