الكاتب والصحفي سيامند ابراهيم من مواليد عام 1955 في غرب كوردستان في قرية آشور بناني التابعة لمدينة عامودا وهو ينتمي الى عائلة اخذت ناصية العلم
حيث كان جده الملا موسى النصيبيني ووالده كان اول ناشر للكتب الكوردية في سوريا حيث كان يشتري الكتب الكوردي من الملا رمضان البوطي مثل نهج الانام للملا خليل السيرتي وعقيدة الايمان للشاعر أحمد خاني والمولد الكوردي للارتوشي ويوزعها على الفقهاء والملالي في عامودا والدرباسية والحسكة في الاربعينيات من القرن الماضي وكان يمتلك مكتبة كبيرة بالنسبة لذلك الزمان حيث كانت تحتوي على عشرات الكتب الكوردية المهمة كديوان الملاي الجزيري وقصائد جكرخوين وغيرها من الكتب القيمة.
ويقول سيامند" تأثرت منذ صغري باجواء العلم والمعرفة واهتممت بذلك وقرأت عشرات الروايات العالمية والعربية المشهورة آنذاك مثل كتب فكتور هيغو ومصطفى صبحي المنفلوطي وغيرهم من الاسامي المهمة وعملت في المكتبة الحديثة بالعاصمة السورية دمشق.
العم اوصمان صبري
يعتبر سيامند ان تردده على منزل العم أوصمان صبري في دمشق لمدة سبعة عشرة عاماً منذ عام 1977 حتى قبيل وفاته 1993 بمثابة الانعطافة المهمة في حياته ويقول في ذلك الصدد " انا اعتز بأن اعتبر نفسي احد تلامذة العم اوصمان صبري حيث عشقت اللغة الكوردية وتعلمتها على يديه وترك العم اوصمان اثراً كبيراً علي هذه وكذلك تعلمت منه معاني الكفاح والتضحية بهذه اللغة المظلومة والمقهورة".
تأليف الالف باء الكوردية
حينما كان سيامند ابراهيم يدرس اللغة الكوردية لمجموعات من الطلبة الكورد في الثمانينات من القرن الماضي بدمشق حثه طلابه على تأليف ألف باء اللغة جديدة باللغة الكوردية والعربية لمساعدة الطلاب على تعلم اللغة الكوردية ويقول بذلك الصدد "قمت بتأليف سلسلة كتب تعلم اللغة الكوردية في جزأين الاول والثاني وطبعته ونشرته في بيروت سنة 1982 وبيع منها آلاف النسخ بشكل سري الى عام 1989 حيث سمحت وزارة الاعلام السورية بواسطة الدكتور محمد عبدو نجاري بترخيص طباعتها وبيعها بشكل علني حيث يعتبر هذا الكتاب التعليمي اول كتاب باللغة الكوردية معترف بها من قبل الحكومة السورية، ثم درست قواعد اللغة الكوردية دراسة خاصة مع مجموعة من المهتمين والكتاب مثل بافي نازي ومروان عثمان وابراهيم زازا.
مجلة آسو ( الافق)
في اعوام الثمنانيات كانت تصدر مجلات كوردية في سوريا ولكن للاسف كانت ذا اخراج وطباعة متواضعة حيث يستمر سيامند ابراهيم بالحديث " خطرت على بالي اصدار مجلة كوردية فذهبت الى القامشلي بصدد النقاش ومداولة هذا الامر مع الاخ عبدالحفيظ عبدالرحمن وعبدالسلام داري، فقررنا اصدرنا مجلة آسو وكنا نطمح من خلال مجلتنا ان نحدث نقلة نوعية في الصحافة الكوردية في سوريا، واستعنا بخبرة الفنان رشيد حسو حيث كان يعمل في مجلة الناقد المشهورة لرياض نجيب الريس وقمنا باستأجار منزل في دمشق وكذلك اشترينا اللوزام الضرورية ومنها كومبيوتر حيث كان جديد العهد آنذاك وقمنا باصدار اول عدد في 1 آب 1992 كانت مجلة موسمية تصدر باللغة الكوردية باللهجتين الكورمانجية والصورانية طبعنا 1500 عدد ووزعناها باليد في اماكن كثيرة في سوريا وخارجها واخذت صداها الواسع حين ذاك حيث قال عنها الروائي الكبير فرات جوهري " لقد أحدثت آسو ثورة في الصحافة الكوردية" ولكن للاسف توقفت المجلة عند العدد الخامس لاسباب مادية بحتة وبمجهودي الشخصي استمرت في الاصدار الى العدد السادس عشر عام 2010 حيث صدرت في اوقات متفاوتة، ثم توقفت نهائياً بسبب ظروف الثورة السورية.
المقالات الصحفية
بعد توقف المجلة تحول سيامند ابراهيم الى كتابة المقالات السياسية والادبية حيث نشرت مئات المقالات باللغة العربية في الصحافة العربية مثل الزمان العراقية والاتحاد الكوردستانية وكذلك باللغة الكوردية في آزاديا ولات وستير وآلا آزادي وكذلك في المواقع الالكترونية الكوردية مثل باخرة الكورد وولاتي مه وسما كورد وبحزاني وغيرها وبأختصار يقول ان الصحافة هي عشقه الاول والاخير حيث كتب الشعر ايضاً ولكنه لم يهواها كما هوى عالم الصحافة، ومنذ عام 1989 هو متفرغ للعمل الصحفي وبلغت نتاجاته الصحفية قرابة ألفي مقالة منشورة في الجرائد العربية والكوردية التي ذكرها.
