Share |

الكاتب المسرحي الكوردي كاوا شيخي (لا بد للثقافة الكوردية ان تطعم بالثقافة العالمية، لا يمكننا الحديث عن أحمد خاني بدون الحديث عن شكسبير)

 

حاوره : هوزان امين - دياربكر

كاوا شيخي من مواليد عام 1972 في مدينة الحسكة-سوريا برزت لديه موهبة المسرح والتمثيل لا إرادياً في صغره و مثل على خشبة المسارح المدرسية كبر وكبرت معه حبه لذلك الفن العريق وتصقلت مع الزمن موهبته المسرحية الى ان أسس مع مجموعة من الاصدقاء فرقة مسرحية عام 1987حيث قدم عروضاً جيدة وشارك في مهرجان المسرحي الكوردي في سوريا في بداية التسعينيات وعمل كاوا  في فرق مسرحية كوردية عديدة بالاضافة الى عمله في المسرح العربي حيث عمل في فرقة المعاهد والعمال وأيضاً في المسرح العسكري، الى جانب بعض التجارب التلفزيونية في بعض الفضائيات، يكتب المسرحية والقصة والشعر ولديه خمسة نتاجات أدبية مطبوعة يقيم من أعوام في المانيا التقيناه على هامش مهرجان المسرح الكوردي في آمد ( دياربكر) وكان لنا معه هذا اللقاء.

في بداية هذا اللقاء نرحب بك ونتمنى منك ان تحدثنا عن مهرجان المسرح الكوردي الثالث الذي اقيم في دياربكر ؟

نعم مهرجان المسرح الكوردي في آمد (دياربكر) هو حصيلة لعمل مجموعة من الشباب المبدعين جداً والمثابرين في مجال المسرح والذين يحاولون في كل عام ان يجمعوا الفنانين المسرحيين الكورد من اجزاء كوردستان الاربعة ومن المهجر للهدف الاسمى وهو التقاء الفنانين لتبادل الافكار الجديدة، وتقديم العروض المسرحية طوال أسبوع، وانطلقت اولى مهرجانات المسرح هنا قبل ثلاثة اعوام وهي ثمرة كونفرانس المسرح الكوردي عام 2010 وكنت آنذاك موجوداً مع مجموعة كبيرة من المسرحيين حينذاك واكدنا على ضرورة مهرجان كهذا، بالاضافة الى مهرجان آمد هناك مهرجان باطمان واسطنبول المسرحي ايضاً، وهي مهرجانات رديفة لبعضها البعض وتكمل وتتابع بعضها الآخر.

فهذا المهرجان يشكل فرصة جميلة للقاء الفنانين من مختلف الاماكن من قفقاسيا الى شرق وجنوب كوردستان الى اوربا حيث يتبادلون الآراء ويقدمون العروض المسرحية ويطلعون على الجديد في هذا الفن الجميل ويشكلون صداقات وعلاقات جديدة للتواصل فيما بعد.

قدمت محاضرة على هامش هذا المهرجان حبذا لو تحدثنا عن فحوى تلك المحاضرة؟

نعم كان من المفروض وحسب البرنامج المعد ان يحضر فرقة مسرحة من روزآفا ( غرب كوردستان) للمشاركة بتقديم عرض مسرحي في المهرجان ولكن تمت اعاقة مجيئهم في الحدود من قبل السلطات التركية، وكان من المفروض ان اقدم تلك المحاضرة بعد تقديم العرض لتسليط الضوءعلى واقع المسرح الكوردي هناك، لهذا بقي العبئ على كاهلي وشاركت لوحدي في تقديم نبذة عن المسرح في عهد الثورة، واظهرت من خلال تلك المحاضرة الفروقات التي حصلت قبل وبعد عام 2011.

