Share |

ملامح التواصل الثقافي الكردي ـ العربي في العدد الجديد من فصلية (سردم العربي)

غلاف مجلة سردم 34

 

 

 

   صدر حديثاً العدد الجديد (34) من مجلة سردم العربي، التي تصدر عن دار سردم للطباعة والنشر في السليمانية، وهي مجلة فصلية ثقافية عامة تُعنى بالتواصل الثقافي الكردي – العربي.

   والملفت في هذا العدد، أنه يحمل أسماء نخبة من المبدعين الذين يؤكدون يوما بعد يوم على انسانية الثقافة، وذلك من خلال مدّ الجسور بين الثقافات المؤمنة بقيم الحوار والأمن والسلام لتعميق قيم الحرية.فأول ما تتطلبه هذه المرحلة هو توثيق أواصر الحوار، الذي يتطلب إلغاء العنف في حياتنا، سواء كان عنفا سياسيا، أم اجتماعيا، أم ثقافيا، أم عرقيا، أم طائفيا، أم دينيا، مع إلغاء الاستعلاء الثقافي الذي قد طغى على ساحتنا الفكرية من خلال دمقرطة الخطاب الثقافي، قبل دمقرطة الخطاب السياسي، وكذلك دمج الثقافة الناطقة بالعربية بالثقافة الانسانية بشكل عام، بعيدا عن التقوقع وتوهيمات حراس الهويات سواء من الجانب العربي أو من الجانب الكردي.

   ومن وحي هذا المنظور تتقدم المجلة بالدعوة إلى جميع الكتاب والأدباء والباحثين والمؤرخين برفد المجلة بما لديهم من الدراسات والبحوث والاراء من اجل تطوير هذا الحوار كخطوة ثقافية – انسانية، نحو تواصل كردي – عربي.

   حيث تضمن هذا العدد الجديد، دراسات تاريخية وادبية ونقدية، بالاضافة إلى الشعر والقصة وتقارير ثقافية.

   جاء المحور الأول تحت عنوان (دراسات وبحوث)، وأولى هذه الدراسات (أحمدي خاني ولملمة بارادوكس) لفاضل كريم، والترجمة لدانا احمد، وفيها يتساءل الكاتب: هل صحيح ان احمدي خاني (1650- 1707) الشاعر محسوب على الفكر القومي الكردي، وبالتالي الاب المؤسس للنزعة القومية للامة الكردية وشيخها المنظّر؟ وإذا كان الجواب بالايجاب، فهل كانت هناك اصلا بمنطقة الشرق الاوسط  وخاصة خلال نهايات القرن السابع عشر امة باسم الامة الكردية؟ مثل هذا التساؤلات يقود الباحث إلى أن الكثير من الكتاب والمثقفين الكرد يذهبون الى رأي مفاده ان فهم خاني لمفهوم (الامة) (القومية) غير مختلف عن فهمنا نحن لمفهوم (ناسيون – القومية).

   كما نقرأ للكاتب هوشيار بكر عزيز حول ذكر الكرد في تاريخ ابن خلدون. نقرأ أيضا (أمريكا والحركات الاسلامية ورياح التغيير الربيعية) للباحث خورشيد شوزي.

   أما الكاتب والباحث الكردي المعروف الدكتور احمد محمود الخليل، فيكتب (عشر وصايا لساسة الكرد) من خلال وحي التجارب التاريخية، حيث تمتد هذه الدراسة القيمة من الصفحة (77) إلى الصفحة (110).

   ويكتب الدكتور محمد علي الصويركي عن شخصيات كردية حكمت الجمهورية السورية الحديثة بين الاعوام 1932- 1954 .

