Share |

عامودا في ملف سما كرد – الجزء الثالث , مع ملحق صور

مقبرة عامودا - صلات الاستسقاء

 

ننشرُ لقرّاء سما و لكافة القرّاء الجزءَ الثالث من هذا الملفّ , و أردنا أنْ يكونَ مختلفا و متنوّعا , الكُتّابُ المشاركون في هذا الجزء من خارج عامودا التي ترحّبُ بكلّ مَنْ يكتبُ مادة عنها  , و بدورنا  نقدّرُ لهم محبتهم لهذه المدينة , المشاركون هنا : الباحث فارس عثمان , ومادته القيّمة التي أرسلها عن نادي ( جوان كرد )

و لأجل هذه المادة أدرجنا صورا لبعض روّاد النادي , ونرحّبُ بأصدقاء عامودا : عمر كوجري و نارين عمر , و المغنية الأوبرالية ( مزكين طاهر ) التي شاركتْ بأُغنية , بتحية إلى عامودا من خلال هذا الملفّ . الصور المرفقة غير واضحة , لقِدَمِها , ولأنها مأخوذة عن ( كتاب عامودا – للمعدّ ) . نتمنى لكم قراءة ممتعة و مفيدة.

"  عبداللطيف الحسيني – عامودا .

 

)جاميا شيخي دودا(

نفسُ الجامع لم يتغيّر منذ إنشائه , كانَ خطيبُه ( شيخ بهاء زيلاني ) يخطبُ فيه بالكردية.

 *********************

(1)

نادي جوانِ كرد

1938

 

NADYA CIWAN  KURD

فارس عثمان

 

أسّسَ هذا النادي الشاعر الكردي (جكرخوين) عام 1938 في مدينة عامودا ، أي بعدَ سنة من انتفاضة عامودا 1937"  Toşa Amûd." التي أحدثتْ شرخاً كبيراً بينَ سكان المنطقة عامةً وسكان عامودا بشكلٍ خاص نتيجة وقوف قسم من السكان مع الكتلة الوطنية السورية التي كانتْ تحاربُ فرنسا وتطالبها بالاستقلال وإنهاء الانتداب ، أما القسم الآخر فكانوا يطالبون فرنسا بتضمين معاهدة 1936بنود تضمن حقوقهم بعدَ انسحاب القوات الفرنسية من البلاد ,

ونظراً للمكانة الخاصة (لجكرخوين) في عامودا لدى الطرفين رغم أنه كان من قادة التيار الثاني ، ومن أشدِّ المطالبين بضرورة استفادة الكرد من الوجود الفرنسي في سورية ، للحصول على حقوقهم القومية ، ولرغبته في وضع حدّ لتلك النزاعات ، ونظراً لوجود عدد من الشبان الكرد الواعين في عامودا ، الذين كانوا متأثرين (بجكرخوين) وبآرائه ، ولتخفيف حدة المواجهة بين الطرفين إلى حدٍ ما ، عقد هؤلاء الشبان مع (جكرخوين) عدة اجتماعات وفي النهاية قرروا إنشاء نادي جوان كرد في عامودا. (( لأن فرنسا لن تعارض ذلك ، ولأن المسيحيين لن يعارضوا ، ولأنّ العربَ لم يكونوا بتلك القوّة كي يعارضوا ، أما الكرد فإنهم يريدوننا سنداً لهم بعدَ مَا أصابهم .)) .

وقد تأسس النادي على الأرجح في شهر حزيران 1938، لأن مؤسسه ( جكرخوين ) وكذلك مَنْ كتب عن النادي  لا يذكرون بدقة يوم الإعلان عن تأسيسه أو حتى الشهر الذي تأسس فيه  ، (فجكرخوين) الذي كان إماماً " ملا " لقرية حاصدة يقول :(( في صيف 1938 بدأ موسم الحصاد فتركتُ ما أملكه بين الحاصدين ، وتوجهتُ إلى عامودا ، وافتتحنا النادي . )) ، وبما أنّ موسم الحصاد يبدأ في الجزيرة في شهري أيار وحزيران ، ولأنّ الحصاد كان يدوياً في تلك الفترة ، وعلى الناس أن ينتظروا لكي ينضج القمح أو الشعير ليتم حصاده بيسر وسهولة فعلى الأغلب أنّ تأسيس النادي كانَ في الشهر الثاني من الحصاد أي في شهر حزيران من عام 1938.

