لابد بداية من الإشارة ، إلى أن شخصية أبا رغال تعتبر علَماً في التراث العربي الإسلامي ،وخاصة في الجزيرة العربية ، حيث كان دليل أبرهة إلى مكة
( كما يقابله إبن العلقمي دليل “هولاكو” إلى بغداد في العراق العباسية ) ورمزاً وإيقونة لخيانة المرء لبني قومه، وخدمة أعدائه، و على الرغم من أنّ الكثير من المهتمين بالتراث ،على دراية وإحاطة به ، ولكن لابأس من التعريف به ، وإستجلابه من صفحات التاريخ ،والتذكير به ، وتسليط الضوء عليه ، كنموذج وقيمة وسلوك سلبي ، ينتج كوارث ومآسي،على دول وشعوب ، لا تترك آثارها المدمرة على هذه الشعوب على المدى القصير فحسب ، بل تمتد إلى آماد بعيدة، إلى مستقبل هذا الشعب وهذه الأمة.
إذن من هو أبا رغال ؟
عندما أراد أبرهه الأشرم الحبشي (حاكم اليمن من قبل النجاشي ) أن يبني كعبة حبشية سماها“القُلَيس” في صنعاء ، وأراد أن يحول العرب من الحج للكعبة في مكة ،إلى الحج لبيته الذهبي باليمن، وماكان لعرب أن يتحولوا عن بيت اللهو لو نصبوا فيه الأصنام، فغاط ( تغوط )أعرابي في بيت وكعبة أبرهه (القليس) سخرية، واستهتارا ، وإستخفافا به ، يوم تدشينه وافتتاحه، فاقسم أبرهة ليهدمن الكعبة، التي يصرّ ُالعرب على الحج عليها دون بيته القليس الذي بناه باليمن، وجهز جيشا يتقدمه في للهدم الكعبة ولكنه وجنوده لايعرفون الطريق إلى مكة، فهم أحباش فكانت الحاجة لدليل، ولما وصلوا إلى الطائف في طريقهم إلى مكة، عثروا على ضالتهم ، في شخص من ثقيف الطائف يلقب بأبا رغال ( وإسمه الحقيقي زيد بن مخلف ) ،والذي توفي ودفن في موقع يقع بين الطائف ومكة ، يسمى " المغمس " ودفن مع جائزته من أبرهة ، وهي غصن من الذهب ، وأصبح قبره موضعا وهدفا للرجم من قبل العرب لخيانته ، بعد عودة جيوش أبرهة الأشرم من مكة ، الذي واجه فيها الأشرم طيرا أبابيل، ترميهم بحجارة من سجيل، فجعلهم كعصف مأكول، وهلك الجيش ، دون أن يتمكن أبرهة من تحقيق هدف حملته العسكرية ، وهو هدم الكعبة ، وكان ذلك في عام الفيل 570 م , كما ورد في كتب التراث.
- ولكن ماهي العبرة في إستجلاب هذه الشخصية التراثية ؟ التي تعتبر رمزا لثقافة الخيانة الخاصة ببني الجنس ، أي خيانة قومه ، وبني جلدته ، وفي أغلب الأحيان ، الخيانة لأقرب الناس إليه ، ونشير هنا إلى ، مما أورده الكاتب والباحث ، الدكتور أحمد الخليل ، في مقالته حذار من لقب " أبو رغال الكردي" وحذّر من مخاطر هذه الشخصية والثقافة التي يمثلها.