في الحقيقة لفت نظرنا نقطة هامة في محاضرتك وهي تاريخ المسرح في القامشلي الذي يعود الى الثلاثينات من القرن الماضي هل لك ان تشرح ذلك ؟

نعم تاريخ القامشلي مزدهر من خلال المسرح وهي عريقة مسرحياً، وذلك بجهود فردية من شباب غيورين، وفرق حزبية شاركت في نشاطات فنية من خلال اعياد النوروز، وبمسرحيات بسيطة استغنت عن الكثير من الكماليات أو من الضروريات المسرحية ببعض الممثلين وكم من الحضور كان يتم تقديم عروض مسرحية بسبب الظروف السياسية والمنع المفروض آنذاك على كل نشاط كوردي من قبل حزب البعث، ولكن الآن تغيرت الظروف وكانت هذه محاور المحاضرة كما تناقشنا مع الحضور امور آخرى تهم المسرح والمسرحيين في روزآفا.

حبذا لو تحدثنا عن تاريخ المسرح في القامشلي بإختصار لو سمحت؟

قامشلي هي المدينة التي تفتخر ببناء العمران والمسرح معاً والكثيرون يجهلون ذلك، قامشلي لا تفتخر بالابنية ولا ناطحات السحاب، قامشلو هي المدينة التي بنيت عام 1921 وفي عام 1936 كان هناك اول عمل مسرحي واستمر بدون انقطاع رسمياً وأهلياً شارك فيه كل مكونات هذه المدينة من سريان وأرمن وكورد وحتى العرب الذين انتقلوا اليها فيما بعد تعاونوا مع بعضهم البعض لتشكيل فسيفساء جميل جداً في ذلك الوقت، حتى مجيء حكم البعث على سوريا حيث قامت بطمس هويات الاقليات الثقافية واظهر كل شيء على انه عربي، القامشلي لها قدر باشتراك جميع المكونات والاديان حتى اليهود ايضاً والمسيحين والمسلمين والايزيديون وجميع الاقليات القومية، كل ذلك جعلتها مدينة جميلة ولكنا مع الاسف بقدر ذلك الجمال تعرضت للكثير من الضغوطات من اجل اخفاء هويتها الحقيقية ودفعت ثمن ذلك حيث اهمل الفنانون والرياضيون، حيث كانت تحكم من قبل المخابرات البعثية الى عام 2004 حيث قام الشباب الكوردي بانتفاضة وكسر حاجز الخوف لتنطلق من جديد، قامشلي هي مدينة الثقافة مدينة جكرخوين ومحمد شيخو وآرام ديكران وكربيت خاجو وآخرين ومازالت تحتفظ بالعديد من المبديعين الكورد.

كيف هي الاوضاع اليوم في ظل شبه الاستقلال الذي يحظى بها الاكراد في المناطق الكوردية على الاقل على الصعيد المسرحي؟

الوضع هناك فنياً وحتى سياسياً افضل بآلاف المرات من السابق، فالفنان المسرحي حر بتقديم اي عرض مسرحي بنصوص يختاره هو، ولكن بالطبع تبقى العقبات والمشاكل ففي السابق كان الفن محصوراً بنخبة من المبدعين وخاصة في المسرح الرسمي وليس ما يقدم من عروض على مسارح اعياد نوروز، والجماهير من مختلف الاعمار يحضرون الاعمال المسرحية وهؤلاء يفرضون صيغة جديدة على الفنانين بحيث يضطرون الى العمل على مستوى المسرح التعليمي، وهو مسرح معروف عالمياً بحيث يتم تناول قضايا تهم الشعب مباشرة في اوقات الازمات، اي موضوع ساخن يتناوله الناس يجب ان يكون محور الاعمال المسرحية، وبالطبع فنياً هذا يؤثر على نوعية العمل ولكن سياسياً واجتماعياً يوافق المرحلة ولا بد من وجودها في هذه الفترات، وسيتم تخطي الامر والدخول الى عالم الاحتراف، لان هناك شباب يتدربون الآن وسيتناولن النصوص العالمية في المستقبل.

لا بد للثقافة الكوردية ان تطعم بالثقافة العالمية، لا يمكننا الحديث عن أحمد خاني بدون الحديث عن شكسبير، واحمد خاني ايضاً كان يقول سيأتي يوم وسيلتفت العالم الينا كي نصبح مقبولين في كل العالم، نعم لقد تحدث أحمد خاني عن هذا الامر قبل اكثر من ثلاثمائة عام، والآن جاء الوقت كي ننطلق، وهذا الوقت المناسب كي نعرف العالم على ثقافتنا، ويتطلب منا كمسرحيين أكراد ان نقرب بين جماهيرنا وبين الثقافة العالمية فلا بد من القارئ الكوردي ان يقرأ الكتب المترجمة من الثقافات العالمية وان يتفرج على الاعمال التي انبثقت من الثقافت العالمية والتي تشكل الصرح العالمي للحضارة والتي نشترك فيه ولو بجزء بسيط.

