Share |

الفنان جمال تيريج (الفنان الذي لا يعايش المآسي والمظالم التي يتعرض له شعبه لا يستطيع أن يقدم فناً صادقاً)

الفنان جمال تيريج
الفنان جمال تيريج

 

 حاوره هوزان أمين- جمال تيريج نجل الشاعر الكوردي الراحل سيداي تيريج من جنوب غرب كوردستان محافظة الحسكة،  ينتمي الى عائلة  كوردية شربت من الأدب والثقافة الكوردية منذ صغره ، هوى الفن من خلال والده الذي شجعه على ذلك،

وتعرف على الكثير من الفنانين اثناء زيارتهم لوالده من خلاله مثل الفنان الراحل محمد شيخو والفنان محمود عزيز شاكر وكثيرون آخرون،  لغاية 1982 حيث أنشأ مع بعض رفاقه فرقة فنية باسم فرقة شورش وقاموا بإحياء حفلة عيد نوروز لأول مرة علناً. وفي عام 1985 انتقل إلى دمشق وعمل في فرقة آزادي، وقام بإحياء عدة حفلات في لبنان ومن ثم غادر سوريا متوجهاً الى اوربا وانضم الى  فرقة برخدان. حيث عمل فيها لمدة ثماني سنوات واصدر هناك ألبومين، الأول باسم سرهلدان ( Serhildan) والثاني ، سينور ( Sînor) وشارك بإحياء المناسبات القومية الكردية في العديد من العواصم الاوربية وشارك بـ 6 ألبومات مشتركة للفرقة. بعد ذلك ونتيجة حنينة الى الوطن الام وبناء على رغبته عاد إلى الوطن  ومستمر في العمل الفني لغاية اليوم وأصدر ألبوماً باسم دستان Destan)) لاجل معرفته اكثر وتسليط الضوء على نشاطاته اجرينا معه الحوار التالي .

 

س1- لماذا هذا التغيب عن المشهد الفني الكوردي السوري ، في حين كنت من الفنانين النشطين على الصعيد الكوردي في سوريا وحتى خارجها ؟

-          أنا لم أتغيب عن المشهد الفني الكوردي أبداً، ولكن كان إنتاجي قليلاً بسبب الظروف التي يعرفها الكل من حيث الأسباب السياسية والأمنية إلى جانب عدم وجود استوديوهات تلبي طلبنا الفني ومع ذلك صدر لي ألبوم، داخل الوطن باسم ( دستان ) وبعض الأغاني الفردية مثل (إيدي بسه و  شورشا كل ) التي تعرض على شاشات تلفزيون روج و ام ام سي .

س2- نعلم انك كنت في اوربا ، وعملت ضمن فرق فنية كبيرة ، لماذا اخترت العودة الى الوطن ، في الوقت الذي كان كل فنان كوردي يحلم بالهجرة الى هناك نظراً لاسباب سياسية وامنية وقمع للحريات والفكر والفن...الخ ...حيث يجد هناك الافق الاوسع لممارسة الفن ؟

-          صحيح ، ولكن أنا كنت في أوروبا نهاراً ولكن حين حلول الليل اثناء النوم كنت اعود الى بيتي المتواضع في ذلك الحي القديم أنا كنت جسداً في أوروبا وفكراً كنت في الوطن، لم أستطع يوماً التأقلم بالحياة هناك، نعم كانت كل الإمكانيات متوفرة هناك، ولكن لم أحس أو أشعر بحسي الوطني هناك أبداً، لذلك فضلت العيش بين أهلي وأحبتي رغم كل الصعوبات التي ذكرتموها، الفنان الذي لا يعايش المآسي والمظالم التي يتعرض له شعبه لا يستطيع أن يقدم فناً صادقاً، الفن خارج الوطن كالأكل بلا ملح.

س3- بماذا انت مشغول الآن ، هل ما وزال لديك استوديو لتسجيل الاغاني وتساعد الفنانين في ابراز وتسجيل اغانيهم ام هناك مشاغل اخرى ؟

-          نعم لا زلت كالسابق ولم أترك عملي أبداً وسأساعد أصدقائي الفنانين حتى النهاية وقدر الإمكان وبدون أي مقابل وهذه هي الاخلاق التي تربينا عليها و هذا  اقل ما نقدمه لابناء شعبنا

س4 – شاهدناك مؤخراً على شاشة فضائية روناهي، انت تعد وتقدم برنامجاً فنياً ، كيف تقيم تجربتك كمقدم برامج ؟

-          أنا لست بصحفي ولم أدرس هذه المهنة ولكنني دائماً أحاول أن أكون يداً ممدودة لجميع الفنانين، ورأيت أن هذا العمل سيساعد في نشر الفن الكوردي في منطقتنا وخاصة الفنانين الذين حُرِموا من الإعلام بشكل شبه كامل مع وجود أكثر من عشرين فضائية كوردية لذا قبلت هذا العمل مع العلم إنني أعرف سأُنتَقَدُ كثيراً ولكن قناعة مني بأنني سأقدم بعملي هذا رغم الإنتقادات التي قد توجه إلي خدمة كبيرة للفنانين الكورد في منطقتنا. وأنا فرح كثيراً بهذا العمل لأن فضائية روناهي أعطتني كل ما أريد وبدون حدود ولا خطوط حمراء، حيث بإمكاني أن أجري مقابلة مع أي فنان كان مهما كان إتجاهه السياسي والفكري وشرطي الوحيد أن يكون في خدمة شعبه. وهذا ماشجعني على الاستمرار في هذا العمل. وأقولها لكم بصراحة أنا أعمل في قناة روناهي بدون أي مقابل ولكن الذي أكسبه معنوياً وخدمتي للفنانين هو رأسمالي الذي لايمكن الإستغناء عنه ولا يمكن تقديره بثمن.