- والجواب على ذلك ، يعود إلى تناسل هذه الشخصية ، بما تمثل من ثقافة وفكر وسلوك خياني ، وتكاثرهم ، حتى أصبحوا طوابير خيانية ، منتشرة على الأصعدة المختلفة ، السياسية والإجتماعية والدينية في المجتمعات الكردستانية ، وهذه الأخيرة بشكل خاص ، أي الدينية هي الخاصرة الهشة والضعيفة والرخوة في الجسد الكردستاني ، التي مازالت الثغرة التي يتسلل منها أبا رغال الكردي ، بل آفة مازالت تهدد المجتمعات الكردستانية ، والدليل على ذلك ، هو النشاط الأردوغاني في دعم وتوظيف الخطاب الديني ، بصوره وتجلياته ومستوياته المختلفة ، الأول هو السلفي المتطرف والمغالي والمعادي ، تجاه الأديان والمعتقدات غير الإسلامية ، والآخر هو الطائفي والمذهبي ضمن الساحة الإسلامية بعينها ، و المعادي للطوائف والمذاهب غير السنية ، والشيعية منها بشكل خاص ، وحتى بصورته المغالية والمتطرفة ضمن الساحة السنية أيضا ،أي إذكاء الحقد والضغينة والعداء على كل من لاينتمي إلى الفرقة الناجية ، من المذاهب السنية الأخرى ، من وجهة نظره ورؤيته وتفسيره للنص القرآني والأحاديث النبوية ، الموضوعة منها ، وحتى الضعيفة السند ، وهذه الفرقة الناجية هي فقط ، الوهابية الحنبلية وفق تفسير إبن تيمية للنص القرآني والحديث ورؤيته لها ، والتي تقارب رؤية داعش بل تتطابق معها ، أي التي تدعو إلى حرب الكل ضد الكل
- إنّ إنتشار طوابير دعاة الأبي رغالات الكردستانية ، ذات اللبوس والماركة الداعشية الأردوغانية ، في مختلف المدن في كردستان الشمالية - باكور "تركيا "وكذلك في كردستان باشور " العراق ،هؤلاء الدعاة الأردوغانيون ، الذين يشّكون بإسلامية الأكراد بشكل عام أولا ، وثانيا بإتهام كل كردي ممن يدعو ويسعى إلى تحقيق ، ولو قدر يسير من الحقوق الكردية ، بالزندقة ، أوبالخروج عن الملّة ، وخاصة الأحزاب السياسية الكردية والموالين لها ، والعاملة في الساحة الكردستانية بشكل عام ، وخاصة في هذه الإنعطافة التاريخية للقضية الكردستانية ، التي يتم فيه رسم الخرائط ، وتأسيس الكيانات بدماء الشهداء، إنّ ذلك يستدعي صيحة وصرخة الحذر والتنبيه، و قرع جرس الإنذار ، ووضع الإصبع على ذلك الجرح التاريخي ، الذي على مايبدو، مازال ينز وينزف، كأن أحداث التاريخ ، خرافات وأساطير في نظر هؤلاء ، الأبي رغالات الدعاة السذج والمغفلين والمستغفلين ، الذين يحلمون بالحصول على نتائج مختلفة ، بالرغم من لجوئهم إلى إستخدام نفس الأدوات ، وذات الأساليب. وفق قواعد المنطق .وبذلك فإن هذا الطابور الأبي رغالي الأردوغاني ، الذي يدعو إلى محاربة وقتال أخيه الكردي ، تطبيقا للشريعة الإسلامية ، وتقربا إلى الله ،وسعيا َ في طريقه إلى جنان الخلد ، والحظوة بحورياتها وجواريها، إذا كان لا يدري بأنّه يخون قومه ، فتلك مصيبة ، وإذا كان يدري ذلك ، ويفعلها عامداَ ومتعمداَ بدافع مكيافلي ،بأن باع نفسه بالدرهم والدولار إلى الشيطان ، فتلك هي الطامة والمصيبة الكبرى
ولا بأس في هذا المقام ، وضمن هذا السياق من إيراد بعض النماذج ، من الأبي رغالات الكردستانية ، وماجلبت خياناتهم من مآسي ، على شعوب الأمة الكردستانية المنكوبة ، طوال تاريخها المديد.
1) - في سنة (716ق.م) قام الملك آزا بن إيرانْزو، ملك مملكة مَنناي (من أسلاف الكُرد)، بدور (أبو رِغال)، فوضع مملكةَ منناي تحت نفوذ الملك الآشوري سَرْجُون الثاني، نكايةً بإخوته المنافسين له على العرش، فثار عليه شعب منناي وقتلوه ورموه بجثّته من أعلى الجبل
(دياكونوف: ميديا، ص 198 – 199.)
