مرة اخرى يثبت الرئيس بارزاني انه مرجع ومركز القرار الكوردي، ومحل ثقة الشعب الكوردي بإعادته النظر في وضع غرب كوردستان، ومحاولة جمع الشمل ورأب الصدع وتوحيد الكلمة الكوردية مرة اخرى، في هذه المرحلة الحساسة التي يمر بها الشعب الكوردي في غرب كوردستان،
بعد الخلل الذي حصل في بنية الهيئة الكوردية العليا التي تأسست تحت رعايته في هه ولير بتاريخ 24/7/2012 كمظلة جامعة لأحزاب "المجلس الوطني الكوردي" و"مجلس غربي كوردستان" ولكن نتيجة التشتت الذي حصل بين القوى الكوردية هناك وانفراد وتمسك جهه بها، وانسحاب جهة ثانية، في الوقت الذي كان لا بد من اخذ تلك الهيئة كحل امثل للشعب الكوردي والتمسك من قبل الجهات المتمثلة بها وتنفيذ تلك القرارات وعدم الانجرار الى الانا الحزبية واتخاذ مصلحة الوطن والشعب فوق كل اعتبار، كونها تمثل السبيل الامثل للنضال من اجل تعزيز الدور الوطني الديمقراطي السلمي في ظل الثورة السورية ومن اجل دولة سورية ديمقراطية برلمانية تعددية ينعم فيها الشعوب المكونة للنسيج السوري بكامل الحقوق الوطنية.
فالرئيس بارزاني له ثقله السياسي على الصعيد المحلي والعراقي والاقليمي وحتى الدولي، وله دور محوري في جعل اقليم كوردستان العراق يقفز قفزة نوعية في مجال التطور والعمران بعد سنوات من الظلام والقهر والدمار الذي عاناه الشعبين الكوردي والعراقي، بالإضافة الى كونه شخصية كوردية ذو تاريخ ونضال طويل وعريق يحظى بحب واحترام الشعب الكوردي في جميع الاماكن، وما التشاور به والرجوع اليه إلا نابع من نقطه هامة مفادها ان الرئيس بارزاني هو المخول والقادر على الضغط على الاطراف المتخالفة في سبيل تقريب وجهات نظرهم والتوحد حول قرارات مهمة ومصيرية للشعب الكوردي هناك، لا سيما حول مسألة انضمامهم الى مؤتمر جنيف 2 الذي من المزمع انعقاده في بداية العام القادم، وضرورة انضمام الكورد بهيئة كوردية موحدة لتوحيد مطالب الشعب الكوردي والتمسك بها وطرحها هناك، بالاضافة الى ازالة العقبات التي تعترض طريق انعقاد المؤتمر القومي الكوردي الذي اجل الى اجل غير مسمى لاسباب سياسية وتقنية حسب ما افاد به اللجنة التحضيرية، بالاضافة الى وجود مشاكل حول مسـألة التمثيلية وعدد الاعضاء لم يتم تسويتها، وربما كانت الخلافات السياسية بين القوى الكوردية الرئيسية وتدخل بعض دول الجوار كتركيا وايران هما السببان الرئيسيان في عدم انعقاد المؤتمر.
وفي بادرة من النائبة الكوردية في البرلمان التركي ليلى زانا ورئيس بلدية آمد ( دياربكر) الكبير اوصمان بايدمر بالتوجه الى هه ولير، من أجل لم شمل القوى الكوردية والعمل على ترتيب البيت الكوردي والتقارب بين أطراف الحركة الوطنية الكوردية في غرب كوردستان، والتشاور والتحاور مع الرئيس بارزاني الذي استقبلهم في صلاح الدين، حيث اعرب المبادران عن سعادتهم بذلك اللقاء الذي ابدى فيه الرئيس بارزاني استعداده بإعادة المحاولة والضغط على الاطراف المختلفة والاجتماع بينهم تحت رعايته، كما حظي اللقاء بفرصة التشاور حول مسألة الدفع بعملية السلام في تركيا نحو الامام، ودور الرئيس بارزاني في تقريب وجهات النظر بين الطرفين خاصة بعد الزيارة الاخيرة التي قام بها الى آمد.
هذا من المزمع ان يجتمع الهيئة الكوردية العليا بمجلسيه مجدداً في الايام القليلة القادمة، تحت رعاية الرئيس بارزاني،بحضور النائبة ليلى زانا ورئيس بلدية دياربكر اوصمان بايدمر، يسبقها اجتماع بين الرئيس بارزاني ورئيس حزب الاتحاد الديمقراطي صالح مسلم، بغية التوصل الى حلول ناجعة ترضي الطرفين، والتوصول الى قرارات تكون اكثر انسجاماً لهم، ربما تكون الدواء الشافي لجميع الخلافات التي تعترض طريق الوحدة بين القوى والاحزاب الكوردية في غرب كوردستان.
هوزان أمين - جريدة التآخي-العدد والتاريخ: 6742 ، 2013-12-18