هوزان أمين: في 15 آذار 2011 قام الشعب السوري بجميع مكوناته بالثورة، مطالبة بالحرية والكرامة التي أفتقدها السوريين على مدى خمسة عقود من الزمن، ورفع حينها رايات وشعارات تنادي بالتغيير السلمي للنظام عبر المظاهرات والمسيرات السلمية ولكن رد عليهم النظام بكل وحشية،
وقد كانت الثورة في سوريا استثناءً عن كل الثورات التي انطلقت في المنطقة حيث أكد النظام على انه عازم على البقاء وعدم الاكتراث لمطالب المتظاهرين، وقد كلفت الثورة السورية دماء غزيرة راح ضحيتها عشرات الالوف من الضحايا والملايين من المهجرين واللاجئين ناهيك عن الدمار الذي لحق بالمدن والمحافظات و المباني والطرق كمحاولة يائسة من النظام لسحق وضرب بنية المجتمع السوري والحد من تطور الثورة .
ان هذه الاوضاع وما آلت اليه في سوريا بعد الثورة الشعبية التي انطلقت من اكثر من عامين، خلقت فرصة لتأسيس التنسيقيات والجمعيات والمؤسسات التي تعنى بحقوق الانسان لاجل توثيق الانتهاكات التي يتعرض لها الشعب السوري وكذلك لاجل تقديم المعونات والمساعدات للمتضررين بالاضافة الى اسعاف الجرحى وتضميد جراحهم، وتنظيم المساعدات والهبات التي يتبرع بها الجمعيات الانسانية في العالم وتسخيرها في خدمة الشعب السوري .
ومن اجل نيل الكورد حقوقهم في ظل هذه الثورة والاستفادة من هذه الفرصة التاريخية المتاحة، شارك الشعب الكوردي في هذه الثورة وتأسست العديد من المنظمات والهيئات التي تعنى بجميع النواحي الحياتية والاجتماعية والانسانية ومثال على ذلك الهيئة العامة الكوردية لدعم الثورة السورية، حيث التقينا بممثلها الدكتور محمد محمود وتحدث لنا عن اهمية واهداف الهيئة وما نوعية الخدمات التي يقدمونها للشعب الكوردي في سوريا .
حيث قال لنا انه تأسست الهيئة منذ ما يقارب العامين، وقد هدفت الهيئة في منهاجها على تقديم الدعم للمتضررين من بطش النظام السوري وقال ايضاً انه يتركز عملهم على الدعم الاغاثي من خلال تقديم المواد الغذائية والادوية و المستلزمات الطبية، بالاضافة الى اقامة دورات تاهيلية للمدنيين حول كيفية انتشال الجثث من تحت الانقاض وتجهيز مساكن للفارين الى المناطق الكوردية وقد منحت الاولوية الى المحتاجين بصورة اكثر من غيرهم بغض النظر عن انتمائهم السياسي او العرقي او الطائفي.
عن مناطق عملهم وتمركزهم قال " يتوزع عملنا في العديد من المناطق ولدينا لجان في كل المدن ومنها محافظة الحسكة و كوباني وعفرين والعاصمة دمشق.
وعن آلية عملهم وكيفية حصولهم على المواد والمستلزمات الطبية والغذائية وكيفية توزيعها تحدث ممثل الهيئة قائلاً " لقد فتحنا قنوات اتصال كثيرة مع المنظمات الدولية والانسانية وحتى مع منظمة اطباء بلا حدود ولكن كانت اجوبة الاغلبية بان المناطق الكوردية لم تتعرض للاذى لحد، وقد حصلنا على وعود بالدعم والمساعدة بالرغم من ان سوريا بشكل عام ومنطقة الجزيرة بشكل خاص تعاني من نقص في الخبز والمازوت والبنزين والكهرباء والغاز والادوية الضرورية جداً للأمراض المزمنة ورغم ذلك استوعبنا أكثر من 200 ألف نازح من المناطق الساخنة وقمنا بواجبنا اتجاههم.
وعن المناطق المنكوبة والمتضررة نتيجة القصف ومثال على ذلك مدينة رأس العين قال " لم نحصر انفسنا في المناطق الكوردية فحسب بل قدمنا الادوية إلى ابناء جبل الاكراد وجبل الزاوية وحمص، لاننا معنيين بالشعب السوري بشكل عام بغض النظر عن قوميته ودينه وإنما نتعامل مع الانسان كإنسان بعيداً عن السياسة والادلجة، وكذلك قدمنا المواد الغذائية والادوية للنازحين إلى محافظة الحسكة وللنازحين من مدينة سري كانية ( رأس العين ) الى مناطق حدودية في شمال كوردستان مثل قزلتبة ونصيبين واورفة .
وعن مدى امكانياتهم قال ان امكانياتنا ضعيفة للاسف لاننا نعتمد على ذواتنا ورغم ذلك قمنا بتخريج دفعتين من الشباب والشابات المتدربين على الاسعافات الاولية ومازالت الدورات مستمرة ونقوم بها بشكل مكثف في اغلب المدن استعداداً لأي طارئ وقال أيضاً ان لدينا دورات لتعليم الشباب على الاطفاء وكيفية انشتال الجثث من تحت الانقاض واسعاف الجرحى .
واضاف قائلاً " بالرغم من ضعف الامكانيات لكننا استطعنا ان نؤسس عدة مشافي ميدانية في اغلب المناطق وكذلك قمنا بتقديم دورات تعليمية اسعافية لمجموعة من الشباب و الشابات لكي يكونوا على اهبة الاستعداد في حال حصول أي طارئ ، كما انه توجد عدة لجان لنا متمركزة من منطقة ديريك الى رميلان فالقحطانية و قامشلو وكذلك في مناطق عديدة اخرى .
وعن مهام اللجان والمتدربين المتطوعين قال " لقد قامت تلك اللجان بتقديم السكن والالبسة والادوية و الاغذية للنازحين حسب ما توفر لنا من امكانياتنا الذاتية معتدمين ايضا على المعونات المقدمة من اهالي المنطقة ، كما يوجد عدة لجان لنا في الخارج بغية التواصل مع المنظمات الدولية الاغاثية منها و الحقوقية حيث يوجد لنا مكتب في المانيا و بلجيكا و سويسرا و السويد والخليج و كذلك في اقليم كوردستان
وفي الختام تمنى الدكتور محمد محمود أن لا يبخل أحد بتقديم ما يمكن سواء كانت مساعدات نقدية او عينية و كل حسب طاقته، ولن نتوانى عن المساعدة وتقديم المعونات طالما الثورة مستمرة ونحن مؤمنين بانتصار الحق على الباطل وبانتصار الثورة السورية ومن خلالها سينال الشعب الكوردي ايضاً حقوقه المشروعة .
المصدر : جريدة التآخي