رقيق الشعور، مرهف الحس، رائع التصوير مفعمة بالروح الوطنية هكذا يمكنني ان اصف قصائد الشاعر الكوردي دمهات ديركي الذي ولد في غرب كوردستان،
ونظراً لحبه وتعلقه بالوطن خاض نضالاً في سبيله قضى منها عشرة اعوام في السجون التركية، صدرت له عدة مجموعات شعرية باللغة الكوردية إضافة الى شاعريته فهو صحفي وعضو نقابة صحففي كوردستان العراق وناشط كتب في العديد من الدوريات الكوردية في شمال وجنوب كوردستان كما انه عمل في اعداد وتقديم برامج منوعة في إذاعة صوت زاخو ويعمل اليوم مراسلاً لتلفزيون زاغروس تي في في دهوك التقته التآخي وطرحت عليه هذه الاسئلة واستجاب لنا مشكوراً.
س1 – كيف تعرف لنا نفسك في البداية ؟
لكل إنسان كوردي قصته، فقصتي في هذه الحياة بدأت عام 1973 من قرية كربالات التابعة لمدينة ديريك في غرب كوردستان، عشت في كنف اسرة دينية مفعمة بالروح الوطنية، ولكن بسبب ظروف الحياة وقساوتها انتقلنا للعيش في مدينة ديريك ثم الى دمشق، ومثل أي انسان كوردي عانيت مرارة العيش والبعد والألم، في الجبال ثم السجون، حياتي مليئة بالجراح والعذاب، جئت من رحم الألم الى هذه الدنيا وكبرت بين جراح الحياة.
س2- كيف بدأت قصتك مع الشعر وماذا دفعك الى ذلك؟
لو قمنا برحلة عميقة بين مشاعر وأحاسيس الشعب الكوردي، سنرى ان الشعب الكوردي عالعموم صاحب احاسيس شاعرية، ويأتي هذا من الظلم والقهر والمجازر والهجرة التي تعرض لها الشعب الكوردي خلال تاريخه الحافل بالنضال ويستمر لغاية اليوم، ونتيجة لهذه الظروف والاحداث التي مر بها الشعب الكوردي اكتسب العديد من الاشخاص خصائص الشعر ومحاكاة الروح والوجدان، ويبقى الفرق بين الحس والشاعر هو تكنيك وتسلسل ومقاييس كتابة القصيدة، انا ايضاً مثل كثيرون غيري اردت ان احادث الألم الذي عانيته خلال حياتي ومعاناة الحرمان من وطن يحميني، واحاول ان أكون صوت الجبل وصوت المجتمع وتناقضاتها وان اكون صوت الحب الممنوع كل ذلك دفعني الى ان أكتب اول قصيدة عام 1990 مفتتحاً مسيرتي الادبية نحو الشعر وعلى ضفاف نهر دجلة ناديت حين ذاك.
أيها الوطن
الوطن الذي يخضر بدمي
يزهر فيها الشقائق والورود
لاجلها يكثر الشهداء
س3-كم هي نتاجاتك الادبية وهل سنقرأ لك مجموعة جديدة قريباً؟
لدي أربعة نتاجات أدبية طبعاً جميعها باللغة الكوردية أولها بعنوان (ابنة آكري) وهي مجموعة قصصية ومن ثم اصدر لي اتحاد ادباء الكورد فرع دهوك مجموعتي الشعرية ( الليل يتحدث ايضاً) ومن ثم أصدر وزارة الثقافة واتحاد الادباء الكورد بشكل مشترك مجموعتي الشعرية ( أحاسيس الليل) كما صدر لي في دار نشر روناهي في دياربكر مجموعة شعرية بعنوان ( أسمرة الشمال) وبدون شك بحوذتي العديد من المخطوطات التي اتمنى ان ترى النور في الوقت المناسب.
س4--كيف ترى حال الشعر والشعراء الاكراد اليوم؟
في هذا العصر الذي نعيش فيه حيث يجتاح الشرق الاوسط تغييرات كبيرة واصبحت ساحة لصراع مرير، وكوردستان ايضاً جزء من هذا الساحة الساخنة وحال الشاعر الكوردي مثل حال منطقة كوردستان في هذا الصراع فالتحزب والانحياز يطفوا الى السطح، وهناك القليلون من الذين يفهمون هذه الاوضاع ويكون بمقدورهم تحليلها وصفها وسرد مجرياتها بإسلوب بلاغي وشاعري ونقدي في الآن معاً، ويحاولوا ان يصبحوا لسان الشعب ويوصفوا احاسيسهم ويصبحوا اصحاب حقيقيون لهذه الارض، نرى الكثيرون منهم كاتمون، واصبح البعض منهم مهاجراً في بلاد الغرب، للاسف اصبحت الاوضاع على هذا المنوال وليس بمقدورنا القول انني سأقوم بذلك العمل غداً وأين كنت وعن أي وضع ساكتب.
س5- هل يمكن أن يكون الشاعر والمثقف فاعلاً في المجتمع ويلعب دوره في التغيير وتوعية المجتمع؟
نعم بالطبع ففي العديد من البلدان واثناء الثورات كان الشعراء كالقادة الحقيقيون في الميادين، وقادوا مسيرات طويلة، اثاروا المجتمع، لكن السؤال هنا أي شاعر هذا ؟ ذلك الشاعر الذي يقع تحدت تأثير حادثة ووضع يجعله يكتب كلمات مؤثرة تسري في أعماق ووجدان الشعب وروحه، وتجعله يقهر الظلم ولايهاب السجون والاعدام، وبدون شك في الكثير من الاحيان يلعب كلمات الشاعر دور اكثر تأثيراً من خطاب السياسيين ويجذب الناس حوله هذا في السابق ولكن وا أسفاه في هذا العصر وفي هذااليوم عندما نمعن النظر في المثقفين، الذين يعتبرون منيري الشعوب والمجتمع، وتراودنا أسئلة كثيرة وأولها هل المثقفون يمثلون معناهم الحقيقي، وهل يتوفرون حسب ظروف وطننا ام لا !؟ وكم لدينا من مثقفين!؟.
س6- الى جانب كتابتك للشعر فانك تعمل في المجال الصحفي تحدث لنا عن تجربتك تلك؟
نعم عملت سنوات طويلة في مجلة زاخو وإذاعة صوت زاخو، كما اعمل منذ شهور كمراسل لفضائية زاغروس، بالنسبة لي فهو عالم جديد في فضاء الاعلام من ناحية التكنيك والمرئي ومخاطبة الجمهور ورويداً رويداً بالتعاون مع كوادر وطاقم زاغروس في مكتب دهوك اتأقلم مع هذه الاجواء الجديدة واتمنى ان اتوفق في عملي هذا وأخدم مشاهدي التلفزيون.
س7 كلمة اخيرة تود ان ترسلها من خلال هذا الحوار؟
أشكركم وأشكر جريدة التآخي التي تتيح للكتاب والمثقفين بأن يطرحوا افكارهم ويعبروا عن مشاعرهم عبر الجريدة.
هوزان أمين- التآخي