ورغم أنه لم يكن التنظيم الأول للكرد في الجزيرة فقد سبقه تأسيس جمعية " خويبون 1927 " والجمعية الخيرية لمعاونة فقراء الأكراد بالجزيرة 1932 إلا أنه كنادٍ ثقافي ورياضي وكمدرسة لتدريس وتعليم اللغة الكردية ، وتنظيم الشبان الكرد في فرق الكشافة التي كانت منتشرة في تلك الفترة في عدد كبير من بلدان العالم ، كان الأول من نوعه لأكراد الجزيرة (( كانت المرة الأولى بين أكراد الجزيرة حيث شبابها يدرسون بلغتهم الأم ، ويقرأون تاريخهم وأوضاع شعبهم . )) . وتحول النادي إلى مدرسة شبه نظامية بدوامها ودروسها ولباس فرقة الكشافة الخاص بأعضاء الجمعية .

وكان جكرخوين يتقدم الكشافة بثيابهم الخاكي في شوارع وأزقة عامودا وهم يرددون الأناشيد والأغاني الكردية (( وترد عليهم النساء بالزغاريد ، والرجال بإطلاق النيران من مسدساتهم . )) .

وكان للنادي مقر خاص في الأصل كان " اسطبلاً " (( للخيول والأحصنة ، فتم تنظيفه ، وفرشه بالبسط ، ونصبت خيمة في باحته اتقاءً لحرارة الشمس في الصيف . )) .

وكان (جكرخوين) المشرف العام للنادي والمسؤول الرئيسي على إدارته وعلى الدروس ونشاط الكشافة ، أما المدير العام فكان (محمد علي شويش )، الذي كان صارماً في مسألة الاهتمام بالتعليم حتى أنه كان يضرب الكشافة أحياناً ضرباً مبرحاً رغم كبر سنهم ، وهذا يدل على جدية النادي في مسألة التدريب والتعليم .

وقد اشتهر النادي منذ تأسيسه وذاع صيته ، وأخذ بالتوسّع سريعاً حتى (( وصل عددُ الأعضاء المنتسبين إليه " الطلاب الكشافة " إلى حوالي 300 كشاف ، و كان من الرواد المواظبين على الدراسة في النادي بشكل نظامي : ((عزيز ملا ، عبدي تيلو ، صالح حسو ، مجيد ﮔولك ، الشاعر تيريـژ " نايف حسو "، علي سعيدو ، أوسي حرسان ، ديبو إبراهيم " سينو " . )) .

ومع تطور النادي وازدياد عدد طلابه وازدياد الاهتمام به في الوسط الشعبي الكردي ليس في عامودا فقط بل في جميع أنحاء الجزيرة ، تعرض (جكرخوين ) والنادي لمصاعب ومشاكل عديدة ، فقد (( انسحب الماردينيون والخاتونيون من النادي ، لأن النادي حسب رأيهم كان خاصاً بالكرد ، فكانوا يقولون :إنه نادي الأكراد فلماذا ننتسب إليه  )) ، كما أنّ قسماً من رفاق جكرخوين من الآغوات والبكوات وخاصةً من التيار الوطني أخذوا بشنّ حملة على النادي وعلى جكرخوين فقد كانوا يريدون (( أن تكون قيادة النادي في أيدي القدماء الواعين ... فجكرخوين هو الذي أحرقَ عامودا ، وهاهو ينشأ نادياً يعلم أولادهم فيها . )) ، ولأن (جكرخوين) شعر بخطورة موقف الآغوات والبكوات الكرد وكذلك موقف بعض المسيحيين منه ومن النادي ، ولتدارك الموقف أرسل في طلب (جميل حاجو) كي يتدخّل ويطلب من هؤلاء الكفّ عن التعرّض للنادي ولبعض أعضائه ، ورغم مجيء (جميل حاجو) والالتقاء مع زعماء ووجهاء عامودا لتسوية الأمر , لكنّ جهوده ذهبت سدى , لأنّ هؤلاء استمروا على موقفهم حتى تمّ إغلاق النادي .

 

-  1 جكرخوين ...سيرة حياتي ...........................................................ص 260.

- 2 جكرخوين ....سيرة حياتي ..........................................................ص 260.

