Share |

حوار مع الناشطة السياسية والحقوقية ليلى سعدي… أمين عثمان

الناشطة السياسية والحقوقية ليلى سعدي
الناشطة السياسية والحقوقية ليلى سعدي

أربعة أشهر من التدريب المتواصل لمشروع المرأة الى اعلان جمعية أسو لمناهضة العنف ضد المرأة

توصلت الى اتفاق مشترك مع منظمة ريستارت العالمية حول مشروع تدريب متطوعين

في مجال حقوق الانسان وتأهيل المرأة

دراسة مشتركة لرصد حالة المرأة السورية االنازحة في المخيمات اللبنانية

ليلى سعدي ناشطة سياسية وحقوقية  ومدرسة لغة فرنسية منتسبة الى صفوف الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا--منظمة المراة في الحسكة للحزب التقدمي-- المسؤولة عن لجنة العلاقات الخارجية في جمعية آسو لمناهضة العنف ضد المرأة --مناصرة لقضايا المرأة في سبيل يقظة الشعوب وتنويرها من الأزمات الوراثية الخانقة

 

1-    ماهي نشاطاتك في الحزب التقدمي وجمعية آسو..؟

 

 حقيقة لا استطيع الا ان افتخر بها فانضمامي الى صفوف الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي شكل لي فارقا كبيرا في حياتي لانه كان بمثابة ميلاد جديد وكان لي السند دائما في جميع القضايا التي أؤمن بها ولا سيما تحرر المرأة الأمر الذي شجعني على التواصل مع مختلف مكونات المجتمع من احزاب سياسية واتحادات نسائية وتجمعات المجتمع المدني في الحسكة وكان لي الشرف أن أمثل المنظمة في مختلف الفعاليات كان آحرها مبادرة المرأة السوريةفي القامشلي لأبرهن أن المرأة قادرة على ان ان تلعب دورا هاما في اتخاذ القرارلا بل في صنعه ايضا من ناحية اخرى فانني عندما طرحت فكرة مشروع جمعية خاصة للمرأة في الحسكة أردت حينها ان أوصل رسالة بأن المراة الكردية تشكل الىن دعامة اجتماعية متينة للوصول الى مجتمع حر ومتساو ةوقد تم الاعلان مؤخرا عن جمعية آسو بعد ما يقارب 4 من الشهور المتواصلة من التدريبات الى جانب مجموعة مميزة من الشابات والشبان المؤمنين بقضية رفع التمييز عن المرأة وكنت مصرة من البداية وحتى الان الى دخول الساحات المحظورة المترافقة بالتسلط والطابع الذكوري حيث من الصعب هناك تداول قضايا المرأة ابتداء من تجريدها لابسط حقوقها الانسانية ووأد شخصيتها وصولا الى قضايا الشرف والاغتصاب

3- دور المرأة في الثورة السورية : ليس خافيا ع أحد دور المرأة السورية في الثورة منذ بدايتها وصولا للثورة المسلحة ولكنني هنا اتاسف لعدم تسليط الضوء اللازم لمشاركتها في الثورة وخاصة من قبل وسائل الاعلام ..فالمرأة كانت الداعم الرئيسي للحراك السلمي وقد تعرضت للاعتقال والتعذيب وحتى المساس بالعرض لرفضها المطلق البقاء تحت السلطة الاستبدادية وكان حراكها الثوري مشرفا على جميع الأصعدة لانها تحدت جميع الخلفيات الثقافية والمجتمعية والدينية وهنا لابد لي من الاشارة لدور المراة الكردية ومشاركتها الفعالة واسهامها ونضالها في جميع المجالات وحتى العسكرية منها وبالرغم من ان البعض يشيرون لعدم مشاركتها بالمستوى المطلوب ولكن بمجرد دخولها في تحديات فرضت عليها على مدار اربعة عقود واكثر من هيمنة واستبداد وتسلط وتهميش لها لذا علينا الاقرار بانها لعبت وما تزال دورا مهما في الحراك الثوري

 

