Share |

بانوراما زيارة فخامة الرئيس بارزاني الى آمد

( اهتمام واسع من قبل الاوساط الرسمية التركية والكوردية بزيارة الرئيس بارزاني الى آمد )
الرئيس بارزاني واصمان بايدمر اثناء المؤتمر الصحفي

 

اعداد : هوزان أمين - دياربكر-حظي زيارة فخامة رئيس اقليم كوردستان السيد مسعود بارزاني الى مدينة آمد(دياربكر) بإهتمام واسع من قبل الاوساط الرسمية التركية والكوردية، كما لاقت المتابعة والاهتمام من قبل وسائل الاعلام التركية واخذت مكانها في مانشيتات كبريات الصحف التركية وحتى العالمية،

بالطبع هذا الاهتمام لم يأتي عن عبث، لا بل انها نابعة من معرفة دقيقة بدور وثقل الرئيس البارزاني المحلي والاقليمي وحتى الدولي على الصعيد الكوردي والعراقي والاقليمي، بالاضافة الى دوره المحوري في جعل اقليم كوردستان العراق يقفز قفزة نوعية في مجال التطور والعمران بعد سنوات من الظلام والقهر والدمار الذي عاناه الشعب الكوردي والعراقي.

فقد لبى الرئيس بارزاني دعوة رسمية من قبل السيد رجب طيب اردوغان رئيس الحكومة التركية، للمشاركة في افتتاح احدى اضخم المشاريع الحيوية المهمة لمدينة دياربكر، وغادر اربيل يوم السبت 16/11 الى مدينة دياربكر براً عن طريق معبر ابراهيم الخليل الحدودي حيث استقبله عند نقطة الحدود محافظ شرناخ ونواب حزب العدالة والتنمية التركي واهالي المنطقة بالاعلام الكوردية والهتافات، وكان برفقة فخامته الفنان الكوردي المشهور شفان برور، حيث يعود الى تركيا لاول مرة بعد ان فارقها قسراً منذ 37 عاماً قضاها في اوربا، وبعد ان وصل الى دياربكر استقبل استقبال الرؤساء من قبل رئيس مجلس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان، في مركز محافظة دياربكر بحضور عدد كبير من الوزراء في حكومته بالاضافة الى النائبة الكوردية ليلى زانا.

ومضات على خطاب الرئيسين:

فقد تجمهر عشرات الآلاف من ابناء مدينة دياربكر في ساحة الاحتفال، ورفرفرت الاعلام التركية والكوردية وكتبت لافيتات باللغتين الكوردية والتركية في ظاهرة تكاد تكون الاولى في تاريخ تركيا، وظهر الرئيس البارزاني بلباسه الكوردي الاصيل وقال في حديثه اما تلك الجموع الغفيرة انه حامل رسالة السلام من شعب كوردستان الى الشعب التركي، كما قال انا حامل التحية من شعب اربيل الى شعب دياربكر، وحان عصر تحقيق السلام والتعايش السلمي وتقبل البعض وقد حان وقت توحد الشعوب وتحقيق سعادتها بالسلام، وقال "انا ادعم عملية السلام بين الشعبين الكوردي والتركي بقوة وكانت كلمة فخامته مليئة بالعديد من النقاط الهامة التي تصب في خانة دعم وتأييد السلام ومن جانبه اكد السيد اردوغان انهم عازمين على السير قدماً في سبيل السلام وتحقيق الامن والاستقرار والطمأنينه واكد على وجود خطوات قادمة ستدعم وتدفع بالعملية الى الامام ومنها تحرير السجناء السياسيين وغيرها من النقاط الهامة، وقال "من الآن فصاعداً لا يوجد انكار للكورد وممارسة الصهر القومي عليهم في اجندتنا، نحن نتوجه الى تركيا جديدة، واثنى على حضور البارزاني هذه المراسيم وقال انه ابن الراحل والمناضل الكبير الملا مصطفى البارزاني.

وكان لظهور الفنانين الكورديين الكبيرين شفان برور وابراهيم تاتليسس الوقع الكبير على الحاضرين من الرسميين والاهليين وادمعت اعينهم بكلماتهم المعبرة عن السلام وغنائهم للسلام والمحبة.

