Share |

الرحالة الكوردي بدل رفو المزوري يحط في دياربكر... (ديــاربكــر) موطـــن قــصص الحـــــب والفروسيـــــــة وملاحــم الانسان الكـــوردي عــبر التاريـــخ

هوزان أمين وبدل رفو على اسوار آمد
هوزان أمين وبدل رفو على اسوار آمد

هوزان أمين - دياربكر

من على أسوار دياربكر التي انطلقت منها قصص الحب والفروسية وملاحم الانسان الكوردي عبر التاريخ ومن هذه المدينة التي انضجت فيها روح الكوردايتي وثارت على الظلمة والطغاة وانطلقت منها الانتفاضات والثورات الكوردية التي كانت تطالب بالحرية، هذه المدينة المفعمة بالحياة طوال أكثر من أربعة آلاف عام ولا زالت تضج بالحيوية والنشاط وهي قبلة المثقفين والكتاب ومنها برز ادباء ومثقفين وكتاب كورد تركوا آثار كبيرة على الادب الكوردي.

وعلى آثار ابراجها المسورة التي تطل على البساتين ونهر دجلة والطاحونات القديمة التي تآكلت جراء الازمنة كان الحديث مع الاديب الكوردي بدل رفو له طعم آخر، هذا الرحال الذي طرق ابواب العالم حاملاً هموم شعبه ومحنه محدثاً عنها وعن الادب الكوردي ومآثره وغناه لكل من يصادفه ويقيم الندوات ويلقي المحاضرات في العديد من دول العالم.

يقول بدل رفو بأنه في رحلاته يبحث عن ذاته وروحه وقلقه وعن صور وطنه المسافرة برفقة حقيبته الظهرية ومجموعة اوراق بيضاء يخط عليها مشاهداته في البلدان التي يزورها ويقول بأن ادب الرحلات يعد نافذة مطلة على المكان والتاريخ عبر مواقع مختلفة وهذا الادب يعد مزيجاً من الرواية التاريخية برفقة السرد لاجل تقديم مفهوم متقدم للحضارات التي عاشتها الانسانية وبدوره يعد ايضاً من اهم المصادر الجغرافية والاجتماعية والتاريخية لان الكاتب الرحال يستقي معلوماته من مشاهداته وتصاويره المباشرة والكشف عن المجهول والوصول للهدف والاضطلاع على الآثار والاستمتاع بمشاهدة التاريخ.

وعن نجاح الاديب الرحال يتوقف على ابداعه وكتابته في ادب الرحلات وعلى قوة التعايش الانساني الذي يتركه عند القارئء فكلما تأثر القارئء اكثر اندمج في مسيرة القصة اكثر، وهذا دليل على مدى مكانه الكاتب وقدرته وميزته في الكتاب.

حيث يقول ان هناك انواعا كثيرة للرحلات مثلاً الرحلات الدينية ويقصد بها الحج وزيارة الاماكن المقدسة والسياسية كالوفود الدبلومساية والسفارات، العلمية لغرض الاستفادة من العلوم في بلاد العالم، السياحية وهي رغبة شخصية لعشاق السفر والتنقل والاقتصادية وهدفها الاول والاخير التجارة وافتتاح اسواق جديدة.

اما عن الترجمة فيتحدث رفو بأنه صدرت له مجموعة كتب جدديدة في الترجمة لمد جسور الانسانية بين الثقافات المختلفة ولتتعارف الحضارات الانسانية لبعضها البعض ومنها العربية والكوردية والنمساوية .

والكتب هي :

1-      "الشهد والثلج" عن دار الثقافة والنشر الكوردية في بغداد، وهي ترجمة لقصائد 28 شاعراً من كوردستان مع نشر ترجمات لبعض قصائدهم ونبذة عن حياتهم.

2-      "النسر" عن دار الشؤون الثقافية في بغداد، و يحتوي الكتاب على نبذة عن حياة 66 شاعراً من كوردستان وترجمة لبعض قصائدهم.

3-      "وطن جديد شعراء من النمسا" صدر هذا الكتاب على نفقة القسم الثقافي في حكومة اقليم شتايامارك ( النمسا).

وللعلم اقام بدل رفو العديد من المحاضرات الثقافية في العديد من دول العالم باللغات الكوردية والعربية والالمانية ( مغرب- مصر- النمسا- كازاخستان- المكسيك- كوردستان.....الخ) وترجمت قصائده الى اللغات الفرنسية والايطالية والالمانية والانكليزية والعربية ويرى بأن هوية الاوطان الحقيقية تكمن في الادب والفنانين والمثقفين وعليهم ان ينقلوا صورة الاديب والادب الكوردي بصدق الى الآخرين.

كما اصبحت مواده مصدراً مهماً للباحثين عن الادب الكوردي والنمساوي لكافة طلبة الجامعات في كوردستان وكذلك اصبح كتابه انطولوجيا شعراء النمسا الذي يعد اول انطلوجيا لشعراء النمسا بهذا الحجم من المصادر المهمة لطلبة كلية الآداب قسم اللغة الالمانية في دمشق.

وعن المترجم الحقيقي يقول رفو هو الذي ينقل روح النص ووجع صاحب النص الاصلي الى اللغة المترجمة اليها، وخاصة بالنسبة لترجمة النصوص الشعرية حيث يقول "المترجم الحقيقي عليه ان يكون شاعراً ليقدر ان ينقل آهات واوجاع صاحب النص الاصلي، فليس باستطاعة كل المترجمين ان يترجموا القصائد الشعرية ويعد الترجمات الشعرية اصعب بكثير من الترجمات في المجالات الادبية الاخرى.

وجدير بنا ذكره انه صدرت له لغاية اليوم 15 كتاباً وكرمته مؤخراً دولة النمسا وطبعت عن حياته عملاً روائياً باللغة الالمانية "بدل رفو صقر من كوردستان" وقد تم تكريمه في اماكن كثيرة في العالم لانه ينقل صورة شعبه وأدبه بصدق، وكذلك يعد بدل رفو من الادباء الكورد الاوائل الذين تم تكريمهم بين شعبهم ومثقفيهم في دهوك بمبادرة من بعض الصحفيين والمثقفين وتم تكريمه واقامة حلقه دراسية عن قصائده وترجماته ونشاطه الدؤوب وخدمته المتميزة في التعريف بالشعر الكوردي.

وهو حالياً منهمك بوضع اللمسات الاخيرة على كتابه الجديد " النمسا بعيون كوردية" حيث يتضمن الكتاب مجموعة من المقالات والاستطلاعات المصورة كتبها حول النمسا التي لم يراها الشرق.

وهكذا اختتم الحديث مع الصديق بدل رفو الذي كان له نكهة ومذاق جميل بعد جولة جميلة بين اروقة دياربكر القديمة وصولاً الى أسوارها وطلوعاً الى ابراجها ومن فوق أعلى برج فيها نتطلع الى تلك المساحات الخضراء على ضفتي نهر دجلة، الذي ينحدر نحو كوردستان العراق ومنها الى العراق و يزرع الحياة في كل مكان يمر به يبقى الامل قائماً في غد أفضل.

 

المصدر : جريدة التآخي العدد والتاريخ: 6913 ، 2015-06-14