 

   في محور الدراسات الادبية والنقدية، نقرأ (الرواية السيرذاتية المتخيلة من حدود الواقعي الى فضاء العجائبي) للناقد العراقي المعروف محمد صابر عبيد. كما نقرأ دراسة هامة للناقد جمال برواري عن (أحداث كردستان في مرآة الادب)، من خلال بحث تحليلي يلج فيه الى صلب الاحداث  لاستكشاف العوامل والاسس المشتركة وتأثيرها على الحقائق. تلك الحقائق التي اصبحت خصبة للانتفاضة والثورة. إن نضوج الادب في تلك الحقبة العصيبة كان الوسيلة للوصول الى حقائق تاريخية مهمة. ففي محور الانتفاضة وموقف الشعراء قد اختار الكاتب مجموعة من القصائد لعدد من الشعراء منهم: أسيري واحمد بكي صاحبقران وعبد الله كوران.

   كما ضمّ هذا المحور دراسة قيمة للناقد العراقي علي عبد الأمير صالح، عن تحولات السرد وشعرية اللغة في رواية (كولستان والليل) للكاتب الكردي حسن سليفاني، الذي عرفناه شاعرا وقاصا، كما عرفناه مترجما من الكردية الى العربية، وفي هذه الدراسة نتعرف اليه روائيا كبيرا.

   نقرأايضا (جدلية المتناقضات في الشعر الرومانسي: نازك الملائكة و عبد الله كوران نموذجا) للدكتور ظاهر لطيف كريم والدكتورة نيان نوشيروان فؤاد.

  كما نقرأ ضمن هذا المحور دراسة قيمة للكاتب والناقد المعروف حسب الله يحيى الذي أعاد للكتابة الجادة رونقها ويقينها، فهذا الكاتب يكتب دون هوادة لفتح كوة لأفق جديد في الكتابة وفي الحياة، ولا شك أن دراسته المنشورة في هذا العدد، و المعنونة ب ( المسرح العراقي: الهوية الوطنية.. والآفاق الجديدة) دليل على أن الامل هو ما يصبوا إليه الكاتب رغم الصعوبات والافاق المسدودة أمام مسرح عراقي جدير باسمه وباسماء كتابه.

 

      في محور الحوارات، هناك حواران. الأول مع الكاتب والمترجم الكردي آزاد البرزنجي ، والثاني مع الشاعر والناقد العراقي شاكر مجيد سيفو. أجرى هذين الحوارين الكاتب لقمان محمود.

   وفي محور شخصيات كردية تكتب الشاعرة نارين عمر من كردستان سوريا عن الشاعر دلدار (1918- 1938) صاحب النشيد القومي الكردي: ئه ي ره قيب.

 

    أما في محور الابداع، فنقرأ (قصائد مشرفة على الحب) للشاعرة بري شيخ صالح، (المرثية الناقصة: حيث لا أحد) للشاعر عماد الدين موسى، و (البول في حوض الإيفا) للقاص والروائي تحسين كرمياني.

   أما المحور الأخير، والخاص بالتقارير الثقافية وبالاصدارات الحديثة، فنقرأ فيه: (النص بين قلق المنفى وطمأنينة الوطن) للكاتبة الاردنية المبدعة الدكتورة سناء الشعلان، (الشاعرة الكردية دلشا يوسف في أجراس الوداع) للناقد العراقي وجدان عبد العزيز، (الخطاب الشعري في قصائد تلتفت الى الامام) للناقد علوان السلمان، (الشعب الكردي في سوريا وحق تقرير المصير) للكاتب خورشيد عليكا، (الفنانة التشكيلية آشنا احمد بين اللمسة التعبيرية والانفتاح على رؤية تجريدية واضحة) للناقد لقمان محمود، (الأنا والاخر واشكالية الفصل بينهما) للكاتب عزيز ياور.

   جدير بالذكر أن مجلة "سردم العربي" تحمل بصمة نخبة من المبدعين، ويأتي في المقدمة شيركو بيكس (رئيس مجلس الادارة والمدير المسؤول)، دانا احمد مصطفى (رئيس التحرير)، لقمان محمود (المحرر)، آرام علي (تصميم الغلاف)، أوميد محمد (المصمم المنفذ) و فرهاد رفيق (المشرف على الطباعة).