نشاطات مرافقة لزيارة الرئيس :

شارك الرئيس بارزاني في سلسلة من المناسبات التي شهدتها محافظة ديار بكر بحضور رئيس وزراء تركيا، ومن ضمن تلك الفعاليات اقامة حفل زواج جماعي لشباب وشابات دياربكر اقترب عددهم من 300 عريس وعروسة، وشارك بالغناء فيها الفنانين شفان برور وابراهيم تاتليسس .

الاجتماع بين الرئيسين وبعض القرارات الهامة:

عقد الرئيسان مسعود بارزاني و ورجب طيب اجتماعاً ضم الوفد المرافق للرئيس وعدد من وزراء حكومة اردوغان في قاعة الاجتماعات فندق (كرين بارك) وحسب ما تسرب منها من معلومات انهم تناولوا الاوضاع الاقليمة وسير عملية السلام في تركيا واهمية أستتباب الامن في المنطقة بشكل عام، وتوطيد العلاقات القائمة بين الأقليم وتركيا وتطور العلاقات بين بغداد وانقرة واهميتها وتم الاتفاق بموجبها على عدد من المشاريع المشتركة بينها مسألة ضخ النفط والغاز وافتتاح معبرين جديدين بين تركيا والاقليم في غضون شهرين، من ثم توجها معاً لحضور مأدبة العشاء التي اعدت على شرف زيارته من قبل محافظ دياربكر، وفي ختام برنامجه مع السيد اردوغان قاما بإفتتاح مسجد كبير بأربعة مآذن يقع بالقرب من جامعة دجلة في مدينة آمد، وعقب ذلك اجرى سيادته مباحثات مع عدد من المؤسسة المدنية بشأن عملية السلام في الفندق الذي كان يقيم فيه.

لقاء فخامته مع السيد اوصمان بايدمر:

وكان ضمن برنامج زيارته الرسمية الى مدينة آمد، اللقاء مع اوصمان بايدمير رئيس بلدية دياربكر الكبير، حيث استقبل بكل حفاوة وتقدير الى جانب عدد كبير البرلمانيين الكورد ورؤساء البلديات، والذي لفت الانتباه اليه كثيراً اللباس الكوردي الفولكلوري للسيد اوصمان بايدمر وضع العلم الكوردي الى جانب العلم التركي، والحضور اللافت لوسائل الاعلام الكوردية والتركية حيث اكتظ باحة البلدية بالمصورين والصحفيين من مختلف وكالات الانباء بانتظار انتهاء مباحثات الجانبين.

وبعد انتهاء المباحثات اقيم مؤتمر صحفي للجانين حيث ادلى الجانبين بتصريحات هامة تهم وتدعم عملية السلام بين الكورد وقياداتهم وبين الشعبين الكوردي والتركي.

وباختصار قال فخامته انه ممتن من الحفاوة التي لاقاه من الاخوة هنا وشكر السيد اوصمان على ذلك وقال "نحن في زيارتنا لمدينة آمد نحمل رسالة الأخوة والسلام ولمساندة عملية السلام، واستمر قائلاً " بودنا القول أن شعب كوردستان هو شعب محب للسلام ونمد يد التآخي لأخوتنا العرب والفرس ونتقدم بخالص تقديرنا للسيد رئيس الوزراء أردوغان والرئيس أوجلان لمبادرتهما في عملية السلام التي نساندها بكل إمكانياتنا وكلنا أمل أن يتحلى شعب كوردستان بالصبر لان عملية السلام ليست سهلة وبحاجة الى وقت.

كما ثمن على اهمية الاتفاق الكوردي الكوردي، ومن ثم عبر ذلك الاتفاق يستطيعون اقامة افضل العلاقات مع جيرانهم الترك والعرب والفرس، وقال ما شهدته مدينة آمد امس يعتبر  بداية مرحلة تاريخية جديدة ويحدونا الأمل أن يستمر هذا التوجه فالسلام هو الطريق الوحيد للوصول الى  الهدف، وشكر الجميع على تعاونهم .

ثم تحدث السيد بايدمر ووصف زيارة الرئيس بالتاريخية وقال اهلاً بك سيادة الرئيس بين اهلك وبيتك في آمد، وقال ايضاً انهم يتمنون ان يصلوا خلال هذه الايام الى اتفاق بين الأطراف السياسية لاجل تعزيز العلاقات، وقال "بأن إتفاق الكورد ووحدتهم يبنى على أساس صداقة الكورد مع الشعوب المجاورة لهم من ترك وعرب وفرس ولا يشكل خطراً على أي شعب.

