حدّثنا العطال البطال قال : داهمّتني المشاكل على حين غرة ، وفاجأتني كَمَن يجد حية لدى فتحه صُرّة ، بل قُل كَمَن يتوهّم جنيا في الفلاة ويسمع كلمة بخخخ ، فخُضّ ما تبقّى في الرأس من المخ ، وصرت في التعامل نزقاً ، وفي كسر الخواطر حذقاً ، وطبّعتني حرب الحكومة على الشعب ، بالخشونة وكثرة الشتم والسب ،
وأزداد الطين بلّة، بتعطّل حاسوبي المحمول ، واستبداله بغيره – في الحاضر - ليس من المعقول ، فأقحمت نفسي مع أولادي في حاسوبهم ، مُتوهّما السعة في قلوبهم ، وإيثار أبيهم على ألعابهم ، وقبلوا على مضض مشاركتي ، شرط أن أحلّ عاجلا مشكلتي ، وكنت أتحيّن فرصة فراغ أحدهم من لعبته ، قبل أن يأتي الدور إلى شقيقته ، وكلما خطرت ببالي مقالة ، أو نشر حالة ، في الفيسبوك دون إطالة ، أو بدت لي فكرة وهممت بكتابتها ، جاء احدهم وبددها ، وحُسم الأمر بانقطاع النت ، وكان سببا لأن اترك البيت ، وسارت بيّ القدم ، وجيبي يشكو من العدم ، فوجدت نفسي في السوق ، لا في تجارة مُحمّلة على النوق ، ولا بلسان سمسار حربوق ، وكان غرضي استطلاع الأخبار ، عن أمور السياسة وغلاء الأسعار ، والأسباب الكامنة وراء كلّ شجار ، وعن تصريحات الساسة حول حرب ( المنحبكجية ) الفجّار ، وسمعت من الأخبار ما هالني ، و واقع مأزوم أخافني ، وأمور لم يُحسب لها حساب ، مع ما يعجّ به الشارع من الأحزاب ، والتباهي بتمثيل الشارع اغتصابا ، وبالتلميح والتصريح دوّخونا عن المناطق المُحررة ، مُستلذين بأكل الطُعم وحجج غير مُبررة ، لاهين عن تملّص الحكومة من وظائفها ، وفي أحس الظن مُتعامين عن مكائدها ، ففيما التغنّي بالسيطرة ، والأوضاع في مجمل النواحي مُنكدرة ، والتشرد والجوع والخوف والبطالة للعيان ظاهرة . فتوجّهت إلى الله بالدعاء قائلاً : الهي يا مُبدي النفوس ، ومُسخّم وجه عديم الناموس ، يا واهب الهوام في البرية ، و مُمسك العقول كي لا ندخل العصفورية ، يا صانع العجائب ، هلا كشفتَ سر الغرائب ، أسألك ربي عن آية غير مسبوقة ، وتردّ إلينا أرزاقنا المسروقة ، ومنّ علينا بفرص عمل ، وسترانا نكدُّ أكثر من النمل .
قال العطال البطال : فوالله ما أن أتممت الدعاء ، حتى سمعت من احد الأصدقاء ، خبر انطلاق إنشاء اللجان ، تختص في اختصاصات مدنية ، وبعضها الآخر في الأمنية ، تؤلّفها الأحزاب بالتساوي في العدد ، فتبحث الصغيرة منها عن المدد ، فتوّظف كل عطال بطال ، وهذا لعمري من الآمال .
Ghassan.can@gmail.com