- 3المصدر السابق ................................................. .....................ص 260.

- 4  جكرخوين ...سيرة حياتي ..............................................................ص 261.

-5  الحسيني (عبد الطيف) نحت عامودا .................................................ص 40.

- 6  المصدر السابق ..........................................................................ص 40.

-7  جكرخوين...سيرة.........................................................................ص 261.

- 8 المصدر السابق ...........................................................................ص 261.

 

*******************

(2)

عامودا غزت طفولتنا بالحرائق.. وحصادات القمح

عمر كوجري

 

تردّدَ اسمُ عامودا في آذاننا منذ باكر الطفولة، حينما كنا صغاراً في أقاصي الريف الذي لم يكن حنوناً ليستوعبَ مداركنا الطفولية، وشغبنا المشروع.

كنتُ أسمع كثيراً في مضافة والدي الطينية، ودخان سجائر العجائز من " السَّهِّيرة تخنق صدورنا الغضَّة.. كنت أسمع مَن يقول للآخر مادحاً إياه بكوجرية مموسقة: إن رجاحة عقلك وفطنتك تخبرنا أنك من عامودا،  وقد يتناهى إلى مسامعنا أنك أصبحت معلماً ميكانيكياً، وتشتري حصادة مثل أهل عامودا.

وفيما بعد اجتاحتنا عامودا في عقر دارنا حين كان أقراننا الأكبر سناً يتجاوزون حكايات الآباء عن المراعي الخصبة والكلأ الناعم لقطيع الغنم، وراحوا يتحدثون من أرضية  ثقافة المدينة وحراكها الداهم آنذاك عن حريق سينما عامودا، ويتحدثون عن أطفال تفحمتْ أجسادهم في سينما، و أبواب أغلقت، و جدران تهاوت على رؤوس الصغار، ونار أكلت، والتهمت جيلاً كاملاً من عقول عامودا، وبطولات الدقوري في إنقاذ عدد من أطفالها قبل أنْ يشبَّ الحريق في ثيابه وشبابه.

كنا ننظر إليهم بعيون ذاهلة وجاحظة، فنحن مازلنا نتلقى التعليم البدائي في القرية، وهم شبوا على الطوق، واجتازونا.. اجتازوا ساقية القرية الوحيدة، والأشجار الجرداء، ولعب الأطفال التي من طين كما بيوتنا.. هم نعموا وظفروا بالدراسة في ديريك والقامشلي، ونحن مازلنا نحن تستقبل صدورنا حرائق الدخان المنبعثة من صدور رجال ضيعتنا الصدئة جراء الفقر والتبغ الرديء.

لم يتطور حسّي تجاه عامودا التي أغرقتنا بفيض حصاداتها التي كانت تنهب مزارع القمح نهباً إلا في المرحلة الثانوية في أوائل ثمانينيات القرن الماضي، فبدأتُ أتعرّفُ إلى عامودا الشعر والثقافة والحرائق والأحزان، بدأتُ أتعرّف على عامودا (الشيخ الجليل عفيف الحسيني) وبقية آل الحسيني، وعامودا النحوي الضليع( دحام عبدالفتاح )، وعامودا الموسيقيين والفنانين والملحنين والروائيين والشعراء .. سيل الشعراء .. هل بإمكانك أن تحصيهم؟؟ فقد علمت فيما بعد أن كل أهل عامودا شيباً وشباباً يكتبون الشعر.

وتشاء الظروف أن أزور عامودا أول مرة لكن على موعد مع الحزن والأسى حين اختطفت يد المنون المناضل (عصمت سيدا ) تلك الشخصية الدافقة بحب الإنسان إلى أبعد حد في أواخر الثمانينيات، بيد أني استغللت الفرصة، وأنا صديق أغلب الشعراء في هذه المدينة .

زرتُ الشيخ عفيف  في منزله الطيني المتواضع، وأول ما أشغل بالي التعرف عليه  .. هناك أنسانا هذا الشيخ حزننا الذي جئنا من أجله، وأدخلنا في صوفية الشعر، وحينما علم أنني من قرى الكوجر وصديق أبنائه رحّبَ بي أيما ترحيب،   وقرَّب إلى قلوبنا في تلك الليلة التي قضيتها في دارهم مسائل النحو والصرف والبلاغة في سهرة لا أجمل ولا أبدع، ولولا حرج المناسبة لطلبت من أصدقائي أن يُرافقوني إلى دار السينما التي وسمت تاريخ هذه البلدة الـ  مازالت طينية، ومازالت حزينة ومازالت بائسة وفقيرة.