2) - وفي سنة (550ق.م)، قام الزعيم الميدي هارپاك بدور (أبو رِغال)، نكايةً بالملك الميدي الأخير أَزْدَهاك، لخلافٍ كان بينهما، فتآمر مع الملك الفارسي كُورش الثاني، ومكّنه من احتلال أگباتانا (هَمذان/آمَدان) عاصمة مملكة ميديا، وكانت تلك أكبر كارثة حلّت بأمتنا، ومنذ 25 قرناً ندفع ثمنها قهراً وفقراً، وتشريداً وتقتيلاً. (هيرودوت: تاريخ هيرودوت، ص 91 - 93)
3) - وفي سنة (1514م)، قام مَلا إدريس بَدْليسي بدور (أبو رِغال)، فأدخل زعماءَ الكُرد في شمال كُردستان إلى القِنّ العثماني، في عهد السلطان سليم الأول، وقبض الثمن ذهباً وثياباً فاخرة، وكثيراً من عبارات المديح، وتدرّج العثمانيون في القضاء على الاستقلال النِّسبي لتلك الإمارات، إلى أن ألغاها السلطان محمود الثاني رسمياً سنة (1839م) (محمد فريد بك المحامي: تاريخ الدولة العَلِية العثمانية، ص 454)، ووضعَ كُردستان تحت الاحتلال المباشر، وما زال الكُرد يدفعون ثمن ذلك غالياً.
4) –في الوقت الذي كان بَدْرخان بگ التي إستمرت ثورته بين ( 1843– 1847 م ) يقترب من تحقيق النصرعلى العثمانيين، خانه ابن أخيه، ويدعى يَزْدانْشَير، وكان يقود أحد أجنحة الجيش الكُردي، وانضمّ إلى الجيش العثماني، وأصبحت قوات بدرخان بگ محاصَرة بين قوات يَزدانشَير والقوات العثمانية، وقُطعت عنه ا لإمدادات، فاضطر بدرخـان بگ إلى الاستسلام لعثمان باشا في آب/أغسطس (1847م)، أما الزعماء الذين لم يستسلموا للعثمانيين فهربوا إلى شرقي كُردستان، وإلى ما وراء القوقاز، أو اختفوا في الحصون الجبلية النائية.
5) – وفي سنة (1923 م)، قام فوزي عصمت إينونو، وعارف أفندي، وزُلفي بك، بدور (أبورِغال)، ووقفوا ضدّ الضابط والسياسي الكُردي شريف باشا خَنَدان؛ الذي كان يطالب بحقوق الكُرد في المحافل الدولية، وأكّدوا لممثّلي القوى الكبرى أن الكُرد يريدون البقاء مع إخوتهم الترك في دولة تركيا، فتسبّبوا في سقوط معاهدة سيڤر (وُقّعت في 10 / 8 / 1920م)، وإحلال معاهدة لُوزان المشؤومة محلّها سنة (1923م) ، وما زال الكُرد يدفعون الثمن غالياً.
6) – هناك أكثرمن رواية عن أصول - نوري باشا السعيد (1888 - 1958)، ومن هذه الروايات ، أنه من أصول كردية "ولد نوري سعيد صالح بن الملاّطه في محلة (تبةكُرد) بالقرب من ساحة الميدان في بغداد" ، يعود بجذوره ،إلى عشيرة القره غولية في منطقة راوندوز التابعة لكردستان العراق ، ولكن هناك إجماع بين الباحثين بأنّه كان يجيد الكردية والإنجليزية ، إضافة إلى اللغة التركية التي تابع بها دراسته في الأكاديميات العسكرية العثمانية في إستانبول ، وفي هذا السياق نشير إلى إثنتين من الخطايا والإرتكابات ، التي أقدم عليها تجاه القضية الكردية:
a) – الأولى من هذه الخطايا ، يتضح من الوثائق البريطانية المتعلقة بالفترة التي أعقبت الحرب العالمية الأولى ، ومعالجة عقابيلها ، وفي الوقت الذي كان ترسم فيه الخرائط للكيانات السياسية الجديدة ، كانت إحدى خيارات الحكومة البريطانية " كونها الجهة المنتدبة على العراق " هي تنفيذ بنود إتفاقية سيفر 62- 63 – 64 المتعلقة بالقضية الكردية ,والمبرمة بتاريخ 10 / 8 / 1920 م، أي إقامة كيان كردي مستقل في منطقة كردستان العراق – والتي ستفصل بين تركيا الكمالية ، و مملكة العراق الفيصلية العربية، ولكن يتبين من الوثائق ، الدور الكبير الذي لعبه ، نوري باشا في تنحية هذا التوجه البريطاني ، وعمل على ضم كردستان إلى المملكة العربية الفيصلية ، التي مازالت آثارها السلبية مستمرة حتى الآن ،
b) أما الثانية من هذه الخطايا ، هي سياسته وعمله ،على تعريب مدينة كركوك بتوطين الموظفين العرب فيها، مستخدما أسلوب نقل الموظفين سنويا منها وإليها، فالموظفين التركمان والأكراد، كانوا ينقلون سنويا إلى المحافظات الأخرى لقضاء أربعة سنوات خدمة مدنية فيها، وينقل إلى كركوك موظفين عرب ليقضوا بقية عمرهم الوظيفي والحياتي فيها.
