لا يختلف أي انسان واعي ان الثقافة هي معيار لتحضر أي شعب في اقليم أو دولة وهي أساس لكل المجالات في المجتمعات سواء في المجال الديمقراطي والاقتصادي والاجتماعي وتزيد من التماسك المجتمعي وتثري التلاحم والتعاضد
بين مختلف الشرائح وتعزز التسامح وبالتالي ينعكس ذلك ايجابا في التنظيم وتهيء الأجيال للشعور بالتضامن والتكامل وبالوحدة والعمل ضمن هذا الاطار والمضمون لتقدم المجتمع وقدرته على ازالة أي لبس وتفادي اي أغلاط ممكنة عند اصابة المجتمع بأي تشرذم أو ولادة حالة فوضى غير محمودة نتائجها كما هو الحال الآن. فيفقد المجتمع فيه قوته وهيبته في الوسط الاقليمي او الدولي وينعكس سلبا على مستقبل منطقته او هويته وانتمائه وبالتالي يفقد وظيفته الأساسية في البناء
ولاشك أن الثقافة هي تعني ما تعنيه القدرة على تقبل الآراء وسماع الآخر في مختلف القضايا دون مواربة أو حجج واهية والتي تشكل البيئة المناسبة والطبيعية للارتقاء بالفكر المجتمعي.
ومن هنا يحق لنا أن نتساءل !!؟؟
هل استطاعت النخب الثقافية في روج آفاي كردستان ان توصل المجتمع الى هذه الحقائق؟
وهل استطاعت أن تُفهم المجتمع أن الثقافة هي الرباط القوي الذي ينمي قدرات المجتمع ؟
وهل استطاعت هذه النخب المتواجدة الآن والتي احتلت أو ارتقت وتصدرت المشهد الثقافي أن تستقطب ما تبقى من الجيل الى وسطه وفعاليته او الى حقل الثقافة الموعودة وتبيانها لهم بأنها حامل المشروع الثقافي ورافع لواء الخلاص والحرية وبأنها الأساس في البناء، أيُّ بناءٍ كان؟
ويقنعهم بان أي بناء فيه هو بناء الهوية وابرازها والحفاظ عليها مما هو متربص بها من الثقافات الاخرى التي تريد محوَها واندثَارها.
ان الناظر والمتابع لهذا المشهد ومن المفترض ان يكون مشهدا ثقافيا سيصاب بخيبة كبيرة وهزيمة نفسية
ما سيراه المتابع هي سلسلة ضياع المتبقي من المفاهيم والقيم التي كنا قد حفظناها في ذاكرتنا من الاوائل وفقدنا بريق المراكز الثقافية المفترضة في انها تقدم الثقافة
لقد أوجدت هذه النخبة متاهة للمتابع وضياعا للجيل في ظل السطحيات التي يقدمونها على انها ثقافة دون تأسيس أو خطط أو دراسات راقية يمكن أن ينتقل او يعبر المجتمع من خلالها الى عصر جديد من القيم الانسانية وتمهيدا و مدخلا الى الابداع وبناء حركة يمكن لها أن ترتقي بالمجتمع الى التمسك الانتماء بالأرض ومحاكاة الاجيال دون التشويش عليه أو وضعه في طريق المتاهة وتركه للضياع…
ان المتتبع للمشهد الثقافي في روج آفايي كردستان سينكر على القائمين على هذا المشهد ما يفعلونه من شرذمة للواقع الثقافي وتحويله الى شللية وحالة من الايديولوجيا الفارغة وشحنها بمضامين لا تثري ولا تحفز على التطوير أو انتاج جيل واع ومسؤول عما سيؤول اليه المستقبل من مصاعب وتحديات يمكن التصدي لها.
كما سينكر عليه تكتله وتكبره وتعاليه والذي أدى ويؤدي الى عزوف اغلب الطاقات على المتابعة بل والابتعاد عنه والامتعاض ما ولَّد حالة من اليأس لديه.
كما سينكر عليه تقديمه لبعض الشخصيات الفارغة وتزيينه بالأوسمة والدروع والمكافآت دون اي وازع أخلاقي لكسبه وتصفيقه له في المناسبات.
كما سينكر عليه تقديمه لنتاج مطبوع غير ذي اهمية بل صفحات صفراء لاقيمة في مضمونها ولا مشروع حداثة في أغلبها لا تغني ولا تسمن..
رأفة بنا..
★الفنان حكمت إبراهيم فنان تشكيلي ومهتم بالشأن الثقافي العام وله العديد من المقالات بهذا الخصوص.
rojava.net