وفيما بعد.. في أواسط التسعينيات سأزور عامودا برفقة الناقد الغالي المرحوم ( صبحي الطعان) صديقنا وزميلنا في كلية الآداب، والذي لم يهنأ بشبابه، فقضى هو وزوجته وابنه مهيار في حادث سير أدمت قلوب كل محبيه وأصدقائه الكثر.

رافقني صبحي إلى عامودا لأنه كان بين أيدينا مشروع مجلة ثقافية كنا بصدد إصدارها اسمها (أجراس)، ولم يكن أمامنا مقصد غير منزل الشيخ عفيف، وطلبنا مساعدة وتعاون أصدقائنا الذين لم يوفروا جهداً إلا وسخّروه لنا في سبيل إنجاح مشروعنا، فتعرّفنا إلى بعض شعراء وكتاب عامودا ،  تعرفنا إلى الشاعر( جميل داري ودحام عبدالفتاح وإسماعيل كوسه، وعبدالحليم يوسف، وعبدالرحمن عفيف ) وغيرهم من مثقفي عامودا، ودارت بيننا نقاشات لطيفة حول الكتابة، وقصيدة النثر وشرعيتها والقراءات التي يمكن أن تمدنا بفيض معرفة، كما حدّثنا اللغوي( دحام عبدالفتاح) القادم من النحو العربي والتدريس عن اللغة الكردية وضرورة صيانتها والكتابة بها، ورأى ألا نهمل اللغة الكردية لأنها بالتالي لغتنا، وعلينا حمايتها وصيانتها باعتبارنا شباباً نفيض حماسة ونشاطاً – حسب رأيه-

لقد عدنا من عامودا يومئذ وجعبتنا ملأى بمساهمات وكتابات أصدقائنا وأحبتنا العاموديين.

وستتوالى الزيارات إلى عامودا التي كانت أول بلدة شمالية ترسَّخت، وتبلورت معالمها في ذهني منذ الطفولة الغضة التي كانت بالتأكيد أقل حرقاً وحزناً، لكنها لم تكن تشي بالفرح وبراءة الطفولة كما كل أهل ضيعنا هناك حيث الفقر الذي يزيل، ويذهب الضحكات والحبور من وجوه الأطفال الذين تتجول أعينهم في مراثي الزمن رغم أنهم يحاولون أن يسعدوا ، ويسرقوا من الزمن لحظاته الهاربة.

ياإلهي!! منذ زمن سحيق لم أزر عامودا ، هل مازالتْ بيوتها طينية؟ نعم ، هل مازالت حزينة؟ نعم، هل مازالت بائسة؟ نعم، مازالت رائحة أجساد الحرقى تفوح في شوارعها، مازالت تصر على إنجاب الشعراء والمبدعين.

 

*************************

(3)

سينما عامودا حريقُ روحٍ رافقَ حريقَ الجسد

نارين عمر

بينما كنّا نقفُ بإجلالٍ أمامَ تلك القبورِ الرّاقدةِ في مقبرةِ (عامودا بافي محمد) التي ما زالتْ تحتضنُ برفقٍ تلك الأشلاءَ التي فرّتْ من لهبِ الحريقِ الذي التهمَ سينما عامودا, أحسسْتُ أنّ الأرواحَ التي فرّتْ من الأجسادِ في ذلك اليومِ, وتركتها تئنّ وتنوحُ ما زالتْ ترفرفُ فوق تلك الأجسادِ تطلبُ إليها السّماحَ والغفرانَ, والعودة مجدّداً إلى خلاياها وشرايينها, فتردّ الأجسادُ :

عفونا وغفرنا لكِ هفواتكِ, ولكن لن ندعكِ تنفثين نبضاتِ حيويتك فينا من جديدٍ, لأنّنا نكتفي بأن ترفرفي بهدوءٍ وحرصٍ فوقنا, وتردّي عنّا كلّ لهبٍ قد تؤجّجه نارٌ أخرى قد تحاولُ افتراسنا مرّة أخرى, ولا تنسي أن تحومي فوقَ أجسادِ أهلنا وأحبتنا الذين احترقتْ أرواحهم في أتون فراقنا, فهم مثلنا ما زالوا مثلنا يعيشون على هيئةِ أجسادٍ بدون روح بعدَ أن تقمّصتْ أرواحهم أرواحنا, حوّمي فوقهم واحذريهم من كلّ نارٍ قد تغدرُ بهم من جديدٍ, فتكون أكثر فتكاً وعنفاً ولهباً من الأولى, ولم تنسَ أن تقولَ لها:

