Share |

رسام كردي سوري يحارب الأنظمة الإرهابية في الشرق الأوسط بالكاريكاتير

دجوار ابراهيم

 لم يتوقف قلم الرسام الكردي السوري دجوار ابراهيم منذ أكثر من 13 عاما عن رسم الكاريكاتير الذي انجذب اليه بعد أن أنهى دراسته الابتدائية في مدينته الحسكة في سوريا، وأكمل رحلته مع هذا الفن في دمشق وتعمق فيه بعد أن تبين له أهمية الكاريكاتير في إيصال الفكرة الى المتلقي بسرعة.

وبعد عدة مشاركات في معارض مشتركة نظم دجوار الذي لم يتجاوز بعد 36 عاما معرضه الكاريكاتيري الشخصي الأول في سوريا عام 2008، لكن سياسة تقييد الحريات وقمعها التي يمارسها نظام بشار الأسد في سوريا دفعت دجوار الى الهجرة من سوريا مع اندلاع الثورة والاستقرار في كردستان العراق بحثا عن مساحة حرة لممارسة الكاريكاتير.

وقال دجوار في حديث لـ”يورابيا”، “اظن انني في مكان جيد نوعا ما وأحيانا أكثر من جيد، لكنني مازلت أتعرض للتهديدات من قبل أكثر من جهة وهذا يدل على وصولي لمستوى جيد، أصبحت رسوماتي الكاريكاتيرية تجد صدى لها، لكن يبقى هناك المزيد لأصل اليه”.

 

يقضي دجوار يوميا عدة ساعات في رسم رسوم كاريكاتيرية ينتقد خلالها سياسات النظام السوري والأطراف السياسية العراقية والميليشيات التي تعمل في إطار المشروع الإرهابي الإيراني في المنطقة ويفضح الأفكار المتطرفة وفكر “داعش” والجماعات الإسلامية الإرهابية في العراق والمنطقة.

وأضاف دجوار “بحكم أنني رسام كاريكاتير، يجب أن انتقد كل ظالم واقف مع المظلومين فهذا السبب وكوني رساما كاريكاتيريا جعلني مهددا من قبل النظام الايراني، الذي هددني بسبب رسومي، وكذلك وصلتني تهديدات من داعش، لكني لم التفت لها كثيرا بحكم انها كانت تهديدات على الانترنت لكن هناك أطراف أخرى هددتني لن أذكرهم حاليا”.

وتابع دجوار أن في كردستان العراق عدة مؤسسات اعلامية تحظى بهامش جيد من الحرية لرسام الكاريكاتير بالنسبة للحريات في المنطقة، موضحا “بعد استقراري في أربيل وجدت انني أستطيع ان ارسم عن قضيتي الكردية بشكل حر وبكل صدق عكس ما واجهته في دمشق. ولدي متابعة للوضع العراقي بشكل عام والوضع الكردي خصوصا”.

واعتبر دجوار أن وجود الاساليب العديدة لرسم الكاريكاتير والستايل الخاص لكل رسام يؤثر بشكل كبير على الرأي العام والقضايا السياسية والاجتماعية، مشيرا الى أنه تمكن من التأقلم مع التغيير الحاصل في فن الكاريكاتير الذي تحول من الرسم اليدوي الى الرسم الإليكتروني، مبينا أنه نجح في تطوير امكانياته الفنية والاليكترونية كي يتمكن من مواجهة التغييرات الجارية في مجال هذا الفن، كاشفا أن عدد من رسوماته حظيت بالعالمية من خلال نشرها في الإعلام الدولي.

وسلط دجوار الضوء على المشاكل التي يواجهها فنان الكاريكاتير في العديد من دول الشرق بشكل عام، مضيفا أن انعدام مؤسسة أو نقابة أو منصة تجمع رسامي الكاريكاتير وحماية حقوقهم إضافة النقص في ثقافة الكاريكاتير لدى المجتمع أثر على غالبية المؤسسات الإعلامية.

وأردف دجوار “المجتمع لا يعطي الكاريكاتير حقه وقيمته المناسبة، ومن المؤسف أن نرى فن الكاريكاتير يحظى بمعاملة ممتازة واهمية خاصة في الدول الغربية وحتى بعض الدول العربية، ولكن للأسف في مجتمعي الذي اعيشه يفتقرون الى هذا الوعي الخاص بأهمية فن الكاريكاتير”.

لعب دجوار دورا كبيرا في محاربة “داعش” منذ عام 2014 عبر الرسومات الكاريكاتيرية التي فضحت ممارسات التنظيم وفكره والفكر المتطرف بشكل عام، “تلقيبي برسام يحارب تنظيم داعش كان بالنسبة لي إنجازا كبيرا وفي أربيل نظمت معرضين عن التنظيم الارهابي، عرضت فيهما رسوما كاريكاتيرية توثق مرحلة الحرب ضد الإرهاب”.

ويسعى هذا الفنان إلى نشر فن الكاريكاتير الكردي في كل أنحاء العالم، وقد جعل هذا المشروع حاليا ضمن أبرز الأهداف التي يعمل من أجل تحقيقها في المستقبل القريب، ويضيف “أتمنى أن أعمل في مؤسسة تضم رسامين كاريكاتير محترفين كي أجعل الفن الكاريكاتيري الكردي أكثر انتشاراً لأن ثقافة الكاريكاتير ستنتشر عندما نهتم بها ونؤسس لها نقابة أو موقعا أو مؤسسة تضم جميع رسامي الكاريكاتير الكرد وأعمالهم ونبذة عنهم من جميع أنحاء العالم وبهذا أستطيع أن أقول: إنني فعلت شيئا على صعيد العمل”.

يورابيا ـ أربيل ـ   سعيد عبدالله