واستمر بالحديث قائلاً " أن هذه الزيارة ستصبح قاعدة وأساساً لأتفاق الكورد جميعاً، وقال في نهاية حديثه " اسمح لي سيادة الرئيس كفرد من شعب كوردستان اتقدم بخالص تقديري وأعتزازي للقائد الراحل مصطفى البارزاني ومظلوم دوغان وساكنة جانسيس وأرواح كل الشهداء على طريق السلام.

بعدها توجه الوفدان الى تناول الغذاء الذي اعده السيد اوصمان بايدمر على شرف فخامته بحضور العديد من الاحزاب والمؤسسات الثقافية والاهلية والمدنية الكوردية والقيت كلمات هناك اكدت على اهمية التعاون والوحدة وضوروة صونها لاجل اتمام مسيرة السلام والحرية، ثم غادر بمثل ما استقبل من حفاوة وتكريم، متوجهاً الى عاصمة اقليم كوردستان العراق هه ولير، بعد نجاح لزيارية تاريخية دامت يومين.

 وقع الحدث في الاعلام التركي والعالمي:

كان وقع صدى هذا الحدث كبيراً وحظيت على اهتمام كبرايات الصحف التركية، وتجاوز البعض الخطوط الحمر التي كانت محظورة حتى يوم امس، ومنها اللغة الكوردية وكلمة كوردستان التي تفوه بها الرئيس الوزراء التركي عند القاءه التحية والسلام على الرئيس البارزاني وقوله رئيس حكومة اقليم كوردستان العراق لاول مرة، فقد جاءت كالصاعقة لبعض القوى والاحزاب المعارضة الشوفينية التركية، وتفاجئت بها الاوساط التركية، وجعلتها في مانشتاتها الصحفية، ومنها صحيفة " آكشام" التركية الواسعة الانتشار كتبت بالفونط العريض " مكري آمد" اي لا تبكي آمد باللغة الكوردية وهي عنوان الاغنية التي عناها شفان برور وابراهيم تاتليسس في الاحتفال، كما وضعت جريدة " بوستا" تحيا الاخوة والحرية باللغة الكوردية، كما كان مانشيت جريدة " يني شفق" الفجر الجديد، تحيا كوردستان باللغة التركية، وكذلك راديكال وحرييت وغيرها قالت ان ما شهدته دياربكر هو بالفعل عيد للديمقراطية والحرية والسلام، هذا غيض من فيض ما تناقلته وكلات الانباء والصحف التركية، كما كان وقع زيارة فخامته الى آمد الصدى الواسع في وسائل الاعلام العالمية ايضاً ومنها جريدة " دي زايدونغ" الالمانية، قالت في مانشيتها، اكد البارزاني خلال زيارته لآمد ان الاكراد اقوياء، وكتبت جريدة "دي مانيفستو" الايطالية، حيث قالت ان البارزاني اصبح اساس السلام في المنطقة، وبحضوره تفوه اردوغان لاول مرة بكلمة كوردستان، وكذلك نيويورك تايمز وغيرها من كبريات الصحف في العالم تناولت بإيجابية رسالة البارزاني والهدف من زيارته الى دياربكر، كما لا بد من ذكر ان الكاتب والصحفي التركي المشهور جنكيز جاندار كتب مقالاً عن زيارة الرئيس في جريدة راديكال التركية عنونها " كاك مسعود اهلا بك في آمد"

وفيختام هذه الومضات البانورامية على زيارة فخامة الرئيس البارازني الى مدينة آمد التاريخية و بعد 21 عاماً من آخر زيارة للرئيس بارزاني لهذه المدينة العريقة في القدم، و37 عاماً من البعد والمنفى لشفان برور، و11 عاماً من اول زيارة لرئيس وزراء تركي لبلدية دياربكر، فقد فتحت الابواب على مصرعية امام افق جديدة ستتجلى في المستقبل بالنسبة للشأن الكوردي العام، والعلاقات الكوردية التركية، كما يأمل من هذه الزيارة إحياء عملية السلام التي تعثرت حاليا بين الحكومة التركية وحزب العمال الكردستاني، والتمسك بالحل السلمي كطريق وحيد نحو تحقيق السلام والامان.

 

 

المصدر : جريدة التآخي - العدد والتاريخ: 6717 ، 2013-11-19