إذا شعرتِ بأيّ خطرٍ قد يداهمنا ويداهمهم, اهمسي أوّلاً وقبل الجميع في نبض (محمد سعيد آغا دقوري), لأنّنا لن نخشى مكروهاً ما دامَ محمد آغا يقودنا ويسيّرنا إلى حيثُ الخلاصُ والملاذ, فما زالتْ أرواحُ الكثيرين من أحيائنا تنبضُ في روح سعيد, وتنهلُ منها روحَ الخلق والعطاء, وتنسجُ لها ألحانَ حبّ ووداد, وأنغامَ شكرٍ وامتنان.

في طريقِ عودتنا وبينا أتأمّلُ في بيوتِ عامودا وحاراتها وأزقتها, تساءلتُ بيني وبين نفسي:

لو لم يحدث ما حدث, ولو لم تأكل تلك النّار بنهمٍ وشرهٍ ذلك العدد الكبير من زهور عامودا اليانعة, كيف كنّا سنرى هذه المدينة الهادئة اليوم؟! كم بيتاً كان سيتلألأ بالحبّ والدّفء والشّغبِ والصّراخ الذي ينطلق من مداعباتِ أطفالها وصبيانها؟! كم كاتباً وأديباً وشاعراً وعالم دين ولغويّاً كان سينقشُ اسمه بحروفٍ من نور في ديوان الثّقافةِ والأدبِ الكرديّين؟! كم معلّماً ومدرّساً وطبيباً وعاملاً وحرفياًّ ومحاميّاً ومهندساً وفلّاحاً كانوا سيساهمون في تغيير معالم هذه المدينة التي ما زالتْ ثكلى تئنّ؟؟!!

أجل, إنّها لغة الأرقامِ التي تتلاعبُ بنا, وترسمُ خريطة العالم كيفما تشاءُ وترغبُ وبإيحاءٍ من القدر والدّهر.

شعرْتُ ونحن نتجوّلُ في عامودا (مدينة العلم والأدبِ والّلغةِ) بماهيةِ الحزن الذي ما يزالُ يلقي بظلاله عليها وعلى كلّ فردٍ فيها على الرّغم من مظاهر الفرح والسّرور التي يبدونها بين الحين والآخر!! لامستْ نبضاتُ قلبي الخفقان المتلاطمَ الذي يترنّحُ في قلوبِ أمهاتِ عامودا, والآهات التي مازالتْ تمارسُ عملها في قلوبِ النّساء الّلواتي كنّا فتياتِ الأمس على أحبتهنّ, وتساءلتُ:

أما للحزنِ من نهايةٍ؟!

أما للسّوادِ من رحيلٍ ليحلّ محلّه نبضُ البياض؟؟!!

ولكن كيفَ؟ ومتى, وأينَ؟ و...؟ و...؟؟؟!!!

*****************

(4)

مزكين طاهر.

 )عامودا (

لا نهر القليل من الشجر

 ..... فهيمة

في الشعر- الموضوع - بعيد

في الخارج أصدقاء في الصميم

دائما -الخارج- حساس يجب مراعاته

مغتربون و محليتهم قصيرة الأمد

التيارات  كثيرة, ولكن تفضل عامودا الاغتراب

: )الشيخ عفيف ,عبد الرحمن عفيف ,علي جازو , جولان حاجي , محمد عفيف ,

مقداد خليل  , أحمدي حسيني, عبد اللطيف الحسيني , برهيم شيخموس , شيرزان (

لا نهر القليل من الشجر

..... فهيمة

هم أصدقاء في الصميم . ) مزكين طاهر .

 

*************************

ملحق صور من عامودا:

 

سوق الفاتورة ( من الأسواق الشعبية القديمة في عامودا(

الصورة ملتقطة من الجنوب باتجاه الشمال

 

19 آذار, 2010 03:29:00