Share |

مشكلة ارتهان المستقبل الكوردستاني بقرار الشريك…شفان ابراهيم

 

 

عُرف عن الكورد أيمانهم بضرورة التعايش السلمي مع الشركاء في المنطقة، والتاريخ كفيل بالمواقف التي وقف بها الكورد إلى جانب المكون الآخر في الأجزاء الأربعة، ضد المخططات الاستعمارية –كما وصفت الحالة وقتها- منسفين حقوقهم أو مؤجليها في أحسن الحالات إلى فترات تلي فترة الثورات والحروب التي كانت تجتاح إحدى الأجزاء الأربعة،

بناء على طلب من أصحاب القرار في تلك الأجزاء،والتاريخ يشهد حالات الكذب والرياء والنفاق من قبل شركاء الكورد التي صاحبت جميع الفترات التي أعقبت الحروب، أو الثورات أو المنازعات التي اندلعت في أي جزء كان من أجزاء كوردستان الأربعة، ولعل اتفاقية لوزان التي نسفت اتفاقية سيفر خير دليل وشاهد عيان يلفح وجه كل من يقف بالضد من ذلك، ومع ذلك لا تزال الأغلبية الساحقة وخاصة من المتنورين والمثقفين يصرون على التشكيك في النوايا الكوردية.

وما يهمنا هنا هو الاتفاق على إستراتيجية كوردية موحدة، تعمل على تبني الحق الكوردي، و رسم ملامح مشروع كوردستاني لغرب كوردستان سيكون من أولويات العمل السياسي لدى جميع التنظيمات الشبابية، والسياسية، والاجتماعية، والثقافية، والاقتصادية، وحتى الدينية،لذا لابد من وضع الخطوة الأولى على المحك، "خطوة ضرورة عدم ارتباط القرار الكوردي بعواصم الدول المجزئة لكوردستان"، ليصار إلى تشكيل ورسم هيكلية وحدة مصير ووحدة قرار كوردي، قائم على عدم الاكتفاء بالاتفاق على الهيكلة والإطار الخارجي للكوردايتي، بل ضرورة الابتعاد عن التفرد والكيفية في رسم وتحديد معطيات ومخرجات هذه الكوردايتي ضمن وداخل إطار الكوردايتي أيضا،والبدء بإعداد مشروع كوردستاني يتماشى مع متغيرات ومعطيات المرحلة الراهنة، والتركيز على أهمية الوضع الجيوبوليتكي، وهو ما يُعرف بأنه دراسة نظرية الدولة أو الإقليم كعنصر جغرافي، وظاهرة في المكان، وهو يدرس تأثير السلوك السياسي في تفسير الأبعاد الجغرافية لمنطقة ما يضاف إلى ما سبق للبدء بإعداد مشروع كوردستاني، يتطلب العمل على التقارب بين جميع اللهجات بغية تشكيل لغة " ستندر" وضمان حقوق المكونات المتعايشة مع الشعب الكوردي من عرب ومسيحيين وتركمان وشركس وجاجان وغيرهم. إن ما تفتقده الدبلوماسية الكوردية في روج افا، وبالدرجة الأولى هو غياب المنظر الفلسفي والسياسي للحركة الكوردية، الذي يمكنه من رسم رتم سياسي وحالة فلسفية واضحة المعالم، ومحددة الأهداف، ووفق إستراتجية كوردوارية غير قابلة للتنازل عن الثوابت والمنطلقات الكوردية، وعدا عن أهمية تواجد خطاب كوردي موحد، فبكل تأكيد الكل يحب كوردستان، لكن لا يكفي هذا الحب ليولد دولة، أو يمأسس بداية قيام دولة، ولا حتى زرع بذور وجود دولة، لذا يجب علينا جميعاً تحويل هذا الحب إلى سلوك يومي، مع تعزيزي دائم لهذا السلوك،فالتربية السياسية إن لم يصاحبها تطبيق عملي لن تكون ذي فائدة مرجوة، وان لم يكن هناك تنمية فكرية مترافقة مع تخطيط وجدول زمني ويصحبهما انضباط تام في التنفيذ والتطبيق والتأليف والحوار...الخ لن تكون هذه التربية السياسية أو غيرها من أنواع التربية ذي صلة بحلم نشوء دولة كوردية مستقلة، لذا فإن مسالة البقاء تحت رحمة الدول المجزئة لكوردستان ستكون وخيمة النتائج، وهذا يستوجب فك الارتباط بين البقاء والارتقاء الكوردستاني من جهة، والارتهان إلى قبول ورضى تلك العواصم عن الحق الكوردي من جهة أخرى، عدا عن أهمية شمول الفكر القومي الكوردستاني للأجزاء الأربعة، والاتفاق على تسمية كل جزء بحسب الجهة التي تقع فيها ( شرق، غرب، شمال، جنوب) وليس أسماء تلك الدول، وضرورة اعتبار أي تطور أو تحرر لأي جزء إنما هو لجميع الأجزاء الأخرى، والقضية الكوردية أولا وقبل كل شيء، هي قضية شعب مضطهد يعيش على أرضه التاريخية وليس من الضرورة بمكان التأثر بالمذاهب الدينية أو الطرق الصوفية أو الأحزاب الدينية، وهذا يتطلب بدوره التركيز على علمانية الفكر الكوردستاني، وبناء ثقافة كوردستانية قومية بعيدة عن التعريب أو التتريك أو التفريس، والاستفادة من معطيات العولمة والثقافة الفكرية العالمية، دون نسف أو نسيان الفكر والثقافة الفكرية، فالصراعات القادمة ستكون صراعات بين اللغات والثقافات، وليس بين الإيديولوجيات والأفكار المهترئة التي عفا عليها الزمن، ولطالما بقينا أسرى موافقة تلك الحكومات وبشكل خاص في هذه الظروف التاريخية التي أفسحت أمامنا، فإن الحلم الكوردي سيتأجل لربما إلى أكثر من (100) عام، لذا فضرورة بناء منظومة فكرية ثقافية كوردية، وأيلاء اللغة الكوردية أهمية كبيرة، تعتبر من بين أهم ثوابت الكوردايتي. لكن لابد من التركيز على أن الشعب اكبر من الجميع، وآي رقيب مع العلم الكوردستاني أهم وأولى من الجميع، فكل الرؤساء راحلون، ووحدها القضية والقومية والنشيد القومي والعلم الكوردستاني باقية، وما على جميع الأحزاب سوى العمل للوصول الى المبتغى وهدف الجماهير.

 

 

shivan46@gmail.com