بدون موارية لم تتخمن المعارضة السورية عامة أن توصل الأمور إلى هذا الحال،كان الجميع متحمس بل ويؤكد بأن النظام سيسقط خلال الأيام أو الشهور قليلة في أقصى التقدير.
لم تنتبه المعارضة بأن النظام قائم على المناورة والخداع ومستعد لكل شيء من أجل كرسيه بالتالي هو بنى جيشاً عقائدياً، وولاء المطلق هو لآل الاسد أيضاً الأطراف الكردية وخاصة الشبابية كانوا متحمسين وأمسكوا بخيوط الثورة في المناطق الكردية في البداية وتضامنوا مع المدن المنكوبة في المحافظات أخرى أما الطرف المتمثل بالمجلس الوطني الكُردي كان متأنياً ومنتظراً ما سيحول لها مجريات الأيام القادمة ضمن التصنيف "قيد الأنتظار"
ومجلس غرب كردستان استغل ضعف ديناميكية وحركة شريكه المجلس الكُردي من جهة وإلهاء المعارضة والنظام ببعضهم بعض من جهة أخرى ففرض سيطرته على معظم مناحي الحياة في غرب كردستان وشكل جناحاً عسكرياً وتقديم ي ب ك الشهداء في مواجهة التنظيمات الراديكالية أدى إلى كسب تأييد شعبي لهم.
بعد دخول الحرب في عامه الثالث اقتنع الطرفان بأن الحل السياسي هو أسلم وبضغط من أمريكا وروسيا توجه الوفدان إلى جنيف السويسرية لأجراء محادثات السلام المعارضة ذهبت إلى جنيف وفي جعبتها هدف أساسي هو تشكيل حكم الانتقالي ذات الصلاحيات واسعة وبدون أيا دور للأسد وزمرته الملطخة أياديهم بالدماءوبنفس الوقت النظام عنده هدف أساسي هو أن يضع ملف مكافحة الارهاب من سلم أولوياته ولهذا فشلت الجولة الأولى من المفاوضات بين الطرفين .
النظام حارب الجيش الحر وبعدها التنظيمات الراديكالية طوال ثلاث سنوات من أجل بقاء على سدة الحكم لا من أجل تسليم الحكم والسلطة للمعارضة في جنيف 2 أو حتى جنيف 5 وعلى المعارضة ألا تتوقع أيا تنازل من النظام،لأن ما لم تستطيعوا أخذه بالقوة لن يعطيكم إياه النظام في جنيف على طبق من الراحة.
في نهاية المطاف لو اتفقت المعارضة والنظام على صيغة ما بضغط من امريكا وروسيا ،فإن النظام لن يوفي بوعوده لأنه بارع في المراوغة والمناورة،وسيجعل من تنفيذ الاتفاق كالبحر بلا نهاية ،تماماً مثل اتفاقية اوسلو بين الفلسطينيين والإسرائيليين ،اتفاق اوسلو عمره عقود ولم ينفذ حتى الآن ،والسياسة السورية لا تقل براعة ونفاقاً عن سياسة الإسرائيلية .
كردياً،تم دعوة طرف المجلس الكُردي منفرداً بدون شريكه غرب كُردستان ،بالإضافة القضية الكُردية لن تتم مناقشتها في جنيف 2 ودور الوفد الكردي خلال الجولة الأولى من المفاوضات كان أشبه بـ "الكومبارس" وأحياناً تحولوا أو مثلوا دور "الوسيط" بين الوفدين المعارضة والنظام ،هذا ما يفهم من تصريح الأخير لرئيس الوفد الكُردي في جنيف 2 .
طالما الجميع يعتبر هذا المحفل الدولي مهم في تثبيت الحقوق وإرساء السلام في سورية ،فإذا ما حقق مؤتمر جنيف 2 اتفاقاُ معترفاً من قبل دول العالم ربما سيكون جيداً للأئتلاف والنظام وأما الكُرد سيكون هذه الاتفاقية بمثابة لوزان أخرى
والكُورد يعلمون ما هي اتفاقية لوزان ولا تحتاج إلى الشرح .