Share |

الفنان الكوردي بهاء شيخو ( كلما أردت أن ألحن أغنية أجد روح محمد شيخو تلامس أوتار آلتي )

  الفنان الكوردي بهاء شيخو  و حسين أحمد

 

اجرى اللقاء : حسين أحمد- بهاء شيخو ,فنان ,وملحن, ومغني في ذات الوقت ,دخل عالم الفن ,والغناء في وقت مبكر من عمره , وعبر بوابة واسعة كانت مدرسة الفنان القومي المرحوم محمد شيخو حيث تتلمذ على يديه حتى اصبح فناناً متألقا ومشهوراً في الوسط الفني ,

حيث اخذ الفنان بهاء شيخو على عاتقه التنوع في الفن والموسيقا وبخاصة في اسلوبه وكيفية اختياره للإلحان التي كانت تناسب قدراته الفنية حتى بات يتميز حضوره بخصوصية واضحة عن اسلوب شقيقه الفنان :محمد شيخو , فعبر هذه المسيرة الفنية الشاقة استطاع بهاء شيخو تقديم البومات عدة قد تميزه عن سواه من الفنانين وبإدراكه لعمق الفن الكوردي تمكن من تقديم الحان جديدة وبتكنيكات رائعة في ذات الوقت , لا شك فيه ان الدرب الذي مضى فيه الفنان بهاء شيخو لم يكن يسيرا في ظل المدرسة الفنية العظيمة التي قادها الفنان محمد شيخو طيلة سنوات عدة بان يسلك طريقاً مغايراً عن هذه المدرسة العريقة في الفن والأغاني القومية التي كانت تمارس في داخل اسرته ....

1-      في البداية حبذ أن نتعرف على شخصية بهاء شيخو  ..؟؟

ج- أنا إنسان قبل أي صفة أخرى .. اسمي بهاء شيخو, من عائلة كردية كادحة, ولدت في قرية اسمها : خجوكي ( 1962 ) القريبة من قامشلو أي بحدود كيلو متراً ..حصلت على شهادة الثانوية العامة 1988 ثم سجلت في كلية الحقوق ولم استمر في الدراسة بسبب الظروف , ومارست منذ طفولتي كثير من الاعمال اليدوية الشاقة بغية الحصول على لقمة العيش للعائلة وعلى سبيل الذكر (سقاية القطن وحصاد العدس وغيرها من الاعمال ).  متزوج ولدي (بنت وولد ) مقيم حالياً في السويد ومنذ الطفولة دخلت مجال الفن والموسيقى كون اخي الاكبرالفنان " محمد شيخو " كان فناناً من الأسرة , كما ذكرت دخلت مجال الفن منذ طفولتي , كنت اردد الاغاني دون ان افهم مضمونها , واول مرة بجلسة عائلية عزف الفنان المرحوم محمد شيخو على الة الكمان وغنيت معه كان في عام 1973 واول مرة اغني امام الجمهور كان في عام 1976 وحملت المكرفون وفي حي قدور بك في قامشلو , وتعلمت العزف على الة البزق بدون معلم وبشكل سماعي كبقية الفنانين الذين سبقونا , كنت استعمل علب السمنة ةما يسمى ي ( كلون ) وكنت استمع الى اغاني محمد شيخو اثناء السهرات العائلية وغيرها وكانت اذاعة بغداد ويريفان الكرديتين مصدر سماعي للاغاني الكردية , وقتها لم نملك المسجلة ولا الات التسجيل في البيت , وبعد عدة سنوات تعلمت العزف على الة الكمان والعود وكنت عضوا في فرقة ( خلات الفلكلورية لغاية عام 1983 واول كاسيت قمت بتسجيله كان في سنة 1980 وعزف معي انذاك الفنان صلاح اوسي على الة البزق , وكذلك ترعرت في بيت لم تنقطع منها " الكوردستانية"  وحبها والفداء في سبيلها.لتوضيح اكثر اجرينا معه هذا اللقاء السريع ...

