على موقعه الرّسمي، كتب التشكيلي السوري عمر حمدي، المعروف بـ "مالفا" نصّاً، جاء فيه: "لم أملك سوى المنفى في لوحتي، لغةً أو وطناً يرسم مكان موتي". وفعلاً، رحل "مالفا" (1952 – 2015) مساء أمس، السبت، في فيينّا التي يُقيم فيها منذ 37 عاماً.
تجربةٌ بدأت منذ طفولة الفنان المولود لعائلة كردية في محافظة الحسكة، عندما حلم بإقامة معرض في دمشق، التي ذهب إليها شابّاً لهذا الهدف، وعُرضت أعماله حينها لمدّة أسبوع في إحدى الصالات بلا زوار تقريباً. بعدها حزم الشابّ لوحاته، وأحرقها في مكانٍ ما.
مسار قاس لفنان؛ نشأ في بيتٍ طيني فقير، لأبٍ صارمٍ يرفض فكرة أن يكون ابنه فنّاناً، حتى غادر إلى فيينا عام 1978.
في أعمال قديمة لـ"مالفا" نجد الطبيعة وجمالياتها، وفي أخرى أعمال رمادية وكئيبة، وبعضها تطل منه وجوهٌ هرِمة ومُنهكة. أما في السنوات الأخيرة، فقد تسللت المأساة السورية إلى لوحته عبر وجوه مفجوعة يغلب عليها اللون الرمادي.
العربي الجديد