Share |

أَيها الحالِمون...شعر بقلم . خالد ديريك

بالحُرية وحُقوق الإِنسان

من أَفواه المُلوك والسُلطان

الباحِثونَ عَن العَدلِ والإِحسان

في أتون الحَرب والهجران

لا تَنسواإِنكم تحت حُكم

المِطرقة والسندان

بين

حَد السيف الظمآن

ورماد حَجر الصوان

بين

شَبح قصف بالطَيران

وَلَعنة من الشَيطان

.  .  .  .

أَيها البُؤساء

مُجازفتكم في الحِوار والبَيان

بالعَقل واللسان

في عصر النَطح والنُكران

كالإِثم بلا الغُفران

ومُجادلةالسكران

. . . .

أَيها الثائرون على الظلم والطُغيان

في هَواءكم

على أَرضكم

 وتحتقُبوركم

كل شيء مُصادر ومُهان

. . .

من صَغيركُم إلى كَبيركُم

من نِعالكم إلى هاماتكم

مُعرض للحَجب والعدوان

تحت تهديد

البُخار والفَوران

البُركان والثَوران

حتى في جوف حَبة الرمان

وظُلمة الدخان

. . . .

أَيها المُنادون بالدستور والقانون

في غابة الصدأ والثيران

المتأَملون بِأَجراس ومآذن

من اللؤلؤ والمُرجان

المطروحون بين النارين

أَجسادكم في حُقول التجارب كالفئران

ولَحمكم فرائس للذِئاب والجُرذان

وجلودكم تحت رحمة الجَرب والطاعون

وذكرياتكم في عهدة الريح والطوفان

من قِبل الأُخوة والصُدقان

هل بقي هناك من الضَمير والوُجدان

ياأَيها الحالمون بالحرية وحقوق الإِنسان

 

. . . .

أَيها التائهون

بين تضاريس الأَحضان

وأَشواك العنوان

على تَجاعيد وجوهكم مَرسومة

أَشجار من أَشجان وأَحزان

على دَمعة أطفالكم مَنقوشة

أَهوال من الجوع والحرمان

على مَفاصل عظامكم كدمات

 باصمة عن مأساة زمن الكتمان

هل بمزيد من الذل والهوان

ياأَيها الحالمون بالحرية وحقوق الإِنسان

 

. . . .

أيها العائمون

في بحر اليَأس والخُذلان

المطويون بين صَفحات النسيان

أَين المفر

فالصخر في طور الذوبان

والإنسان على درب الحيوان

والصَقيع يَكسو حتى أَمازون وأَفريقان

والفم يَنهش اللحم بالأَسنان

كالقرش والحيتان

والمجد ليس في السرعان والإٍدمان

. . . .

أَيها الحالمون بالحُرية وحقوق الإنسان

شدوا أَمتعتكم وأَحزِمَتكم وارحَلوا

فالغَرق من أَمامكم والنَحر من خَلفكم

ولا أَحد يَنجو لا من أَقران

 ولا من خُلجان

.

خذوا أَكفانكم معكم قبل آمالكم

فالدرب مسور

 بالأَسلاك والأَلغام والعيدان

والأَرض مُزخرف

بالجليد والزَمهرير والديدان

والبحر هائج وجائع بالأَمواج والحيتان

اللحد في الانتظار وإن طال الزمان

. . . .

أَيها الهاربون من الجحيم

الحالمون بالنعيم

المتأملون بحقوق الطير والحيوان

في بلاد الغرب والغربان

ليس كل نعيم فيه حقوق يصان

ولا بالمال السعد يبان

بالعطية والخمول المرء يهان

كثيرون منكم انفصلوا

عن شَجرة السَندِيانُ

وأَصبحوا من الأَوثان

وهم في أَرض الغرب والأمريكان.