Share |

قامشلو.. تكريم الشاعر عباس إسماعيل في يوم اللغة الكردية احتفاءً بالحرف المقاوم

 

في أجواء غامرة بالمحبة والامتنان، وتزامناً مع الذكرى السنوية ليوم اللغة الكردية في 15 أيار، نظّم اتحاد كتاب كردستان سوريا حفلاً تكريمياً في قاعة البارزاني الخالد بمدينة قامشلو، يوم السبت 17 أيار 2025، احتفاءً بالكاتب والشاعر الكردي عباس إسماعيل، ومنحه الجائزة السنوية للاتحاد، تقديراً لمسيرته الأدبية الغنية ومساهماته المضيئة في خدمة اللغة والثقافة الكرديتين.

 

*حضور ثقافي ونخبوي يعكس مكانة الحدث

 

حمل الحفل طابعاً وطنياً وثقافياً بامتياز، إذ شهد حضوراً لافتاً لنخبة من المثقفين والأدباء والشعراء الكرد، إلى جانب ممثلين عن الأحزاب الكردية والمنظمات النسائية والمدنية، ليكون بذلك أكثر من مجرد حفل تكريم، بل مناسبة تؤكد على وحدة الصف الثقافي الكردي في مواجهة محاولات الطمس والتهميش.

 

*وقفة وفاء للرموز الخالدة

 

افتُتح الحفل بوقفة دقيقة صمتٍ إجلالاً لأرواح شهداء كورد وكوردستان، ولروح الرائد النهضوي الكردي مير جلادت بدرخان، في تقليد يعبّر عن وفاءٍ متجذّر للرموز التي ساهمت في تأسيس نهضة اللغة الكردية المعاصرة، وتركوا بصماتهم الخالدة في سجل الوعي القومي والثقافي.

 

*كلمات في حب اللغة والانتماء

 

ألقى الكاتب فواز أبو دلو كلمة ترحيبية بالحضور، مُعلناً انطلاق الفعالية بروح أدبية سامية.

 

ثم جاءت كلمة اتحاد كتاب كردستان سوريا، التي ألقاها رئيس الاتحاد الكاتب عبد الحكيم محمد، فتوقفت عند دور اللغة الكردية في صياغة الهوية الثقافية للكرد، مؤكداً أن يوم اللغة ليس مجرد مناسبة سنوية، بل تجسيدٌ حي لتراكم الجهود الفردية والجماعية التي حفظت اللغة رغم العقبات والتحديات.

 

ومن جهته، ألقى الكاتب قادر عكيد كلمة الهيئة المشتركة للكتّاب والمثقفين في كردستان سوريا، مشدداً على ضرورة تكريم الرموز الثقافية وهم على قيد الحياة، لتكون قدوة ملهمة للأجيال القادمة، ومصدر إلهام في طريق الإبداع الكردي.

 

*شعرٌ وموسيقى… وجدانٌ يُلامس الروح

 

تخلل الحفل أمسية شعرية أحياها الكاتب محمد عبدي، الذي ألقى مجموعة من قصائده التي حاكت مشاعر الحضور وأثارت تفاعلهم.

 

أما النغمة الموسيقية فقد جاءت بصوت آلة العزف وبصمة الفن الأصيل، حيث أبدع الفنان سيبان علو في تقديم وصلات موسيقية من التراث الكردي، كما شارك فواز أبو دلو بأداء أغانٍ تراثية أعادت الحضور إلى أعماق الذاكرة الكردية.

 

*تكريمٌ مستحق ورسالة وفاء أدبي

 

وفي لحظة مؤثرة، ألقى الشاعر المحتفى به الكاتب عباس إسماعيل كلمة عبّر فيها عن شكره العميق لاتحاد الكتاب على هذا التكريم. وقال في كلمته: "هذا التكريم لا يعني لي فقط شخصياً، بل هو لكل من حمل القلم الكردي في وجه العتمة، ولكل من آمن بأن اللغة وطنٌ لا يُهزم."

 

كلماتُ إسماعيل حملت نبرة الوفاء والانتماء، ورسمت صورة شاعر يرى في اللغة هويةً ومقاومةً، وفي الكلمة بيتاً وملاذاً.

 

*مسيرة من الحرف المقاوم

 

ويُعد عباس إسماعيل من أبرز الأصوات الأدبية في المشهد الثقافي الكردي المعاصر، إذ ترك عبر شعره ومقالاته أثراً لا يُمحى في تعزيز مكانة اللغة الكردية، وكان حاضراً بقوة في المحافل الثقافية والسياسية والفكرية، ليكون صوتاً من أصوات الكلمة الكردية المقاومة، وضميراً أدبياً يعكس آلام وآمال شعبه.

 

*ختامٌ بأمل متجدد وتأكيد على استمرارية التكريم

 

اختُتم الحفل وسط أجواء من التأثر والاعتزاز الجماعي، حيث أجمع الحضور على أهمية استمرارية هذه المبادرات التكريمية التي تحفظ الذاكرة الثقافية الكردية، وتكرّس ثقافة الوفاء للرواد الذين ساهموا في حماية هوية الشعب الكردي بالكلمة، وجعلوا من الأدب جبهة مقاومة للاضطهاد والإنكار.

 

 

ولات تيفي – أربيل