Share |

رحيل صلاح الدين محمد أحد أهم الباحثين والنقاد في الفن التشكيلي

صلاح الدين محمد

 

غيّب الموت، الباحث والناقد التشكيلي المعروف صلاح الدين محمد، في أحد مشافي دمشق، بعد معاناة مع مرض ألم به في الأشهر الأخيرة، عن عمر ناهز (67) عاماً.

ولد صلاح الدين محمد عام 1949، في قرية قوجمان التابعة لمنطقة عفرين، وحاز بكالوريوس في الهندسة المعمارية عام 1974.

بداياته الأولى في الكتابة الصحافية كانت عام 1970، باللغتين العربية والانكليزية. وكان في ما بعد من سنوات قليلة، عضواً في هيئات تحرير، وهيئات استشارية لعدد من المجلات الفنية، كمجلة ( الفن العربي) الصادرة عن الاتحاد العام للفنانين التشكيليين العرب، ومجلة (الفن) الصادرة في لندن.

خلال عمله في التلفزيون السوري، بصفة ناقد فني(1978ـ 1991)، وبعده معداً للبرامج، أنجز نحو مئة فيلم وثائقي عن التاريخ والحضارات والفن التشكيلي، وقدّم من خلال برنامجه الثقافي (آفاق حضارية)، الكثير من الوثائق التاريخية والفنية النادرة، التي جمعها خلال عقود من البحث والمتابعة الجادة.

كان صلاح الدين محمد، موسوعة في فن العمارة وتاريخه، وساهم بشكل كبير في رسم ملامح الحركة التشكيلية بصورتها الثقافية، على مدى أربعة عقود مضت. كما كان له أيادي بيضاء على الكثير من الفنانين التشكيليين السوريين الذين برزوا كأسماء لامعة في عالم التشكيل السوري، من خلال كتاباته النقدية لتجاربهم الفنية.

كتب عنه فاتح المدرّس عام 1985 : « لقد استطاع زميلي المهندس والفنان التشكيلي والناقد صلاح الدين محمد خلال أبحاثه الطويلة في الحركة التشكيلية السورية، أن ينصف على سبيل المثال لؤي كيّالي، إذ حلل أعماله تحليلاً هندسياً علمياً، ولعل هذا البحث هو البحث الثاني بعد ديلا فرنشيسكا عصر النهضة، ومن هذه الحقيقة نعرف مدى صعوبة وجود ناقد يعرف هندسة عمارة اللوحة الفنية..».

حاز صلاح الدين محمد، الذي كان عضو استشاري في المعهد الأميركي للسيرة الذاتية الذي يختار مشاهير العالم، على العديد من الجوائز والشهادات التقديرية منها:

الميدالية الذهبية عن عضويته في لجنة التحكيم الدولية في بينالي القاهرة، والدرع الذهبي عن مشاركته في الندوة العالمية عن الحضارة العربية في الكويت 1996، والميدالية الذهبية عن مشاركته في الندوة الدولية عن فن ما بعد الحداثة في القاهرة 1994.

رحل صلاح الدين محمد، أحد أهم الباحثين والنقّاد في الفن التشكيلي، تاركاً لنا مئات المقالات وعشرات الأبحاث والكتب والدراسات التاريخية والنقدية الفنية، ومكتبة ضخمة وغنية مليئة بالنوادر من المجلدات والمخطوطات والكتب التاريخية والفنية العربية والأجنبية.

دمشق ـ سالار أوسيجريدة المستقبل