هوزان أمين -دهوك
تحت رعاية الدكتور فاضل عمر رئيس مجلس محافظة دهوك، احتضنت مدينة دهوك المهرجان الوطني الأول للشعر الشعبي العراقي في اقليم كوردستان، وذلك بمشاركة أكثر من 45 شاعراً وكاتباً واعلامياً من مختلف المحافظات العراقية.
ومن الجدير بالذكر ان اتحاد الأدباء الكورد في دهوك قد قامت باستضافة فعاليات هذا المهرجان، والتي وفرت كل السبل لاجل انجاحه، حيث افتتحت فعاليات المهرجان في قاعة الاتحاد صباح يوم الثلاثاء الواقع في 27-3 -2012
بتغطية اعلامية كبيرة واهتمام بالغ وبحضور مسؤولي الفرع الاول و الرابع عشر للحزب الديمقراطي الكوردستاني والعديد من الشخصيات والمؤسسات الاهلية والحكومية .
وبعد الوقوف دقيقة صمت على ارواح الشهداء الابرار القى راعي المهرجان الدكتور فاضل عمر كلمة مقتضبة اشار فيها الى اهمية هذا المهرجان والتي اصبحت دهوك واضع حجر اساسها كونها الاول على صعيد العرق عموماً ، العراق الجديد ، عراق الشراكة والديمقراطية، وقال ان هذه ثمرة النضال ودماء الشهداء ويجب تقييمها عالياً للحفاظ على هذه الحرية .
ثم عرج على مسألة القصيدة ووصفها كاللحن الخارج من الناي، كالنسيم والعطر الفائح من الورد والنور حيث يتدفق المشاعر من القلوب ، والشعر الشعبي قريب من الناس وملك لهم .
وفي ختام حديثه قال " آمل ان تدخل القصائد الخارجة من افواهكم الى قلوب المستمعين وان تغدوا قصائدكم جسراً زاهياً بين اهل هذا الوطن "
ثم تحدث الكاتب حسن سليفاني رئيس اتحاد الادباء الكورد في دهوك، كلمة جميلة وشاعرية عبر فيه عن حبه وسروره بهذا المهرجان الذي يعقد في دهوك ورحب بالضيوف الكرام حيث قال :
" نرحب بكم ونفرش لكم زهور نوروز كوردستان عربون وفاء ومحبة من الشعب الكوردستاني لكل اخوتنا في العراق الجديد ، العراق الذي نريده ديموقراطيا ، حرا ، فدراليا , تعدديا ، عراق الدستور والقانون "
واستمر بالحديث " سنعمل بكل جد من اجل انجاح مهرجانكم الوطني الاول في اقليم كوردستان ، اذ تتعايش الثقافات والاديان المختلفة بكل حرية واحترام . وقلوبنا وبيوتنا مفتوحة لكم "
ومن ثم بدأت جلسات القراءات الشعرية وافتتحها الشاعر العراقي الكبير فاضل الصعيدي من مدينة الاهوار ( الناصرية) بقصيدة "عندي رغبة"
ثم تلاه الشاعر الكوردي الكبير الدكتور بدرخان السندي بقصيدة " ليلى قاسم" ( الفتاة الكوردية التي اعدمت عام 1974 لاسباب سياسية في بغداد )
ثم تلاه الشاعر عبدالرضى الزاملي ( محافظة واسط) ، والشاعر الشاب هيثم الزبيدي مندوب بغداد الى المهرجان ، محمد فليح ( ميسان) وريدار صابر ( اربيل )، والشاعر الشاب محمد رحمه ( كربلاء) ، فدعم حيالي( الموصل )، عماد المطاريحي( الديوانية).
وعلى هامش المهرجان قامت جريدة التآخي بأخذ بعض الاراء من قبل المشاركين وتمحور السؤال حول مدى تأثير هذه المهرجانات على تقوية العلاقات الثقافية والادبية في العراق الجديد .