هل لك انت تتحدث لنا عن مؤلفاتك ونتاجاتكم الادبية؟

في الحقيقة كنت احب ان اكون متخصصاً في النصوص المسرحية ( كتابتاً وتمثيلاً واخراجاً) وحققت ذلك في البداية وبرزت على انني كاتب مسرحي منذ عام 1987 وكل طموحي ان اتابع ذلك، ثم انتقلت الى اوربا هناك افتقدت الى العناصر المسرحية والى الفرقة التي كنت اعمل معهم، واقتصر عملي هناك على اقامة بعض الدورات التعليمية، هذا ادى بي الى دخول مجال الكتابة أكثر وألفت عملاً مسرحياً باللغة الكوردية ( لا تفتح الباب) وطبعت عام 2005 وهي من مطبوعات سما للثقافة والفنون، ثم صدر لي كتاب ثاني عام بعنوان الكهف  2009 في اسطنبول وهي عبارة عن نصين مسرحيين، بعد ذلك اختلطت المشاعر بداخلي وقلت في نفسي لا داعي لقولبة هذه المشاعر لاجل النصوص المسرحية، لهذا صدر لي كتاب في مجال القصة وصدر لي كتاب نقش من النار ثم تناولت حياة مناضل كوردي بإسم حسين حوران بعنوان اسطورة الجبال والحدود وكذلك صدر لي في برلين من منشورات دار هان للنشر مجموعة شعرية بعنوان حُب شرقي عام 2013 وبحوذتي العديد من المخطوطات والاعمال الجاهزة للطبع بسبب ركود سوق الكتب الكوردية والوضع الاقتصادي لم ترى النور بعد.

الى جانب اعمالك المسرحية نراك دخلت الى عالم الاعلام ونشاهدك على شاشات التلفزة الكوردية كمقدم برامج ؟

نعم العمل في الصحافة بالنسبة للكاتب الكوردي هو جزء لا يتجزأ من العمل في الامور الفنية والثقافية وهي متقاربة ويصعب الفصل بينها فتشعر احياناً وانت تبحث عن نفسك بانه لا بد من صياغة خبر معين فتجد نفسك صحفيياً من دون ان تدري ، اي ان الحاجة ووجود فراغ في مكان معين تدفعك الى ملئ الفراغ في اي مكان وخاصة بالنسبة لنا كفنانين مسرحيين، وللشخص المسرحي قدرة على العمل في مجال الاعلام والتلفزيون والاذاعة لانه قادر على بناء نفسه وفق ذلك وساتابع ذلك كلما سنحت الفرصة لي واعتبر ذلك نوع من التواصل مع الجهور ولن اقصر في ذلك.

كلمة أخيرة تحب ان توجهها من خلال هذا اللقاء ؟

اشكر جريدة التآخي على اتاحة هذه الفرصنة لنا وأقول في ختام حديثي، مقارنتاً مع السنوات الماضية ومقارنة مع النصف المملوء من الكأس انا جداً ممنون للحالة التي وصلنا اليها ففي روزآفا هناك إدارة ذاتية وهناك شبه استقلال وهناك مؤسسات والكثير من المكتسبات، وفي أقليم كوردستان وبالرغم من الهجمات القاسية من داعش ومحاولتها الدخول الى المناطق الكوردية إلا ان الكفة تميل لصالح الكورد وفي شرق كوردستان ايضاً نسمع بمحاولات سياسية واجتماعية وثقافية وفي الشمال نجد آمد تجمعنا ونلتقي على المسرح بالرغم من فرض الحرب من قبل السلطات التركية نجد ان الناس يطلبون السلام ونعلم بأن رف حمام السلام سيعود ويرفرف من جديد ولن يطول الامد.

 

 

التآخي – 5-1-2016