2 - حدثنا عن بدايات دخولك في عالم الفن ..؟

ج – ربما، لو لم يكن والدي، الذي كان يعشق الأغنية الفلكلورية، ويملأ البيت ليلاً بصوته وغنائه أغاني الاجداد , لعلي كنت اعمل في مجال آخر غير بهاء شيخو " الفنان " .. فالمرحوم والدي استطاع ان يلعب دوراً مؤثراً في حبنا للفن وكذلك إتقانه لآلة البزق، ناهيك عن أخي الراحل الفنان محمد شيخو الذي غادرنا الى بيروت عاد لنا بآلة البزق، بعدما كان متلماً من أبي الطمبور . لكني كأي قروي صغير عشقت العزف حيث كنت أجمع العلبالبلاستيكية أو علب الحلاوة مع عصا مشدودة عليه وتر من " سلك معدني " وأتدرب عليها في بيادر القرية حتى استطعنا ان نحصل على آلة الطمبور ومن ثم البزق لأتمكن من العزف بإتقان على يد أخي الراحل محمد شيخو.

3-      ما هي أعمالك الفنية... ؟

ج  – عدة البومات المسجلة وصلت حتى الان إلى ( 9 ) البومات اغلبها من النمط السماعي واثنان فقط مختلطة مع اغاني فلكلورية للدبكات الشعبية وكليبين واحدة في سنة 2000 والثانية في سنة   2015 وغالبية الألحان هي لي , وكذلك لحنت للفنانة الكردية كلستان سوباري ( 3 ) اغاني منها " قامشلوكا افيني.

4-      ماهو عملك الفني في القادم...؟

ج  لدي حالياً البوم جاهز هو قيد التسجيل اغلب كلماتها للشاعر الكبير مصطفى اتروشي لكنني أوقفته احتراماً لدماء الشهداء كما حال حفلات الأعراس التي اوقفتها ايضاً لذات السبب . لكني سجلت عدة أغاني خلال هذين العامين وهي مرتبطة بالفواجع التي جرت لنا على سبيل المثال عن كارثة الحسكة وعن تفجير قامشلو وهي تبث عبر أثير محطات الراديو المحلية في كوردستان سوريا.

5-       هل تريد ان تتابع في نفس مدرسة الفنان المرحوم " محمد شيخو " أم تفكر بالإمالة عن هذه المدرسة وتؤسس لذاتك خصوصية وتميز عنه  ..؟

ج  – يقول : المثل العربي الشعبي ( من شب على شيء، شاب عليه ) فحتى هذه اللحظة  كلما أردت أن ألحن أغنية أجد روح الراحل تلامس أوتار آلتي , وهذا ليس بالأمر السهل أن أشق طريقاً فنياً آخر بعد هذه السنوات الطويلة مشرئباً بروحه الفنية. لكن لا أخفي أني على الدوام كنت أتمنى أن أكون خارج أخوة الفنان محمد شيخو فمهما قدمت من أغاني جميلة وحتى لو كانت سيمفونية فلن أتجاوز أسطورة الراحل في عيون محبي فني.

6- ما تأثير " المكان " على الفنان بهاء شيخو ,حيث إنه يتنقل من مكان الى آخر أي ما بين روج افاي كوردستان و دول أوربا ..؟؟ وهل أوربا قدمت لفن بهاء شيخو شيء جديد ...؟

ج –لقد زرت اغلب عواصم أوربا ومكثت فيها لسنوات طويلة لم تستطع أن تمحي دندنة والدتي الراحلة من ذاكرتي وأنا في ( الدركوش ) هي الذاكرة الطفولية للأغنية واللحن البسيط الكوردي . فنحن الكورد نتميز في الفن بشيء مختلف عن العالم أجمع، وهو غناءنا على قبر الميت بلحن خاص حزين . فكل سيمفونيات العالم تقف بصمت أمام أغنية سيامند وخجي ودرويشي عفدي وجتلي آغي, اضافة الى كل ذلك لم اتاثر بالموسيقا الاوربية وبقيت ملتزماً بالموسيقا الكردية الاصيلة والاوربيون يستمتعون بالموسيقا والغناء الكردي الاصيل ...

7- بعيداً عن الفن والموسيقا بماذا تشغل حالك....؟

ج  – لا شيء أنيسي غير الكتاب الذي لا أنقطع عنه..؟؟

8- هل لنا ان نعرف عدد الحفلات الموسيقية التي قدمتها او شاركت فيها عبر مسيرتك الفنية خلال الاعوام التي مضت ..؟

ج – كنت أتلقى منذ التسعينيات دعوات لإقامة حفلات " نوروز " في أوربا وهي كثيرة تجاوزت العشرون إن لم يخني الظن ولبيت اغلب تلك الدعاوي ولم تظل عاصمة أوربية لم أقدم فيها حفلة غنائية بدءاً من روسيا و بلغاريا مروراً بألمانيا ومستقراً في السويد ناهيك عن الإمارات العربية وكذلك كوردستان العراق وكوردستان تركيا و إسطنبول.

