صدر حديثا عن مطابع روز اليوسف في العاصمة المصرية، العدد الثاني من مجلة (إشراقات كردية) ، و هي مجلة ثقافية عامة، تعنى بالتواصل الكردي المصري.
إن تلاقح الثقافتات لا يتم إلا في مراحل الإزدهار الإقتصادي و الحضاري لأمة على كل الصعد، و يبقى الأدب و الفن واجهتها الأنصع و الاكثر تعبيراً عن نهضة الأمة. من هذا المبدأ جاء هذا التلاقح الثقافي بين الكرد و المصريين لما نعيشه اليوم من تغييرات و تحولات فكرية و ثقافية و سياسية و إقتصادية، و ضع المجتمع الكردي و المؤسسة الثقافية لهذا المجتمع أمام إختبار ينصب حول دوره في التنوع الثقافي المعزز بالديمقراطية و الحرية و العدالة، من حيث الإتفاق على عناصر حضورها بما يتفق عليها الجميع من إنحيازها إلى جانب الخير و السلام.
ف " كلنا إبن القاتل الأول" بحسب إفتتاحية رئيس التحرير ملا ياسين رؤوف، الذي طرح رؤية جديدة – قديمة للخير و الشر. حيث يقول: القصد من هذه الإفتتاحية- المقدمة هو أن أبيّن أن الصراع بين الخير و الشر قد بدأ منذ بزوغ أول إنسان على هذه الأرض.. و من هنا يجب القول: أن المشهد الحالي في العالم العربي و الشرق الأوسط بشكل عام هو صراع بين الخير و الشر و صراع عمره من عمر البشر. فقد شاهدنا إنتصار الحق في مصر بشكل سلس و سهل، لكن في ليبيا و سوريا نشاهد الدم و هو يسيل أكثر من أجل هذا الحق.
و من هنا أعتقد أن الخير و الشر لا يزالان في صراع محتدم.
جاء العدد حافلا بالدراسات و المقالات و الآراء و المتابعات و الحوارات سواء باقلام كتاب مصريين، أو باقلام كتاب كرد. حيث نقرأ ( الضياع .. و خيبة الرجاء) لمدير التحرير علواني مغيب، الذي يؤكد في مقالته أن إختلاف الأجيال أمر طبيعي في كل مراحل الحياة الإجتماعية، و أن الجيل الجديد يواجه دائماً أوضاع تختلف إختلافا كبيرا عن الأوضاع التي نشأ عليها الآباء و الأجداد.
نقرأ أيضا حواراً مع الكاتب و المفكر اللبناني كريم مروة، الذي يعتبر من أبرز وجوه الفكر في لبنان، و في العالم العربي، و فيه نقرأ أن جميع الشعوب و الأمم ستحقق تقرير مصائرها بما في ذلك حق الإنفصال. أجرى هذا الحوار في السليمانية لقمان محمود، مدير مكتب كردستان.
كما نقرأ ( الأمير بدرخان مشروع دولة كردستان المستقلة في العصر الحديث) حيث تولى هذا الأمير حكم إمارة بدرخان من الملك صالح في عام 1821.
كما نقرأ دراسة قيمة عن الثائر الكردي بدرخان باشا (1802) المولود في جزيرة بوتان، و الذي يعتبر أول من أعلن مشروع دولة كردستان المستقلة.
نقرأ أيضا عن البروفيسور جاسم جليل، الذي إختارته الحكومة الأرمنية في عام 1932 مديراً للطباعة و تطوير اللغة و الأدب الكرديين. و بفضل هذا الرائد نهضت الثقافة الكردية في الإتحاد السوفييتي السابق، حيث ترجمت- بفضله- أشعار الكثير من الكتاب الكرد إلى اللغة الروسية، الإنكليزية، الآذربيجانية و الأرمنية.
أما الصحفي بلند شالي فيجري حوارا مع القنصل المصري لدى كردستان سليمان عثمان، الذ ي تحدث بكل شفافية ووضوح عن نشاطات القنصلية و جهودها للإرتقاء بمستوى العلاقات بين الجانبين.
كما نقرأ للدكتور محمد علي الصويركي عن المحطات الكردية المضيئة في تايخ مصر. فمنذ أواخر القرن التاسع عشر و حتى منتصف القرن العشرين نبغ في مصر العديد من القامات ذات الأصول الكردية، فكان منهم كبار الشعراء و الأدباء و المصلحين و التنويريين أمثال الشيخ المصلح الإمام محمد عبده، و محرر المرأة قاسم أمين، و أمير الشعراء أحمد شوقي، و الأديب الكبير عباس محمود العقاد، هذ بالإضافة إلى أعلام الأسرة التيمورية: أحمد تيمور باشا، و عائشة التيمورية و محمد و محمود تيمور، و القارئ الشيخ عبد الباسط عبد الصمد... إلخ.
