توفي الفنان الكردي الكبير، سعيديوسف، ليوم الأربعاء26شباط 2020، في أحد مستشفيات إسطنبول عن عمر ناهز 73 عاماً بعد مسيرة حافلة بالعطاء الفني دامت أكثر من نصف قرن.
ويمثل رحيله، لحظة فارقة لمسيرة فنان ملأ بصوته وألحانه وأغانيه قلوب الناس، صغيرهم قبل كبيرهم، حتى بات رمزاً لا يختلف عليه شخصان.
بدأت رحلة الفنان الراحل في ستينيات القرن الماضي، ولم يستغرق طويلاً حتى تجاوز الفضاء المحلي لينتقل إلى العالمية كسفير للأغنية الكردية.
ويعد الراحل أول من أدخل آلة البزق الوترية الشهيرة إلى منطقة الجزيرة أواخر ستينيات القرن الماضي.
راكم يوسف خلال مسيرته الفنية الطويلة أرشيفاً غنائياً هائلاً يقدر بأكثر من 700 أغنية، وتحول إلى مدرسة في الغناء الكردي تأثر بها أجيال من المغنين الكرد، ولحن لعدد من المغنين الكرد والعرب.
وحاز الفنان الكردي الراحل، المولود في القامشلي عام 1947 على أكثر من 25 جائزة محلية ودولية تقديراً لأعماله الفنية، وجهوده في تطوير الأغنية الكردية.
منحته مؤسسة آرتا للإعلام والتنمية عام 2017 جائزة آرتا للعطاء والإبداع تقديراً لمساهماته القيمة في حقل الأغنية الكردية.
كما أنتجت له منظمة الثقافة والتربية والعلوم (اليونسكو) عام 1973 في باريس، أسطوانة ذهبية تضم تقاسيمه وعزفه على البزق.
كما حظي بتكريمات عديدة، منها، التمثال البرونزي الذي أقامه معهد الموسيقى في النرويج، كما أصدرت جامعة أوبسالا السويدية طابعاً يحمل صورة الفنان سعيد يوسف.
وكان عازف البزق الشهير الراحل محمد عبد الكريم، قد أوصى قبل رحيله، بإهداء آلة البزق الخاصة به إلى الفنان سعيد يوسف.
وينسب إلى الموسيقار المصري المعروف محمد عبد الوهاب، مقولة خص بها الراحل سعيد يوسف، إذ علق لدى سماعه معزوفات له بالقول "أصابعه تتلف بحرير".
ويُجمع المتخصصون في مجال الموسيقا، أن سعيد يوسف يعتبر من الفنانين الكرد المجدّدين والذين حافظوا على طابع الأغنية الكردية الفلكلورية مع لمسات حَداثية، شكلت مزيجاً غنائياً جذاباً ومحبباً.
كتبت صحيفة (برلين بوست) بأن غناء سعيد يوسف، يبعث النشوة والدفء في الأرواح، أما مجلة (دير شبيغل) الألمانية الأسبوعية الشهيرة فوصفت الراحل بأنه أشبه بالبهلوان الذي ينتقل من لحن إلى آخر.
وبرحيل الفنان الكردي سعيد يوسف تطوى صفحة مشرقة من صفحات الفن الكردي الأصيل والمتجدد، في آن، لكن أغانيه وموسيقاه ستبقى في الذاكرة إلى أمد بعيد.
ARTA FM