9- من الذي يساعدك في اعمالك الفنية... ؟

ج  – إن كنت تقصد من ناحية تلحين الأغاني فغالبيتها العظمى هي من تلحيني . عندما كان الراحل محمد شيخو حياً كان يستمع الى أغاني التي ألحنها ويبدي برايه فيها وأحياناً كان يضيف أو يغير المقام في بعض الأغاني التي تنوعت فيها المقامات لإضافة الجمالية الموسيقية . بالإضافة الى إنه تبرع لي بعدة ألحان . وبعد رحيله وقبل تسجيل أي شريط لي لابد وأني كنت أسمعه للمتذوقين وأساتذة الموسيقا بالإضافة الى استشارة كاتب القصيدة وأغلب الأغاني التي لحنتها هي من قصائد الشاعر فرهاد عجمو.

10 - هل لك أسلوب خاص ... أو لنقل ما يميزك كفنان عن الاخرين في المشهد الموسيقي الكوردي   ...؟

ج  – مثلما أن البشر جميعهم غير متماثلين في بصمة الأصبع فكل فنان أو مطرب أو هاوي ايضاً له أسلوبه الخاص به . ولنقل بوضوح أكثر أن غالبية الأغاني الكوردية ( الطقطوقة ) وأقصد هنا القصيرة ذو الايقاع واغلب الالحان قريبة من بعضها البعض عدا فارق واحد وهو ان الاحساس الذي يغني به الفنان ..؟

11- من له الاثر الفعال على شخصيتك الفنية , ما عدا الفنان المرحوم محمد شيخو.. ؟ وكذلك بأي صوت من اصوات المطربين الكورد تأثرت أكثر في عموم الجغرفية الكردية ..؟

ج  – طبعاً للمرحوم فضل كبير عليّ كان يوجهني بهذا الخصوص وكان ينوي ان يلحن لي بعض الاغاني ولكن للاسف لم يتم ذلك وكذلك لقد رضعت من حليب الفلكلور وخاصة من أغاني محمد عارف جزراوي وكاويس آغا ومريم خان . فهذه القامات الفنية أثرت فيّ كثيراً ولست انا الوحيد الذي تأثر بهذه الاسماء اللامعة عبر تاريخ الفن الكردي.

12- هل أضاف الفنان بهاء شيخو شيئا جديداًومميزاً إلى الموسيقى الكوردية الراهنة وخاصة انه قدم البومات عدة وفي ازمان مختلفة ايضاً ..؟

ج  – نعم قدمت واضفت من خلال اختياري لعدد من الشعراء الكرد البارزيين والكردستانيين وأيضا التنوع بالمقام والإيقاع ضمن الاغنية الواحدة والاغنية الطويلة ( شرمينة دل ) 40 دقيقة وايضا لحنت الشعر الحر , ولذلك حتماً لي اسلوب خاص واستطيع ان اربط بين الكلاسيكي والحديث وسترى التقيم الحقيقي  عند مستمعي بهاء شيخو ومحبيه . فقط حاولت جاهداً أن أبقى بهاء شيخو مذ أول أغنية وحتى راهننا هذا .

13- كفنان ماهي طموحاتك في المستقبل ..؟

ج  – أن أعمل على انشاء معهد عالي للموسيقى في روج آفايي كوردستان ويتخرج منه طلبة اكاديميين ويؤسسون لفرقة سيمفونية تليق بالفن الكوردي.

 14- كلمة اخيرة تود قولها لمعجبيك ..؟

ج  – لطالما أفنيت سنوات من عمري في سبيل ان احافظ على تركة الراحل محمد شيخو الفنية وإنقاذها من بين يدي النظام السوري عندما صادروا كل أشرطته .. سأبقى على ذاك العهد . وأنا ما زلت أحلم بذاك اليوم لأقود فرقة سيمفونية تعزف أغنيات للراحل محمد شيخو  .