c) – ألا يتبين من ذلك ، بأنه كان ابورغالا أيضاّ ، ورسم وأسّسّ للسياسات المسيئة للكرد، لمن إستخلفوه في حكم العراق.
7) - والآن يقوم حوالي (70) نائباً كُردياً في (حزب العدالة والتنمية) التركي بدور (أبو رِغال) في شمالي كُردستان، هؤلاء النوّاب الكُرد نَسباً، والإسلاميون فكراً ونهجاً، وعلى رأسهم ( " بن علي يلدريم " رئيس وزراء تركيا الحالي ، من أصول كردية " ولد بن علي يلدريم في قرية "قايي" التابعة لمنطقة رفاهية ،بولاية أرزينجان الكردية ، ، في 20 / 12 / 1955، من أب يحمل اسم دورسون، وأم تحمل اسم باهار، ولديه 6 إخوة وثلاثة أبناء هم أحمد وبشرى وأركان من زوجته سميحة يلدريم )هم أدوات لتمرير سياسات الفاشيين الترك، وإبقاء الكُرد في قبضة الطورانيين. كما أنّ كتائب حماية القرى التي شكلتها السلطات التركية ، في كردستان الشمالية والتي تسمى (القوروجية ) لمحاربة حزب العمال الكردستاني ، أي تنفيذ سياسة " محاربة الكردي بالكردي" وهي أخطر دور يرسم للأبي رغال الكردي ،كما عمل على ذلك ، صدام حسين في العراق ، عندما أنشأ قوات "الجحوش " لمحاربة الثورة الكردية ، في كردستان العراق ،
- المغزى والمآل وبيت القصيد مما ذكر:
a) – هناك الكثير من علماء الأبستمولوجيا ، يرون ، بأنّ تملّك الزاد المعرفي الفطري منه والمكتسب، وإستقلابه ، والتمكن من توظيفه والإفادة منه ، وخاصة فيما يتعلق بالجانب الإكتسابي للمعرفة ، يرون بأن إعادة القراءة للنص ، يريك ما لم تراه في القراءة الأولى ، لذلك قالوا " قراءة كتاب واحد إخترته لثلاث مرات ، خير وأكثر فائدة ،من قراءة ثلاث كتب لمرة واحدة " ، وخاصة إذا كانت هذه المعرفة ، تتعلق بتاريخ ومسار النكبات، والمآسي ، والكبوات ، والإنكسارات ، والتجارب المرّة والمريرة التي حاقت بهذه الأمة المنكوبة ، لذلك إقتضى وتوجب قراءة هذا التاريخ مرات ومرات ، و تسليط ليس الضوء، بل الأضواء ، على هذه الظاهرة والثقافة الأبي رغالية الكردية ، التي على مايبدو ، بأنها مازالت مستوطنة في بعض العقول حتى الآن ، " كأنك يا أبو زيد ما غزيت "لذلك لا بأس من الإشارة اليها وإبرازها مراراَ وتكراراَ ، ومحاربتها ومقارعتها ، وفضح معتنيقيها ومريديها .لعلها تحي البصر ، وتزيل وتكشف ممن على بصرهم غشاوة ،وتنعش بصائر ممن مازالوا على الغفلة والإستغفال من أمرهم.
