Share |

جداولُ بلا جديلة ...شعر : حكيم نديم الداوودي

شاعر واعلامي وفنان تشكيلي
حكيم نديم الداوودي

 

1

بعكس الريح أجري

يُعاكسني ضبابُ مدى

وصِيتي المنطفيء ُ ضيفُ صيف ٍ

ينالُ قيلولته غصباً عن النُعاس

يُرخي خيوط َالقيظ فيتهدّل المعنى

يزوغُ، يتقيّحُ ، يفوحُ نتنُ متنِه

أنا عائدٌ الى وكري لأنالَ وطري

العصافيرُ تُرقّشُ حوضَ الغسيل بالضرر

 وأنت تتلو البسملة لطرد شياطينك

الطيوبُ مبذولة على قارعة الارادة

خُضْ معنا مهمهَ العتاب

 والغياب

 وعُبابَ

الصِّعاب

فمَنْ غيرك مُعيني

 في زمن الاشتباك؟

تمسكتُ بجديلة

غيمتك فرمتني الى التياه

فلا يعرفُ حدسي عرفاني

 ولا غدي ملحَ أمسي

فأبى عصفورٌ مُغادرتي

قال: أغسلك بجناحَيّ

 وأرشّ عليك بمنقاري ماءً

فأنت ناحلٌ ذابلٌ

لا تسطيعُ لمسَ أديمك

 فثقْ بمحبّتي لك، غبئذ ٍ

 أرخيتُ له عناني

 وأغمضتُ حواسي   

ثمّ... اختلط القريبُ

 والبعيدُ والمُهمّشُ

 والجارُ والغريب

 جاءوا يُسعفون

 عُزلتيلماء الساقية الهاوية

في هاوية ماضيَّ البعيد

 أغنيات لم أزل أتذكّرها ،

 يتلوها روعي حين تدلهم روحي

لبَينِك الموجع لغاتٌ

تتهدّل عليّ من الف سبيل..

 لكنّي أظلّ رديفك،

أستظلُّ برونق لباقتك ،

نتسابقُ في مماشي المعمورة ،

 نرتدي معطفَ الاقدام والجسارة..

كنْ معي، أكنْ عونَك  في السرّ والعلن..

 

2

 

يشربني قبل الفطور

يُلغي موعد الكسل

لكنّ عنادي يتجحفلُ فيّ،

يُدحرِجُني كرة َإصرار

 لا في صحن الدار

بل خللَ المُهج ،

ترشقني شفاهُ النميمة،

منسياًّ كماء النبع

أجري وقدمايَ تتعثران بغياب قسري..

 هربَ طلي وظلي،

تركاني وحدي

فيئاً آخرَ أتقلب بين الاقدام والاحجام.

لديّ حذاء تمزّقمَنْ يُصلحه ؟

  سأجري حافياً مثل مبتدأ السيل

 ثمّ أتموّجُ ،

 أخبّ ،

 أجرفُ الصخرَالوعَر،

 وحواشي الغربة ، والليلَ اذا عسعس.

أنا في معمعان الوقت ، مواقيتي ضائعةٌ،

وقامتي تُدنّسُ واجهة المشهد

رسائلُ الحبيبات تذرفها الريحُ ،

ولا تطولُها كفّاي.

ينظرني بائعُ الكتب                            

يستغربُ ، يتوهُ ميزانُ عقله

 ويُمسكُ  برُدني :

ويَلك، الا تزورني كباقي الأيام؟

لا.. تغيّرت، يستوي عندي،

الخبزُ والكتاب..لكني أوثر الأول                                                        

 هزّ رأسَه وعافني.                                          

تمرُّ نواظرُهن بين ضلوعي.                        

تتمشّى بين الحَيرة والدهشة 

لكنّي كائنٌ آبقٌ أوثرُ

 الهجران على الحضور.

 يسكُنُني رأسُ الخيط ولا يهجرني.                                       

الى أين سيأخذُني؟ وكلُّ / أينَ /

صقعٌ ممحوّ من الصحو..

 

3

 

 البلابلُ تُذيعُ نشيدَها الصبحي.                                   

قلةُ الماء الصيفية تنكسرُ.

 يُصابُ عطشي باليرقان والجفاف.                                                    

أيّة جبهة أُديرُ علمي وحُلمي.

اذاً، سأرنو الى الطّوس المُنير فوق رأسي.

أحاورُه ، ألجُ في أحلامه،

أتقرّى خشونة وجعه.

وربّتما اتدثّر بلحافه

ونستغرق في الغياب القسري.

غداً لي صبحُ آخر،

وتفصيلات حياةيضرسُها شغفُ عقلي..

 

4

 

بطلعتك الزئبقيةبنهر نهارك ،

يخترمُ ضلعيبأناملي

أتقرّى أنفاس أيائلي      

تجسُّ فجريَ الوسنانأتغشّني

 تُجعّد وتيرة َغيظي

 تُطفيءُ  وترَ لهاثي وتُرجعني ،

الى موئل المخمل

 وراء الوراء؟

وغبّ زوال الرعود،

تسيحُ الوعود..

 

 

 

 

 

 

شاعر واعلامي وفنان تشكيلي