حاورها: هوزان أمين
شاعرة مرهفة الاحساس تكتب بصدق و بلغة أنيقة ورشيقة باذخة في الجمال، كلماتها الجميلة تدخل شغاف القلوب، تكتب قصائد بلغة عربية فصيحة و باسلوب نثري متين، تنتمي الى عائلة مثقفة من مدينة عامودا في روزآفا كوردستان، انهت دراستها الثانوية هناك ثم انتقلت للدراسة في جامعة دمشق وتخرجت من كلية الفلسفة، الى جانب دراستها فقد كانت مولعة بالقراءة مما جعلها تكتب في شبابها وبتشجيع من شقيقها الشاعر الكبير جميل داري، غادرت الى امريكا منذ 11 أعوام وقد عادت الى احضان الوطن بعد تلك السنوات الطويلة في البعد والغربة وطبعت ديوانها الاول ( نهر الخرز) بهذه المناسبة التقتها جريدة التآخي واجرت معها الحوار التالي.
- اهلاُ بك في البداية، حبذا لو تحدثينا عن بدايتك كيف كانت ومتى بدأت بالشعر؟
- بدايتي كانت من المرحلة الابتدائية حيث فتحت عيني على مكتبة كبيرة في البيت لأخي الكبير الشاعر جميل داري وكانت القراءة متعة بالنسبة لي وكنت اكتب أي شيء لأني لم أكن أعرف ما هو الشعر أو القصة او حتى الخاطرة . لنقل أنها كانت مذكرات يومية اكتبها وما زلت محتفظة ببعض منها.
- هل كانت لبيئتك والوسط الذي عشت فيه تأثير على نبوغتك الشعرية؟
- أي نبوغة هذه ....(ضاحكة) أنا أحب الشعر، كما قلت عشت في بيت جدرانه تتزين بالكتب المتنوعة و كنت اتنزه بين تلك الكتب وأنتقي كل يوم زهرة تناسب مقاس عقلي في ذاك الوقت و كنت سعيدة بالقراءة جداً، وأول قصيدة طويلة كتبتها لاقت التشجيع من جميل داري، و بدأت الكتابة بخوف من القصيدة حتى اليوم.
- ماذا اضاعت منك الغربة وماذا اضافت الى تجربتك الشعرية؟
- الغربة جعلتني أمسك القصيدة بكثير من الحنان لانها كالزئبق تتسلل من بين أصابعك لترضي شغفي بها. الغربة تملئني بالحنين لكل شاردة تركتها هناك. الغربة خصبة باماكن وأحداث كالغبار تتعلق بشعري وأخذها معي الى غرفتي وأغمسها بكل أناقة في الواقع بها ونتوه معاً.
- عدت بين أهلك واحبتك بعد سنوات طويلة في الغربة كيف تصفين شعورك؟
- لا تربطني بالاماكن أي مشاعر ولا أحن لها لذلك أينما سافرت لا يشدني المكان، هو الحنين الى أهلي وأصدقائي ما يعيدني الى المكان.
- نهنئك على صدور نتاجك الاول بعد كل هذه السنوات الطويلة في الكتابة، حدثينا عن ( نهر الخرز)؟
- أشكرك جداً، هواية الشعر كانت وستبقى نهر خرز لن ينضب الشعر هو كل ما أملك من كل مفردات الشارع حتى الطابق العاشر . لا تقيدني بروتوكولات اللغة الا أتنفس في كل الامكنة وأصرخ وابكي عندما أتحول الى قصيدة فقط اعود الى غرفتي العالية وأضحك مع أصدقائي الكلمات.
كنت أنشر في المواقع الالكترونية ولم أكن أهتم بطباعة ديوان بعد جهد متعب من قبل أقرب الأصدقاء قررت أن أطبع ديوان نهر الخرز وأجمع كل خرزات الكلمات التي أؤمن بها بعيداً عن المصطلحات الكبيرة وأتمسك بالشجرة والكرسي والشارع في صور شعر حديث مع التقيد بكل حسيات القصيدة من عواطف واحاسيس ولغة نقية.
- كيف كانت امسيتك الشعرية وحفلة توقيع الديوان في هه ولير؟
- أسعدت بالناس هناك و محبتهم للشعر وهذا السؤال يجب أن تطرحه على الناس اللذين حضروا حفلة التوقيع، أشكرهم جداً لحضورهم ومساعدتهم لانجاح الامسية كما اشكر المنظمين لحفلة توقيع الديوان.
-
- بأي انواع الشعر تكتبين وما المواضيع التي تناولتها في قصائدك؟
- أكتب بكامل قواي العقلية والعاطفية واللغوية واكتب القصيدة بكل ما أحس به من الطبيعة. أكتب القصيدة القريبة من مشاعر الناس من الطبيعة لتصل لهم كخرز ملون بأشكال مختلفة. وكل واحد ينتقي لون وشكل القصيدة التي تكون قريبة منه، أتناول القصيدة النثر كما قلت من الطبيعة وظروفها من الهدوء والبرق والثلج والخيبات وهي صفات يحملها كل انسانوالمواضيع التي أتناولها كما قلت لك من الطبيعة والناس وهي مشاعري التي مع القصيدةلتصل بسيطة وعميقة في المعنى.
- هل هناك اختلاف بين الاحاسيس التي يكتب بها الشعر بين الرجل والمرأة، حيث الانثى والحب في قصائدك واضح؟
- لا أعرف من تورط في هذه الكذبة وصدقها بعض الناس المشاعر لم اسمع أنها أنثى و ذكراما الأنثى فحالة طبيعية لأني أنثى يعني طبيعة يعني الحياة بكل مراحلها و ألوانهاوكل الحالات هي حب للحظة التي أكتب بها من كل حالات الغضب والكره والانانية والخيبة كلها لحظات ومشاعر حب عندما نتعود أن نحولها ونحورها الى اتجاه ما يمليه علينا الحس النفسي لدى الانسان الشاعر الذي يتميز بنظرة مختلفة لمسألة الجمال والاعتذار لكل المشاعر السلبية واعادتها الى تكوينها الاول وهو الحب.
- كلمة أخيرة تحب ان ترسليها في ختام هذا اللقاء؟
- أشكركم جداً مع التمنيات لكم بأيام مشرقة. كل المحبة واهديكم هذه الزهرة من حديقتي ( نهر الحرز) لو لم أكن شاعرة ..لأطفأت الليل ..وغفوت على سرير الثلج .. وثقبت قلب تلك المرآة...وهي تجرحني في قلبك.
التآخي- تاريخ النشر: الثلاثاء 18-04-2017