بعد صراع مع المرض توقف قلب الشاعر الكوردي المعروف محمد علي حسو عن النبض صباح يوم السبت 4 آذار في مدینة القامشلي بغرب كوردستان بعد ان بلغ من العمر 86 عاماً قضاها في الحرمان والعذاب ودفع بعض من سنين عمره في سجون النظام البعثي في سوريا كضريبة لمواقفه الوطنية والقومية وآرائه وتطلعاته في العيش بكرامة وحرية كونه كرس حیاته من أجل وطنه وخدمة الثقافة الكوردية.
بهذه المناسبة الحزينة نقدم نبذة مختصرة عن حياة الشاعر الراحل
ولد الشاعر محمد علي حسو عام 1930 في قرية موزان التابعة لناحية عامودا في غرب كوردستان، عاش حياة فقيرة في رعي الغنم وتزوج في سن مبكرة لانه كان الابن الوحيد في العائلة، وتحت تأثير الشعراء الكورد الكلاسيكيين بدأ بكتابة الشعر في الثلاثين من عمره وألقى أولى قصائده الشعرية في مقهى هافانا بدمشق على بعض المثقفين الكورد المعروفين آنذاك أمثال أوصمان صبري، جكر خوين، الدكتور نورالدين ظاظا، جيار موكرياني شاعر جمهورية مهاباد وجمال نبز رئيس الحزب الشيوعي الإيراني ونال استحسانهم ومنذ ذلك الوقت دخل ميدان الشعر الكوردي وألف العديد من القصائد التي اشتهرت في عموم كوردستان حيث كان يتغنى بكوردستان وبطبيعتها الحلوة ويكافح اعداء الكورد بالكلمة وينبذ ممارساتهم وظلمهم على الشعب الكوردي بإسلوب شعري شفاف وواضح كانت قريبة الى لغة الشعب ويسرد افكاره بطريقة سلسلة قريبة من الاناشيد الثورية التي تفضح اعداء الكورد وتمجد النضال الوطني ضدهم.
ألف الراحل المئات من القصائد الشعرية وقد صدرت له اربعة دووان شعرية 1- 1988 - Nalîn نالین ( اسم الديوان مأخوذ من اسم ابنته التي اسشتهدت ضمن الحركة التحررية الكوردية في شمال كوردستان ) 2- 2002 - Derdê ezîtiyê دردي أزیتیي 3- 2004 - Zîlan زیلان 4- 2012 - Berxwedan برخودان (المقاومة).
كما ترك ورائه العديد من القصائد ومخطوطات غنية ومجموعة شعرية قيد الطبع قصائده وكتب المئات من القصائد التي اشتهرت واصبحت على كل لسان بعد ان تم تلحينها وغناها كبار الفنانين الكورد امثال الفنان الراحل آرام دكران و خليل غمكين و بنكين وغيرهم، ونظراً لعطائه وابداعه في الشعر نال جائزة جكرخوين للابداع الشعري في مهرجان الشعر الكوردي الذي ينظمه رابطة الكتاب والصحفیین الكورد عام 2008.
ذكر اسمه في العديد من الكتب التي تتناول تاريخ الحركة الكوردية في سوريا كونه كان السباق دوماً في العمل الوطني والمراحل النضالية الاولى في تأسيس الحركة الوطنية الكوردية ( البارتي) عام 1957 و تعرض الراحل للاعتقال وزج في السجن على يد السلطات السورية في الكثير من مراحل حياته منذ مطلع شبابه حينما كان يناضل ضمن صفوف الحركة الكوردية والشیوعیین، حتى سنوات الكهولة حيث نجى باعجوبة من سجن الحسكة المركزي عندما تعرض للحرق عام 1993حيث كان معتقلاً سياسياً الى جانب المئات من امثاله في السجن.
توفي محمد علي حسو بعد عمر طويل قضاها في العطاء وتكحل عيونه برؤية علم كوردستان يرفرف على ذرى جبال كوردستان وكله امل في استمرار المسيرة حتى تحرير الوطن ووريَ جثمانه الثرى في مقبرة الهليلية بمشاركة وحضور عدد من الكتاب والمثقفين والشخصيات الوطنية في مدينة القامشلي والقيت الكلمات التي رثت الراحل وعددت مناقبه ومسيرته النضالية.
هوزان أمين-التآخي