Share |

الفنان التشكيلي لقمان أحمد " قصة الكورد مثيرة و تحتاج الى الكثير من العمل، انا استمد الكثير منها."

حاوره: هوزان أمين-التآخي-خاص

 

فنان ومبدع كوردي من الطراز الاول يقوم برسم بيئته وواقع ومعاناة شعبه بحس إنساني عذب وبإسلوب تعبيري جميل يستمتع بصر الناظر الى لوحاته ويشده اليها يشعر بها كأنه يحاكي خيالاته ومشاعره يرسم شخوص واشياء في الطبيعة الخلابة يرسم براري طفولته الشقيه يرسم ملاحم وحكايات شعبه وكأنها أغنية من قصص الفولكلور الكوردي، يكون حراً طليقاً عندما يرسم ويطلق العنان لمخيلته ليعانق أفق لا متناهي في بعده يرسم ويغني ويعزف على وتر الحياة ويعطها لوناً وشكلاً أجمل، انه الفنان التشكيلي لقمان أحمد المولود في مدينة الدرباسية (روزآفا كوردستان) عام 1972 ظهرت موهبة الرسم لديه وهو في سن مبكرة كان يتردد على منزل ابن عمته الفنان التشكيلي ابراهيم حيدري ولفت نظره على الكثير من الامور الفنية تصقلت موهبته الفنية اكثر بعد ان غادرت عائلته الى مدينة الحسكة حين شجعته معلمته على النحت والرسم وشارك في مسابقة على مستوى المحافظة ومنذ ذلك الوقت انطلق لقمان بفطرته وفطنته وحسه الفني العذب ودخل هذا الميدان الذي لا حدود له وكرس جل وقته للفنون، ليس للرسم فقط بل بالعزف على الطنبور ونحت التماثيل ورسم لوحات وغناء الفولكلور وهو كاتب مقالة عن شؤون وشجون الفنون واصبح معد ومقدم برنامج (Deng û Reng) اي الصوت واللون في القسم الكوردي في إذاعة صوت أمريكا حيث يقيم هناك منذ ستة اعوام لمعرفته اكثر ارادت جريدة التآخي أجراء حوار معه و طرح بعض الاسئلة عليه فتجاوب معنا مشكوراً.

 

-          نشكرك في البداية على اتاحتك الفرصة لنا لجراء هذا الحوار، ببعض الجمل كيف تعرفنا بشخصك؟

 

-          ولدت ضمن كنف عائلة كوردية في مدينة مشطورة الى نصفين ومقسومة على الحدود بين تركيا و سوريا، مدينة الدرباسية الجميلة حيث تكون فيها خيالي و اكتسبت اشياء جميلة شكلت فيما بعد شخصيتي الفنية و الاجتماعية.

اسرتي، كبيقية الاسر الكوردية، لهم هم الوطن الكوردي و الحلم الكوردي لهذا اسماني والدي لقمان و اخي ادريس و مسعود تيمننا بشخصية مصطفى البرزاني انذاك، اذ كان كورد سوريا يعتبرونه اباً قومياً للقضية الكوردية. احببت اسمي و احببت كورديتي و احببت اسم الحرية ايضاً.  

والدي ووالدتي غير متعلمان، لهذا عانيت الكثير في دراستي كوني كنت الولد البكر للعائلة، من دون رعاية او اهتمام تولعت بالرسم منذ صغيري و لازلت اعيد المشهد آلاف المرات من دون تعب و ملل.

 

-          كيف كانت بداياتك وما هي الصعوبات التي واجهتك في بداية مشوارك الفني؟

 

-          البدايات كانت في المدرسة الابتدائية في الدرباسية، و ايضاً ولعي بالفنان ابراهيم الحيدري (والدته ووالدي ابناء العم ) كنت صغيرا ازور بيتهم مع عائلتي وانا ابن السادسة او اقل، واشاهده كيف يرسم و يستمع الى اغاني شفان برور، فقد كان شخصاً مختلفاً عن ابي و عن اخوته..عن الجميع...لم ينتبه اليّ و لكني تولعت بالذي كان يفعله..من ثم في مدينة الحسكة مع صديق طفولتي عمر يوسف و مدرستنا ليديا كرش..هكذا بدأت بالمشاركة في مسابقة الرواد وفزت..ولفت الانتباه الى موهبتي من ثم استاذي وصديقي نبيل دولماية ايضا شجعني في مرحلة الاعدادي...وهكذا من دون رغبة الاهل دخلت في سحر هذا الخيال و لازلت...انها مغامرة شاقة و خاسرة  لكنها اثيرة و خلابة..

 

-          بأي اسلوب ترسم والى اي مدرسة فنية تنسب اعمال؟

 

-          انا ارسم ما احس به من دون الوقوع في فخ التصنيف، ولكن كدراسة و تقنية اقترب من التعبيرية الالمانية و النمساوية وايضاً الى بعض من انطباعية الفرنسيين الخلابة.