و تصدر الشاعر عباس رضى الموسوي رئيس الاتحاد العام للشعراء الشعبيين في العراق بابداء رأيه حيث قال " في الحقيقة حققنا اليوم انجاز كبير جداً ، والفضل يعود طبعاً الى الاخوان هنا في دهوك اولاً، والثاني يعود الى اعضاء المكتب التنفيذي للشعراء الشعبيين، ووضعنا اليوم قاعدة رصينة لسلسة انشطة متبادلة مشتركة بين المثقفين سواء بين اخواننا في اقليم كوردستان وبين اخواننا في جنوب ووسط العراق ، هذه الانشطة تدعوا للتآخي والسلام والمودة والمحبة والتسامح، وكذلك الى للاعنف وكل شيء يسهم في بناء العراق الديمقراطي الفيدرالي، وحقيقة كما لاحظتم انتم ايضاً، تعانق القصب من جنوب العراق مع قمم الجبال في دهوك، هذا الشيء مبهج جداً "
عماد السدراوي من محافظة ديالى قال "انه شعور جميل جداً ان نلتقي هنا، ونشكر اهلنا في دهوك ، هذا المهرجان الذي حضره الشعراء الشعبيين من جميع محافظات العراق، كما اشكر اتحاد الادباء الكورد في دهوك على هذه الضيافة الكريمة، وهذا شعور رائع يدل على الوحدة واللحمة الوطنية "
كما ابدى الشاعر محمد فليح العقابي رأيه بالقول " انا سعيد جداً بحضوري هذا المهرجان في دهوك ، كوردستان يحتضن اليوم الشعر الشعبي العراقي، وهذه سابقة في مهرجانات العراق، لقد قدمت من محافظة ميسان جنوب العراق، وهذا فخر لي وكان المهرجان رائعاً، بحضوره وتنظيمه، وبهذه المناسبة اشكر حكومة كوردستان على التحضير الجيد لهذا المهرجان، ونتمنى ان تكون كوردستان متألقة دوماً، ونتمنى ان نكون دوماً يد واحدة ، وانا ممتن جداً على الحفاوة والضيافة ، شكراً لدهوك ، شكراً لاقليم كوردستان ، شكراً للعراق، واتمنى الموفقية والسعادة لكل الاخوان الكورد "
ثم تحدثت ليلى ريكاني عضو مجلس محافظة الموصل قائلتاً " حضرنا اليوم المهرجان الشعري الاول الذي يقام في محافظة دهوك ، وفي الحقيقة كان المهرجان ضربة لكل الاقاويل التي تصدر من بعض السياسيين الذين يريدون ضرب وحدة صف الشعب العراقي، نجد اليوم شعراء قدموا من البصرة الى زاخو، اثبتوا ان وحدة الكورد والعرب لن تمزقها اقاويل بعض السياسيين الحاقدين، ونتمنى ان لا يكون هذا المهرجان الاول والاخير، ونناشد الادباء الشعراء في الموصل بأن ينظموا مثل هذه المهرجانات وسيلاقي الدعم من حكومة اقليم كوردستان "
استمر المهرجان ليومين وقرأت العديد من القصائد والشعرية الشعبية الجميلة في عدة جلسات ،ووزعت الشهادات التقديرية على المنظمين والمشاركين، كما شهد المهرجان حفلاً موسيقياً وغنائياً ساهم في احيائه فنانون كورد وعرب وآشوريون، في قاعة نادي الاتحاد الثقافي .
وجاء هذا المهرجان الشعري الاول ليساهم في دعم مساعي توطيد العلاقات الثقافية بين الشعراء الشعبيين في عموم العراق ،وكذلك جاءت فرصة للمشاركين بالاطلاع ومشاهدة مدى التقدم الحاصل في اقليم كوردستان وعلى فعالياتها الثقافية.
جريدة التآخي -العدد والتاريخ: 6292 ، 2012-04-