Share |

الكردي سيروان قجو يدوّن سيرته شعرا

قصائد سيروان قجو تذهب إلى الإيجاز والتكثيف اللغوي، وتعتمد نمط القصيدة القصيرة جدا أو ما اصطلح على تسميتها بالقصيدة الوامضة

عماد الدين موسى

 

الشاعر الكردي يسلط الضوء على سيرته

بعد باكورته الشِعريّة “الذكريات الثملة”، الصادرة عن “منشورات اتحاد الكتاب الكرد، دهوك (2008)، تأتي المجموعة الشِعريّة الجديدة “حلم، فودكا، وأشياء أخرى”، الصادرة عن دار “نوش بمدينة إسطنبول التركيّة، تقع المجموعة في 68 صفحة من القطع المتوسط، أما لوحة الغلاف والتصميم فهي للفنان لقمان أحمد.

يواصل الشاعر الكردي سيروان قجو تدوين سيرته شعرا. فلو أسقطنا عنوان المجموعة على التجربة الحياتيّة للشاعر نفسه، لوجدنا أنّ “الحلم” يرمز إلى فترة الطفولة في مسقط رأسه “مدينة عامودا”، بينما “الفودكا” تشير إلى تلك الأيام التي عاشها في العاصمة اللبنانيّة بيروت، حيث عمل مراسلا لإحدى المحطات الفضائية الكردية.

 

أما “الأشياء الأخرى” فهي دون شك ترمز إلى إقامته في الولايات المتحدة الأميركية والاستقرار هناك مع ترك الباب مفتوحا على احتمالات “أخرى” ربما.

 

قصائد سيروان قجو (1986)، في هذه المجموعة، كما في مجموعته السابقة، تذهب إلى الإيجاز والتكثيف اللغوي. وتعتمد نمط القصيدة القصيرة جدا أو ما اصطلح على تسميتها بالقصيدة الوامضة، والشبيهة بالفلاش الخاطف في إلقاء الضوء على مشهد ما ومن ثم التقاطه. في قصيدة “أصابع اليد اليسرى” يقول الشاعر: “إصبعٌ ما يحتضرُ/ آخر في غاية التعب/ آخر جريح/ آخر مكسور/ وآخر مشلول”.

 

وفي “اليوم السادس عشر من الشهر” يقول: “يضحكُ/ يضحكُ/ يضحكُ../ سعيدا كانَ أكثر ممّا ينبغي./ لم يكن يدري أنّ ذلك اليوم/ يوم ميلاده”.

 

أما في “الليلة الأخيرة” فيقول: “دونَ ارتباك يُذكر/ أفرجتْ عن حلمتيها/ ثمّ دعتني إلى ليلة ناريّة…/ الليلة تلك كانت الأخيرة”.

 

وسبق للشاعر قجو أن ترجم “حديث مع كردي” للشاعر اليوناني أدونيس بودوريس عام 2006.

 

وسيروان قجو بدأ مسيرته الإعلامية في بيروت، كان يدرّس اللغة الكردية لمجموعة من الطلاب في الجمعية الخيرية الكردية في لبنان. عرض عليه حينها مدير مكتب فضائية كردستان“Kurdistan TV” العمل ضمن طاقم القناة في بيروت، بالتحديد في القسم الكردي، وهناك بدأ ممارسة الإعلام بشكل محترف