 

-          هل تعتقد ان التزام الفنان بمدرسة فنية محددة ضرورة للنجاح والشهرة ؟

 

-          لا ابداً، المدارس هو تصنيف نقدي، من اجل الدارس او الباحث عن تجارب الفنانيين، انما الاهم هو قربك من نفسك، ان تضع نفسك في التجربة دائماً، ان تكون في مركز القلق وعدم الاستقرار في التجربة يعطيك توتراً و بحثاً و خيالاً ساحراً...المهم هو انت لا المدرسة او الاسلوب.

-          ماذا ترسم ومالذي تريد ان توصله للعالم من خلال لوحاتك؟

 

-          انا قلت ان ترسم خيالك او ما يقلقك و مايثيرك، الكورد بكل تعبهم و فشلهم السياسي و خيباتهم هم مصدر مهم لعملي، اي في البعد مسألة الحرية هي الاهم..انا احاول ان ارسم خيالي الكوردي الملون و التعيس و ايضاً المستفز..قصة الكورد مثيرة و تحتاج الى الكثير من العمل، انا استمد الكثير منها.

 

-          متى ترسم، وهل هناك وقت وزمان محدد لذلك ؟

 

-          الرسم هو الجزء الاكبر من شخصيتي، من دون الرسم سيكون هناك فراغ كبير في شخصيتي، انا ارسم من دون وقت او طقس، هو سكنني وانا اسكنه.

 

-          أقمت معارض فنية كثيرة داخل سوريا وخارجها، وكيف كانت تقييمات الناظرين الى اعمالك ؟

 

-          المعارض هي جزء من عملية تكوين التجربة الفنية و شخصية الفنان، المعرض يقدم تجربتك بشكل مفتوح وايضاً فاضح، ستكون امام جمهور مختلف، ناقد و مداح وايضاً تاجر و محب، هكذا تسير الامور، وايضاً الجمهور يختلف من مكان الى اخر، ففي الحسكة او قامشلو يحبون الفن لانها وسيلة تعبيرية عنهم، وفي دمشق او حلب هي تجريبية تضعك اما مشاهد يسألك عن اللون و ايضاً التقنية، أما في امريكا يستمع و يندهش بك لانك مختلف، ولانك تحمل قصص يرونها من خلال عملك...المهم ان تكون انت، ان لا تخدع ذاتك، اولاً عليك ان تحب و تندهش و حتى تكره.. فقط بصدق عال.

-          هل انت راض عن اعمالك، لأن ذلك يدفعك الى مزيد من الابداع؟

 

-          انا راض عن الكثير من اعمالي، لانني اسمع انيني فيهم، هم يشاركونني كل شيء، الحب، الخيال، الخيبة، الجنس و الفرح...كل شيء لهذا هو ان تسال شخص ما هل انت راض عن نفسك؟ انا احب اعمالي لكن اكيد ابحث و سأبحث عن الكثير لاقدمه لفني ...هي لعبة الخيال من دون نهاية.

 

-          ما تأثير الأغتراب عليك، هل تحلم بالعودة الى احضان الوطن ؟

 

-          الغربة: امتحان كبير لكل شيء...انا لازلت في هذا الامتحان..الوطن عندي ليس بجغرافية، انه قصة او دعني اقل خيال يصيبك و يجعلك اسيره...فتموت من اجله و تدخل السجن من اجله و تصبح خائناً لاجله و ترسم و تنحت، تكتب منه و من اجله بطريقة مجازية و تعبيرية خاصة في موضع الكوردي...هو عبء كبير و حمل كبير على خيال المبدع الكوردي..

-          تعد وتقدم برنامجاً فنياً في القسم الكوردي في إذاعة امريكا، حبذا لو تحدثنا عن فكرة البرنامج وضيوفك؟

 

-          انا اعمل في اذاعة صوت امريكا القسم الكوردي في العاصمة الامريكية واشنطن، دوري في الاذاعة كبقية الزملاء، نقدم الاخبار الكوردية نجري اللقاءات وايضاً نعد التقارير، ولكن انحزت اكثر الى الجانب الثقافي، اولاً لايماني بالثقافة كفعل و ايضا لطغيان السياسة الحزبية على الخطاب او النشاط الكوردي، فبدأت منذ سنتان اعد و اقدم برنامج (صوت ولون) في الاذاعة كل يوم اثنين، استضيف المبدعين الكورد من اي مكان! واحاول ان اسلط الضوء على الفنون البصرية و السمعية و بعض الاحيان على الذين يساهمون بانتاج الثقافة كمدير صالة عرض، او دار نشر و ايضا منتج افلام...هكذا هي بقعة ضوء لتفادي الانحدار في مستنقعات السياسة الكوردية الغير متمرسة و الغير واثقة من خطابها الكوردي القومي..يجب ان ندافع عن الثقافة كفعل في اي مكان  ومن اي موقع كنا فيه.

 

 

-          في ختام هذا الحوار نشكرك ونتمنى لك مزيد من الابداع والتألق دوماً؟

 

-          أنا ايضا بدوري اشكركم على اهتمامكم و اتمنى لكم الموفقية و العطاء.

 

جريدة التآخي - العدد والتاريخ: 7177 ، 2016-08-08