س5- على الصعيد الشخصي ماذا لديك من مشاريع ، وهل سنسمع لك البوم جديد  في المستقبل ؟

-          نعم أنا الآن أقوم بتسجيل أغنية جديدة وقريباً ستعرض على شاشة روناهي، ومضمون الأغنية تتمحور حول التعريف بدور وحدات الحماية الشعبية التي تعتبر بمثابة الجيش الوطني لغرب كوردستان وخاضعة لإدارة الهيئة الكوردية العليا. و بهذه المناسبة اقوم بتوجيه الشكر للفنان صفقان اوركيش و شيدا اوركيش و الفنان نوري  علي لتبنيهم تجهيز هذا العمل الفني .

س6- وفائاً لذكرى والدك الشاعر الكبير تيريز ، انشأت موقعاً الكترونياً تحت عنوان ( مجلس الادباء والمثقفين) حبذا لو تحدثنا عن ذلك الموقع من فضلك، وماذا ترك لك والدك الراحل من ارث على الصعيد الشخصي والكوردي الوطني العام ؟

-          نعم قمت بإنشاء موقع (www.tirej.name) وفي هذا الموقع حاولت أن أخدم والدي وكل الشعراء، هذا ما تعلمته من أخلاق والدي أن أقوم بخدمة كل الكورد وليس شخص والدي فقط، لأن والدي أيضاً كان ملك هذا الشعب، والدي ترك لنا ثروة كبيرة، وهي أخلاقه النبيلة وكتاباته القيمة، وشخصيته المعروفة التي ورثناه منه هذا الأسم الكبير تيريج الذي نتباه به ويتباه به شعبنا أيضاً وهل يوجد أكبر من هذه الثروة والميراث. لم أجد يوماً والدي وهو يفكر بالثروة المادية، والحمدلله نحن أيضاً ورثنا منه هذه الفكرة. حيث تعلمت منه أن الإنسان لا يتعاظم بما يملك من مال، بل يتعاظم بأخلاقه وخدمته لشعبه وقضيته. ووفاءً لذكراه العاشرة قام الشيخ توفيق الحسيني بمساعدة الشاعر الكوردي ديلاور زنكي بترجمة أجمل قصائده إلى اللغة العربية ووضعها في كتاب وقمنا بطبعه تحت عنوان ( قبس من مشكاة تراتيل تيريج) و الان هو موجود في  المكاتب .وقريباً سنقوم بنشره على المواقع الالكترونية .

س7- ما هو وضع الفن والفنانين بشكل عام في كوردستان سوريا، كيف تقيمه ، وهذا الحراك السياسي والمتغيرات التي تطرأ ، كيف تقرأها ، وهل انت متفائل لمستقبل البلاد ؟

-          أنتم تعرفون كما يعرفه الجميع، أن الفنانين في غرب كوردستان لهم وضع خاص بسبب السياسات الشوفينية التي مارسها النظام بحق الشعب الكوردي في غرب كوردستان، وكانت الاستخبارات السورية والنظام يأخذ الفنانين هدفاً لهم وكما تعلمون الوضع الاقتصادي أيضاً له تأثير كبير على العمل الفني والوضع التعليمي إذ كان لا يحق للكوردي دراسة الفنون الجميلة في الجامعات السورية، وهذا ما جعل الفن في غرب كوردستان في مستوى غير صحي ولكن هناك بعض الفنانين مثل المرحوم محمد شيخو ومحمود عزيز شاكر وسعيد كاباري وشيدا وكثيرين آخرين حاولوا بعض المحاولات بتطوير الفن في غرب كوردستان ولكنهم لم يستطيعوا أن يطوروه إلى المستوى المطلوب وهناك تأثير آخر هو الأحزاب الكوردية التي انخرطت في النضال السياسي و غفلت عن الفن و التراث. مع العلم أن الكثير من الفنانين الكورد في الأجزاء الأخرى من كوردستان يشربون من نبع الفن والتراث الكوردي في غرب كوردستان. ولكن لنا أمل كبير بعد هذه الثورة أن يدرك الفنان في غرب  كوردستان عمله الفني ويقوم بتطويره بشكل علمي بحيث يرقى إلى المستوى المطلوب. والآن هناك الكثير من الإمكانات للعمل بشكل جدي على الفن والتراث الكوردي بعد إفتتاح مراكز فنية في جميع مدن غرب كوردستان، ووجود مدرسين للموسيقى في هذه المراكز ونتمنى أن تكون هذه فاتحة خير للفن والتراث الكوردي.أما بالنسبة للمتغيرات السياسية فنحن  كسوريين  وكورد متفائلون باقامة دولة مدنية ديمقراطية تعددية تحفظ حقوق جميع مكونات الشعب السوري و حقوق الشعب الكوردي خاصة .

 

-          و في  الختام شكراً لإتاحتكم لي هذه الفرصة للتعبير عن شعوري وآراي على صفحات جريدتكم، والنصر لثورة الحرية في سوريا وغرب كوردستان.

 

 

جريدة التآخي -العدد والتاريخ: 6437 ، 2012-11-07