ضمن فعاليات مهرجان الثقافي الأدبي في دهوك، بالتعاون و التنسيق مع منظمة شبكة احتواء الأقليات و رابطة التآخي اليزيدي مع لجنة اقليم كوردستان لهيئة الحوار الثقافي الدائم.. أقيم مهرجان
التنوع الثقافي بمناسبة اليوم العالمي للتنوع الثقافي
حيث شارك فيه عشرون شاعر و شاعرة و تخلل المهرجان فقرات متنوعة بالعزف الموسيقي المنفرد و عزف جماعي و أناشيد ،وفتح معرض تشكيلي وفلكلوري في صالة فندق زيان للفنانة التشكيلية جوليت حسن ، حيث ألقى الأستاذ بسام مدير رابطة التآخي اليزيدية كلمة المهرجان وأوضح أسباب قيام هذا المهرجان الثقافي المنوع وبعده ألقى نائب محافظ دهوك إسماعيل محمد كلمة أشاد فيها للجهود المبذولة في توحيد الثقافة بين الأقليات وكذلك ألقى الشيخ هاديممثل بابا شيخ يزيدي كلمة تاريخية عن وجود الأقليات وأثرهم المهم في تكوين المجتمع ، وألقى الشيخ حسن ممثل ديانة المسلمين كلمة توحيد الصفوف والثقافات البشرية في رؤية حضارية، ثم أغنية عن لم شمل الأقليات ورص صفوفها بعدها فقرة الناي التي أداها بإبداع الأستاذ بشار ثم أدار الفقرة الثقافية الشاعر الإعلامي عدنان الريكاني حيث دعي الشاعر عصمت شاهين دوسكي الذي ألقى قصيدة " لماذا الموءودة قتلت ؟ " مضمونها تساؤلات تشغل بال الكثير عن الثقافة والسياسة والدين والحروب والدمار والقتل والهجرة واللجوء والتشريد وقال في مقطع منها (تسألني : كيف اكتب ؟ سلِ الإحساس والوطن والحب والمرأة التي اغتصبت ، سلِ الجراح إن نزفت ،بين أطلال البيوت التي دمرت ،سلِ القلوب التي مع الأيام ،هجرت ، شردت ، بوطن آخر غربت ، سلِ الأقلام التي كتبت ،تاريخا ، جمالا ، سلاما ، ثم ضعفت ،سلِ النكسة الكبرى ،نكسة الروح والأرض التي بالوعد نكست ،سلِ ومن حقك أن تسألي ،لماذا الموءودة قتلت ؟ ).
وبعدها ألقى الشاعر نزار البزاز قصيدة باللغة الكوردية تتحدث عن معاناة الفساد والفرقة والتشرد ، ثم ألقى الشاعر رمزي عقراوي قصيدة متنوعة تضم الجمال والفكر والأواصر القوية ثم ألقى الشاعر هرمز موشي قصيدة باللغة الآشورية وتلاه الفائزين الثلاثة الشباب في التنوع الشعري قصائدهم التي كانت بعدة لغات ، الفائز الأول الشاعر دلدار محمد والفائز الثاني الشاعرة هيفاء دوسكي والفائز الثالث الشاعر صلاح شنكالى ، وزعت شهادات تقديرية للمشاركين وعزفت الفرقة الموسيقية الشبابية أنغام عربية وكوردية ومسيحية ويزيدية أبهرت الجمهور الذي حضر هذا التجمع والتناغم الفكري والثقافي جسد فسيفساء ملونة راقية .
للتنوع الثقافي أهمية في المجتمعات ، يعتبر المحرك الرئيسي للتنمية للأفراد والمجتمعات المحلية والبلدان من خلال التواصل والتجديد والتطور والإبداع في كافة المجالات الثقافية فالعناصر الفكرية الثقافية حينما تتوحد تكون كرنفالا رائعا يجسد الوحدة والتطلع إلى ما هو أفضل ، ولهذا فإن وضع نهج محلي وعالمي فعال للتنمية الثقافية مهم وعلى المنظمات الفعالة والمعنيين أن يدركوا إن الثقافة وتجديد الفكر والتعليم من أجل التنمية الإبداعية المتنوعة يتطلب احترام التنوع الثقافي المحلي والعالمي في الحاضر والمستقبل وتطوره وإدامته وإقامة مهرجانات راقية له ،
وللتنوع الثقافي تأثير قوي على التواصل وتبادل الأفكار والآراء وتوحيد الثقافة الإنسانية من أجل التنمية الفكرية بعيدا عن التطرف والتشدد والاستبداد ، الثقافة تؤثر على ما يختاره الجيل المتنوع الحالي لكي يضع أسس منهجية ثقافية متحضرة للجيل القادم ، بما في ذلك المعارف المتنوعة التي تحظى بالتقدير والمهارات والأخلاقيات واللغات ووجهات النظر المحلية والعالمية ،الثقافة المتنوعة تتطلب التفاهم فيما بين الثقافات إذا رغب البشر أن يعيشوا معاً في وئام وتسامح وسلام وأن يسمحوا بالاختلافات فيما بين المجموعات الثقافية والعرقية، وأن يقبلوا بها ، فهذا الاختلاف الفكري والثقافي والتكويني عنصر مهم للتجديد والتطور والحب والجمال والإبداع.