Share |

رواية"RUN AWAY NO WEHER " للكاتبة قشم بالاتا

الكاتبة   قشم  علي بالاتا

هوزان أمين – دهوك- الكاتبة قشم بالاتا هي احدى الكاتبات الكورديات الاتي تلظين بنار العذاب والغربة، نتيجة سياسات الحكومة البعثية البائدة وممارساتها بحق الشعب الكوردي،

وادت بها الى سلوك دروب الغربة والهجرة الى امريكا، ودونت مأساتها ومأسات شعبها في رواية باللغة الانكليزية، وطبعتها ووزعتها في امريكا ، عاشت اربعة عشرة عاماً هناك، وعادت الى احضان وطنها، حيث تعمل استاذة للغة الانكليزية في جامعة دهوك، التقيناها في الجامعة وحول روايتها الوحيدة والصادرة في امريكا، قالت " ان اسم الرواية هي ( الهروب الى اللامكان) وتعتبر الرواية الكوردية الاولى التي تنشر في امريكا، والرواية تتحدث عن الاكراد وعاداتهم وتقاليدهم، والمآسي التي تعرضوا لها، ابان ثورة ايلول وكذلك حرب الخليج الثانية ، وبعدها الانتفاضة الكوردية والهجرة المليونية ، وحياة اللجوء والمخيمات، ومن ثم العودة من جديد، كل تلك المجريات تتضمنها روايتي، بالاضافة الى وجود قصة حب قوية بين شاب اسمة كروان وفتاة اسمها نارين" وتقول ايضاً ان الغاية من روايتها تلك هي تعريف الغرب وشعوبها بالمآسي التي تعرضنا لها ، والغذاب الذي ذقناه، بالاضافة الى تعريفهم بعادات وتقاليد الشعب الكوردي من خلال قصة عشق"

وتضيف ايضاً انها اختارت الرواية كونها عامة وشاملة، تتضمن احداث اجتماعية وسياسية، ليست فقط لفئة معينة بل تهم كافة فئات المجتمع والجميع يقرأونها من طلاب واساتذة وعمال وفلاحين، وتؤكد على انها تريد من خلال روايتها تعريف الشعوب المتحدثة باللغة الانكليزية في امريكا وانكلترا والدول الاخرى بالشعب الكوردي .

وعن قضية الطبع في امريكا وكيفية نشرها هناك قالت"ليس من السهولة ان تنشر شيئاً في امريكا، وهذه المسألة اخذت مني سبعة اعوام، حيث كتبت الرواية في اربعة اعوام وبقيت ابحث عن ناشر لثلاثة اعوام، فكلما اجد داراً للنشر يتحججون ويعتذرون، حتى توفقت ووجدت داراً للنشر وطبعت والحمد لله ونشرت "

وسألتها عن صدى روايتها هناك ومدى رواجها قالت بتفائل كبير "الرواج جيد، والطلب عليه كان كبيراً حسب ما، وكل من قرأئه اعجب بها وكانوا يقولون انهم كانوا يسمعون عن مآسي الكورد وعن شخصيات كوردية، ولكنهم لم يكونوا يعلموا كل تلك المواضيع والعادات والتقاليد في المجتمع الكوردي لولا الرواية، وعن طريقها علموا بما يحتوية المجتمع الكوردي من عادات، وقالوا لي انهم حين قرائتهم للرواية كأنهم عاشوا في كوردستان لعامين من الزمن، وبالنسبة لهم كان بمثابة اكتشاف عالم جديد، وكتب عنها النقاد واصبحت بمثابة مرجع لهم، وقالوا لي كل من يريد ان يتعرف على الشعب الكوردي يجب ان يقرأ روايتك"

وعن احداث الرواية ووقائعها، هل هي عبارة عن مشاهدات ومجريات خاضتها الكاتبة ام هي محض خيال قالت" ان الرواية خيالية بالمضمون ولكنها تحتوي على احداث وقائعية جرت خلال العقود الماضية، بدأ من ثورة ايلول لغاية الهجرة المليونية، كل تلك الاحداث حقيقية، ولكن الشخصيات وابطال الرواية هم من خيالي، وكنت احدى اللاتي عانين وعشت تلك الاحداث وتهجرت واصبحت لاجئة في المخيمات، لهذا معظم احداث الرواية شهدتها بنفسي "

وسألتها عن ولوجها دروب الادب ومباشرتها بالرواية، الم يكن صعباً عليها ذلك قالت" انا منذ صغري احب القراءة وبطبيعة الحال من يكتب جيداً يجب ان يكون قراءاً جيداً في البداية، ففي امريكا بدأت بالكتابة وكتبت الخواطر، وكنت ملماً بالكتابة ومحباً لها، كما ان الاجانب شجعوني على الكتابة، فنجدهم يكتبون عن احداث بسيطة تجري في حياتهم اليومية مثل سفرة قاموا بها الى افريقيا او تعطل السيارة معهم فيكتبون عنها وينشرونها فما بالك بنا وما جرى معنا ككورد، فلماذا لانكتب نحن !؟

روايتها ( الهروب الى اللامكان) اصبحت منهجاً ويدرس عليه طلاب اللغة الانكليزية، في كلية التربية والآداب بجامعة زاخو، وهي تعني حسب مفهوم الكاتبة ، ان حين حصول حرب الخليج الثانية والهجرة المليونية للشعب الكوردي، كان الناس يهربون الى جهات مجهولة ولا يعرفون ماذا سيحصل لهم والى اين سيصلون، والرواية تحتوي على احداث سياسية واحداث اجتماعية حيث المرأة ايضاً تعاني من ضغوط كبيرة، ويكون مصيرها ايضاً مجهولاً حيث لا تدري الى اين تهرب، وان هربت فستلاقي القتل، بالاضافة الى قصة حب ، فهي مركبة وشاملة بما تحتوية من مجريات، ولديها مشروع رواية اخرى باللغة الانكليزية وتقول في ختام حديثها انه لو كان بيدها لأخذت روايتها كمنهج لجميع المراحل الدراسية، من الابتدائية والمتوسطة والاعدادية لانها ترفع الوعي القومي حسب قولها، وتجعل الجيل الجديد يتعلم كيف حصلنا على هذه المكتسبات، لان كل هذه المنجزات والمكسبات هي نتيجة ثورات كبية وتضحيات جسام ومجازر واسلحة كيمياوية و لم تأتي بسهولة، كما ان الرواية تساهم في تكوين فكرة قوية ومصطلحات كثيرة للتعبير عن تلك الاحداث لدى القارئ، وهي مسرورة جداً بما يحصل في الاقليم من تطور وتقول رغم ذلك لا بد من المزيد ونطمح الى الازدهار اكثر  .

 جريدة التآخي -العدد والتاريخ: 6531 ، 2013-03-13