b) – ضرورة العودة إلى التاريخ ، وبالكثير من التحليل ، والتمحيص ، ليتم الربط بين المقدمات والمخرجات ، وبين الأسباب والنتائج ، وهنا لا بأس من إيراد بعض النماذج والأمثلة ، للدلالة على إستغلال العامل العقدي الديني لدى الكرد ، وهي الخاصرة الرخوة ، والثغرة التي يتم منها التسلل إلى العقول الساذجة ، من هذه الأمثلة:
I. – عندما أنشأ السلطان عبد الحميد الثاني ، الألوية الحميدية في كردستان ، عام 1991 م أي بعد الحرب العثمانية – الروسية التي إستمرت بين ( 1877- 1878 م) والتي أدت إلى إبرام معاهدة برلين بين الدولة العثمانية وروسيا القيصرية ، إستغل السلطان ، العامل الديني في تحشيد القبائل الكردية للإنضمام اليه ، وجنّد لهذه الغاية والمهمة ، الكثير من شيوخ الطرق الصوفية في كردستان ، تحت حجة وشعار الحرب على الكفار الروس المسيحيين، وبذلك غرس إسفين التفرقة والتقسيم بينهم وبين سكان كردستان الآخرين من السريان والأرمن ، ولم يكتفِ السلطان عبد الحميد بذلك ، بل لجأ إلى التفرقة المذهبية أيضاَ، بحيث لم يسمح للأكراد العلويين بالإنضمام إلى الألوية الحميدية ، بغية إحداث الشرخ بين الأكراد أنفسهم ،ومازال آثار الألوية الحميدية السلبية ، ماثلة حتى يومنا هذا بشكل أو بآخر، بما تركت من آثارسيئة على العلاقة بين الأكراد والأرمن هذا من جهة ، وكذلك العلاقة بين الأكراد أنفسهم ، أي بين سنته وعلوييه ، في كردستان تركيا
II. – عندما ذهب الزعيم التركي العلماني ، مصطفى كمال ، إلى كردستان ، لتحشيدهم في حربه ضد اليونانيين والإيطاليين ، في أزمير وإنطاليا ،كان أيضاَ تحت حجة وشعار ، في هذه المرة ، محاربة الكفار المسيحيين من اليونانيين والطليان .وخاصة في معركة سقاريا عام 1922 م
III. – وكذلك ، عندما أرسل مصطفى كمال ، ضابط المخابرات التركي " تحت إسم الشيخ إبراهيم الخليل " وهو من أكراد منطقة سيواس في كردستان تركيا " أرسله إلى منطقة عفرين عام 1936 م ، من كردستان سوريا ،
قبيل موعد الإستفتاء من قبل الأمم المتحدة ، بشأن تحديد تبعية لواء إسكندرون ، إما لسوريا أو تركيا ، حيث أنشأ حركة المريدين الصوفية الدينية ، والتي دعا بطريقته ، إلى الترويج لإلحاق لواء إسكندرون بتركيا ، وخاض في سبيل ذلك الحروب ، بين أتباعه من المريدين ،والمؤيدين لتركيا ، وبين الأغوات المؤيدين والموالين لفرنسا ، كونها كانت الدولة المنتدبة على سوريا .، حيث بقيت حركة المريدين مستمرة حتى عام 1938 م ، حيث حصلت تركيا ومصطفى كمال على ما يريدان ، وتبعت لواء إسكندرون لتركيا ، وعاد الشيخ إبراهيم الخليل إلى سيواس ، وأقطعه مصطفى كمال مساحة كبيرة من الأراضي هناك ، جائزة ومكافأة له لقاء ما قام به ، وكان الثمن ، هم الضحايا الذين سقطوا من كرد منطقة عفرين ، في حرب عبثية لاناقة لهم ولا جمل ، إستمرت بين عامي 1936 – 1938 م
IV. –ومع ذلك ما زال هناك من الكرد ، من ينطلي عليه هذا الخطاب ، ونرى البعض منهم في صفوف داعش في العراق ، أو ضمن القوى الإسلامية المتشددة ، تحت إسم فصائل الجيش الحرفي سوريا ، وحتى ضمن صفوف الأحزاب الإسلامية في تركيا.