نقرأ أيضا ( جدلية أصول الإمام محمد عبده...عربية؟ أم كردية؟ أم تركمانية؟) للكاتب محمود زايد، ( لماذا التخوف مما بعد ربيع الشرق الأوسط) للكاتب عمادعلي، ( الطبقة الرثة و ليست الوسطى) للكاتب كفاح محمود كريم، (زاخو عروس كردستان العراق) للكاتب سعيد الحاج صديق زاخويي، ( يا ولدي هذه كردستان) للدكتور حمد خالد شعيب، ( ضرب الحبيب!!) للكاتبة جيهان الغرباوي، ( شيش دو) للكاتبة فينوس جمال، ( بعد القذافي.. العلوي يطالب بدولة كردية) للصحفي بلند شالي، ( ملك القلوب) للكاتبة سناء شعلان، ( طبيب مصري ، شاهد على الأنفال) للكاتب و الإعلامي كاروان أنور، (إمارة بهدينان و الأمير حسن بك و مسألة الفيدرالية) للكاتب بسار شالي، ( حسن العلوي و طروحاته النبيلة) للكاتب فريد أسسرد.
و في صدد إصدارت جديدة من كردستان، قدم الكاتب و المترجم دانا أحمد مصطفى عروضا تعريفية للإصدارات التالية: ( الآن، فتاة هي موطني) للشاعر شيركو بيكس، ( الوطن و الرماد) للروائي عتيق رحيمي، ترجمة: آزاد البرزنجي، ( مراتب الجمال) للناقد لقمان محمود، ( سياسي يتصفح دفتر ذكرياته) للدكتور مكرم طالباني، ( دراسات معمقة في قانون الإعلام) للدكتور سامان فوزي عمر.
أما دلشا يوسف فقامت بإستطلاع ميداني حول العدد الأول من مجلة ( إشراقات كردية) شمل آراء نخبة من الكتاب و الإعلاميين و الصحفيين الكرد أمثال: مصطفى صالح كريم ( كاتب و صحفي و نائب رئيس مكتب الإعلام المركزي للإتحاد الوطني الكردستاني)، دانا أحمد مصطفى( أستاذ جامعي و مشرف على تحرير مجلة سردم العربي)، ستران عبد الله ( رئيس تحرير صحيفة كردستان نوي)، حسن سليفاني( شاعر و كاتب، رئيس إتحاد الأدباء الكرد- فرع دهوك)، سوزان جمال(رئيسة تحرير مجلة زانستي سردم – سردم العلمي)، سلام مصطفى( شاعر و صحفي)، كاروان أنور( رئيس تحرير الموقع الإلكترني PUK media)، طيب جبار ( شاعر و مهندس)، شيرين كمال (شاعرة و صحفية)، فريدون سامان ( شاعر و كاتب)، كلاويز غلام (صحفية).
هذا بالإضافة إلى حوارات متنوعة منها، حوار مع الفنانة و الممثلة المصرية رحاب الجمل، أجرت الحوار آمال فرغلي. و حوار مع رئيس معهد التراث الكردي، الفنان الشهير مظهر خالقي، أجرت الحوار سناء الشعلان. حوار مع الشاعر المعروف طيب جبار، أجرى الحوار مجلة إشراقات كردية.
كما نقرأ: الجزري (1407-1481) مؤسسا للشعر الكردي الكلاسيكي، قراءة في القصة الكردية، و مدخل إلى السينما الكردية( من إعداد مجلة إشراقات كردية).
نقرأ أيضا فن الرسم في كردستان ما قبل التاريخ، صلاح الدين فارس في ميدان التاريخ ( من موقع محيط الإلكتروني)، فيلم كردي يطمح للوصول إلى السوق الأمريكية ( من موقع منتديات نورين).
هذا بالإضافة إلى أن المجلة قد استلمت في القاهرة، من خلال رئيس تحريرها الاستاذ ملا ياسين رؤوف بطاقة شكر من مكتبة الكونغرس الامريكي، كتأكيد على دور و أهمية مجلة (إشراقات كردية) في التواصل الثقافي بين الشعبين الكردي والمصري.
تجدر الإشارة أن مجلة ( إشراقات كردية) تحمل أسماء كل من : ملا ياسين رؤوف( رئيس التحرير)، علواني مغيب ( مدير التحرير)، هاوار مصطفى خان ( سكرتير التحرير)، لقمان محمود و دلشا يوسف ( هيئة التحرير) زاهر زكريا( المخرج الفني)، لقمان محمود ( مدير مكتب كردستان