2-ظهرت مؤسسات كثيرة للمرأة في سورية  أثناء الثورة لكنها تابعة للرجل ....؟

نعم أوافقك الرأي تماما وهذه المؤسسات ازداد ظهورها في ظل الثورة حيث لا مجال لذكرها هنا ..شخصيا اسميها ظاهرة مؤقتة وستزول بانتهاءالثورة وبلوعنا ما ننشده ..لاننا اليوم نتوجه نحو عملية ديمقراطية لا بد منها في المجتمع الشرق الأوسطي وليس لها مثيل في أي مرحلة من مراحل التاريخ وهذه العملية لن يكتمل تركيبها الا بوجود قوي للمرأة لا أن تكون أسيرة وتابعة لأجندات ذكورية تعيدنا للوراء لسياسات استبدادية مورست على مدى طويل ..وهنا لا بد لي ان اتلمس بعض القيم التي حلمنا بها وزاد اصرارنا عليها مع بدايات الثورة ..لا اتحدث عن تصورات مثالية بل عن تطلعاتي لعقد اجتماعي جديد يكون للمرأة كما للرجل وتكون صانعة للقرار وليس تابعة وفقا للمواثيق والعهود الدولية

 

3-مدى تأهيل المرأة وجاهزيتها وكفاءتها ...؟

لن اخفيك هنا واقول ان المراة أصبحت جاهزة بشكل كامل لاستلام الدور المستحق لها والا لما كنا نسعى الان لكي نتوصل لهذه الغاية ..
النظام البعثي لم يعطي للمراة أي دور ولكي أكون موضوعية اكثر فان تواجدها على الساحة السياسية كان نسبيا وخجولا ..على سبيل المثال دورها كان مقتصرا بالمشاركة في مجلس الشعب على قبول كل ما يطرح فقط دون ابداء الرأي وهذا يدل على ان تواجدها كان مجرد قرار سياسي لا اكثر..ولكن حتى هذا لا ينفي وجود خبرات مدخرة للحصول على مجتمع مستنير ..التاريخ فرض الهيمنة الذكورية وهذا ما دفع بالمراة لتكون ثورة بحد ذاتها....
اما على الساحة الكردية فان الامرمختلف حيث ان المراة لعبت دورا هاما في التوازن المجتمعي سعيا لتشكيل حضارة جديدة حيث ظهرت قياديات بارزات ابتداء بروشن بدرخان الى ليلى زانا الرائعة ..نحن الآن نشاهد انها دخلت المراتب القيادية الذي لم يكن له نظير تاريخي سابق.. كتمثيلها القيادي في الهيئة الكردية العليا ..انا كلي ثقة وامل ان نسبة جهوزيتها وان لم تكن كاملة فإن معاناتها المحلية من عبث السياسات الموروثة سيدفع بها الى تحقيق المزيد

 

6-ماهي لقاءاتك ونشاطات في بيروت ..؟

سعيا مني لاثبات دور المرأة الكردية وايمانا بانها اصبحت قوة لا يمكن اهمالها تواصلت هنا مع عدد من الفعاليات والمراكز التي لها شأن هام في قضايا المراة ..اذكر هنا مركز ريستارت لتاهيل ضحايا العنف والتعذيب وقد توصلت الى اتفاق مشترك حول مشروع لتدريب متطوعين في مجال حقوق الانسان للعمل على مساعدة وتاهيل المجتمع السوري في مرحلة ما بعذ النظام وحاليا يتم التجهيز لهذا العمل ..هذا بالاضافة الى لقائي بالدكتور مسعود يونس صاحب مجلة المسار للدراسات والنشر حيث تم الاتفاق على القيام بدراسة مشتركة لرصد حالة المرأة السورية النازحة في المخيمات اللبنانية والواقع الذي تعيش فيه آملة ان استطيع المساعدة ولو بجزء بسيط لما تعانيه المراة

 

7-كلمة للمراة السورية والكردية بشكل خاص..؟

 

من هنا ..بداية توجهي سيكون لأمهات الشهداء السوريات ولكل امرأة سورية تعرضت للاعتقال والتعذيب والعنف والإعتداء ..انحني أمامهن تقديرا واقبل راحاتهن وجفونهن الدامعة .. واتوجه للمرأة الكردية واقول لها ان حالة الشقاء وانعدام الامل والتهميش والإقصاء المتعمد يجب ان يكون لك حافزا للنضال وتحقيق الذات لاثبات الدور الفعال والريادي .. وادعو كل امرأة الى التخلص من الثقافة التي ترسخت من منطلق وصايا الحاكم الذي اعتبر نفسه إلها وان نكون يدا بيد لإقامة مجتمع ديمقراطي للتوجه نحو إزالة آخر بقايا التفاوت الإجتماعي واللامساواة حتى تتاح للمرأة المشاركة في خلق مؤسسات حرة وبالتالي تعزيز الديمقراطية لتحقيق تقدم اجتماعي متحرر من كافة انواع العبودية والتبعية وان تكون مشاركة في صنع القرار لاني كلي ثقة أن صولجان الحرية كان ولا زال بيد المرأة...