
اختتم فعاليات ملتقى البزق في دمشق بعد ثلاثة أيام مليئة بالفن والموسيقى، بدأ يوم الخميس 7 آب 2025 حيث تردد صدى الألحان العفرينية الأصيلة في أرجاء العاصمة السورية.
الملتقى جمع بين عازفين من مختلف المشارب الموسيقية، وشهد تفاعلاً كبيراً من الحضور الذين توافدوا للاستمتاع بالألحان التي جمعت بين العرب والكرد والمسيحيين من مختلف الأعمار.
أكرم سازفان، عازف وملحن عفريني، عبر عن فرحته الكبيرة بمشاركته في هذا الحدث، مؤكداً أن هذه المناسبة تحمل قيمة خاصة بالنسبة له ولعازفي عفرين الذين لم تتاح لهم الفرصة للعودة إلى مدينتهم بسبب الظروف الصعبة. وقال: "كنت أعزف منذ صغري، ومنذ خمسة عشر عاماً وأنا مقيم في حلب ولا أستطيع زيارة عفرين. اليوم، يتيح لي هذا الطنبور أن أقدم لحناً يجمع جميع الشعب السوري، فهو ليس مجرد آلة، بل رمز للمحبة والتواصل بين مختلف الثقافات في سوريا".
وأضاف أن الطنبور، الذي يعود تاريخه إلى حوالي 5-6 آلاف عام، يحمل في صوته قصة شعوب كثيرة.
الملتقى لم يقتصر على مشاركة العازفين الكرد فقط، بل شهد حضوراً وتفاعلاً من قبل العازفين العرب الذين قدموا ألحاناً كوردية وعربية، مما أسهم في خلق جسر ثقافي بين مكونات الشعب السوري.
إدريس مراد، منظم الملتقى، أشار إلى أهمية الفعاليات الثقافية التي تجمع بين مختلف الطوائف، قائلاً: "من تفرقهم السياسة تجمعهم الموسيقى، كما رأيتم الحضور من العرب والكرد، وتفاعلوا مع الألحان الكردية رغم عدم وجود ألحان عربية. نحن بحاجة إلى عرض التراث الموسيقي الكردي والعربي على المسارح، لأنهما جزء لا يتجزأ من ثقافتنا ويجب الحفاظ عليهما".
الملتقى أقيم تحت رعاية شبكة روداو الإعلامية وبإشراف وزارة الثقافة السورية، وشارك فيه نحو ستين عازفاً على آلات موسيقية متنوعة، منها البزق والطنبور والغيتار والإيقاع والتشيلو، من مناطق مختلفة مثل قامشلو وكوباني وعفرين ودمشق وحمص، مما جعل هذا الحدث فرصة لتبادل الثقافات والموسيقى بين مختلف مكونات الشعب السوري.
سولين محمد أمين
rûdaw