الصور الضوئية
فبالاضافة الى كونه صحفيياً له اهتمام كبير بالتصوير الفوتوغرافي الضوئي حيث يلتقط الصور اينما يحل ويحتفظ بها ويؤرشفها لديه حيث يقول انه صور قرابة مائة الف صورة لمناسبات عدة وقد قام في عام 2013 بافتتاح معارض للتصوير الفوتوغرافي في غرب واقليم كوردستان العراق حيث تضمن المعارض صورأً للمظاهرات والمسيرات التي كانت تخرج كل يوم جمعة وتنادي بالحرية في المدن الكوردية في سوريا، بالاضافة الى صور لمعتقلين ونشطاء كورد شاركوا في الثورة السورية، امثال مشعل تمو وغيره ولاجل توثيق تلك الصور قام سيامند ابراهيم مع مجموعة من الناشطين بتوثيق كل تلك النشاطات بالصور وعرضها في هه ولير ودهوك وآكري وحلبجة.
الواقع الصحفييراها سيامند ابراهيم واقع البؤس الثقافي كما قال كلمنصو (الصحافة حرية ومال وورق) وويقول في هذا الصدد "لا نستيطع ان نقول اننا نملك الحرية في الرأي كما هي في لبنان او في الغرب لان الصحافة الكوردية بيد الاحزاب الكوردستانية وثمة خطوط حمر لا يستطيع احد ان يتجاوزها وبالرغم من عراقة الصحافة الكوردية إلا ان المال كان السبب الرئيس في في عدم تطورها بشكل موازي مع الثقافة الكوردية.
واقعالصحافة الكوردية في غرب كوردستان يراها سيامند ابراهيم بانها صحافة حزبية وتحت سيطرة الحزب الحاكم والادارية الذاتية في روزآفا تدعم صحفها وصحف الاحزاب الموالية لها وكذلك المجلس الوطني الكوردية والحزب الديمقراطي الكوردستاني في سوريا تطبع جريدته الكوردستاني كما ان هناك جريدة ( بويه ر) الحدث يبدوا انها تصدر بشكل حر ولكنها تعاني من قضية التمويل ولكن رغم ذلك نثمن هذه الصحف جميعاً كونها تصدر في ظروف مادية وأمنية صعبة وهي خطوة نحو توعية المجتمع ولو بشكل حزبي.
وسيامند يؤمن بوجود امبراطوريات اعلامية حرة ونزيهة تمول نفسها كما في امريكا وبريطانيا واوربا وهي قادرة على الاستمرار من خلال الدعاية والاعلانات والمشاريع وتمول نفسها وتبعدها عن تأثير الاتجاه السياسي وتبقيها محايدة ويرى ان العامل الاقتصادي هو السبب في تشكيل خطوط ومسارات اي جهة اعلامية وويوقل في هذا الصدد " بلا شك المال السياسي يحرك مجلات وجرائد سياسية والمال المستقل يدعم ويؤسس لصحافة حرة مستقلة وعريقة كما في فرنسا وبريطانيا وامريكا ودول وبلدان عالمية اخرى باستثناء دول الشرق الاوسط والعالم الثالث.
مركز اسو للثقافةمكتبة سيامند ابراهيم
يقول سيامند ابراهيم انه بعد انطلاق الثورة السورية قرر تأسيس مكتبة كوردية في القامشلي تجمع بين الصحافة والاعلام الكوردي والكتب الكوردية ويعتبرها مغامرة كون الكثيرون كانوا يضحكون عليه من هذه الفكرة ويتسائلون كيف تفتح مكتبة عامة وخاصة في الآن ذاته في وسط القامشلي وفي هذه الظروف ويقول عن ذلك الامر "لقد تعاونت معي زوجتي الشاعرة وندا شيخو في تأسيس المكتبة وقد اصرت على تكريمي وانا حي بان اسمي المكتبة على اسمي في حين كنت ارغب ان اسميها على اسم الشاعرة مستورة اردلاني التي كتبت الشعر قبل مائتي عام والمكتبة مفتوحة يومياً من الثامنة صباحاً الى السابعة ليلاً ونقدم الشاي والقهوة لرواد وقراء المكتبة بشكل طوعي ومجاني ويرتادها الباحثون والمهتمون والكتاب والمثقفين الكورد حيث يتبادلون اطراف الاحاديث حول الثقافة وشجونها، وبحوذتي كتب نادرة جداً جمعتها اثناء جوالتي في لبنان والاردن واقليم كوردستان وتركيا وهناك مخطوطات قيمة لم تطبع لاوصمان صبري وفيها عدة اعداد من مجلة هاوار الاصلية طبعة دمشق 1932 وكذلك اعداد نادرة من مجلة هيفيا ولات وروزا نو ومن المجلات الكوردية التي طبعت في بيروت وعمان ودمشق مثل صوت الاردن وبيناهي وخبات والتآخي التي كانت توزع في بيروت
في الختام شكر جريدة التآخي العريقة وقال ان هذه الجريدة الكوردستانية رافقت النضال الوطني القومي الكوردستاني منذ بداية ثورة ايلول الى اليوم ولهو محل اعتزاز لي ان اظهر على صفحات هذه الجريدة العزيزة على قلوب كل قارئ.
جريد التآخي -10-11-2015