اسيا خليل شاعرة كوردية من مدينة ديريك في غرب كوردستان، تكتب باللغة العربية واتجهتمؤخراً الى الكتابة باللغة الكوردية ايضاً ، التقينا بها في دهوك وعبرت عن شعورها وحبها بهذه الزيارة الاولى التي تقوم بها الى اقليم كوردستان ، واجرينا معها الحوار التالي :
حاورها : هوزان أمين
- اهلا بك في البداية وحبذا لو تعرفينا بنفسك باختصار ؟
أنا شاعرة كردية سورية من مدينة ديرك من أقصى الشمال في كردستان سوريا ، أكتب باللغتين العربية والكوردية .
بدأت الكتابة في وقت مبكر من عمري ولقيت الثقة والتشجيع من عائلتي وبعض الأصدقاء للاستمرار في هذا التيه الجميل لكني سرعان ما دخلت معترك السياسة أيضاً في ذاك الوقت وانخرطت في العمل السياسي ما ابعدني عن الشعر فكنت اكتب في فترات متباعدة، بعد تخرجي من المعهد تم اعتقالي لعدة سنوات حيث صرت أكتب بشكل أقلّ لاسيما وأن إخراج تلك الكتابات من السجن أمر بالغ الخطورة، ولكن في السنوات التي تلت ذلك عدت للشعر وتأخرت كثيراً حتى أصدرت ديواني الأول .
- ماهي العوامل التي دفعت بك الى ميدان الشعر والقصيدة ؟
لا أعرف تحديداً كيف ولماذا اخترت ميدان الشعر، لكن وجود الكتب الكثيرة في بيتنا منذ صغري واهتمامي بالمطالعة وقراءة تلك الكتب والتعرف على الأدب العربي والعالمي من خلال ترجماته العربية ساعد على تكوين ثقافتي ورؤيتي لما يدور حولي ، واعتقد أنه كان لا بد من طريقة ما لأعبر من خلالها عما يعتري تلك الطفلة من أحلام وطموحات وآمال فكان الشعر هو الأقرب إلى روحي .
- نتاجك الاول "أهب أصابعي لخواتم النور" وهو ديوان شعري ، حبذا لو تعطنا فكره عن محتواه ؟
ديوان "أهب أصابعي لخواتم النور" صدر في لبنان عن دار الغاوون نهاية 2010 حيث كانت ثورات الربيع العربي ولم تصلني أية نسخة مطبوعة إلا أن بدأت الثورة في سوريا .
قصائد هذه المجموعة تمتد الى سنوات طويلة فبعضها كتبت في السجن وطبعتها دون تعديلات وكتبت بعضها في السنوات الأخيرة لكني لم أطبع كل ما كتبت خلال تلك السنوات بل اخترت هذه القصائد فقط .
أكتب ألمي ، همومي وأحلامي ورؤيتي الشخصية لما يدور حولي وإن كانت هذه الهموم في غالبيتها هموما جمعية أكثر منها شخصية .
- الا تفكرين بالكتابة باللغة الكوردية ايضاً الى جانب العربية ؟
أنا أكتب بلغتي الأم منذ بضعة سنوات لكني لم أنشر بعد تلك القصائد وأنوي أن أفعل ذلك قريباً .
- كيف تقيمين الكتاب الذين يكتبون بغير لغتهم الام وانت احدهم ، وهل نتاجاتهم يخدم الادب الكوردي؟
مما لا شك فيه أن الكتابة باللغة الأم أمر بالغ الأهمية وبات من الضروري الاهتمام باللغة الكوردية وتطويرها والكتابة بها سيما وأن الظرف اختلف الآن عما كان عليه في السابق حيث محاربة الآخرين لنا في لغتنا ومنع ومحاصرة وسجن من يكتب بالكوردية ما جعل معظم كتابنا يتجهون للكتابة بلغة الدولة التي تحكمهم ، بيد أن ذلك لا يتعارض مع الكتابة بأية لغة أخرى إلى جانب اللغة الأم حسب اعتقادي، فثمة كتاب وأدباء عالميون أيضاً كتبوا بغير لغتهم ومع ذلك حاول أغلبهم أن يكتب بلاده وحضارته وتراثه في تلك اللغة الثانية ، آمل أن ننظر إلى الأمر من هذه الزاوية أيضاً ففي الكثير مما كتبه كتابنا الكورد بلغات أخرى تاريخهم وتراثهم وصوتهم الذي يميزهم .
- ماهي خططكم في المستقبل الا تفكرين باصدار ديوان آخر ، ام ماذا ؟
ديواني الثاني باللغة العربية لم يكتمل بعد ، وحالياً أعمل على إعداد ديوان باللغة الكوردية للطباعة حين أنتهي منهما سوف أطبعهما .
- انت قادمة من سوريا ومن المعلوم هناك ثورة عارمة ، ماهي الاوضاع، والى اين تتجه حسب رأيك ؟
الوضع يسوء يوماً بعد يوم ،كل هذا الدم و الألم والحرائق فاقت الاحتمال في عموم البلد ، ثمة أجندات مختلفة وأياد كثيرة فاقمت الوضع ، ثمة مخاوف تزداد من الصبغة الدينية ، نعم ارادة الشعب الذي نادى بالحرية والكرامة هي التي ستنتصر في النهاية لكن هناك الكثير الكثير من العمل بعد كل هذا الخراب والنخر الذي أصاب البلد
- هذه المرة الاولى التي تزورين فيها اقليم كوردستان ، كيف تصفين شعورك ؟
أن تقرأ في وجوه الناس هنا في الاقليم هذا الرضى والشعور بالأمان والاستقرار ومعانقة الحياة لهو فرح طفولي يعتريك حتى تدمع العين ، هذا الشعب حقق حريته التي هي حق طبيعي لكل البشر بعد طول معاناة وأكلاف باهظة ، إن ذلك يستحق التقدير ويستحق من الجميع العمل على الحفاظ على هذه المكتسبات وهذه التجربة التي تتربص بها جهات كثيرة ، إن مظاهر الفساد والأخطاء الحاصلة ليست مبرراً للتهجم على هذه التجربة وهدمها بل يجب أن تكون دافعاً لتطويرها والحفاظ عليها
التآخي