وقفت الأم كولي، امرأة عراقية إيزيدية، وسط مدينتها مجددا بعد سبع سنوات على تعرض المكون الإيزيدي للإبادة، لكن هذه المرة وهي نصب شامخ زينته الزهور، تخليدا لبطولتها في تصديها لقياديين من تنظيم "داعش" الإرهابي، أثناء محاولتهم اختطافها مع طفلتها ونساء أخريات جيران لها، وفقًا لموقع "سبوتنيك" الروسي الناطق بالعربية.
اليوم المصادف الثالث من أغسطس الذكرى السنوية السابعة لإبادة المكون الايزيدي على يد تنظيم "داعش" (الإرهابي المحظور في روسيا وعدد كبير من الدول)، في سنجار غربي الموصل مركز نينوى، شمالي العراق، أسدل الستار عن تمثال الأم كولي التي تعتبر أول امرأة عراقية تقتل قياديا بصفة أمير "داعشي".
وقالت ابنة الأم كولي، الشابة دليمان في حديث خاص لمراسلة "سبوتنيك" في العراق، اليوم، أسدل الستار عن التمثال لأمي التي استشهدت في مثل هذا اليوم 3 أغسطس 2014 بعد أن اشتبكت مع قياديين وعناصر من تنظيم "داعش" وتمكنت من قتل قيادي أمير لأنها رفضت أن يختطفوا أختي.
وروت دليمان "نحن عائلة كبيرة وأمي كان لديها سلاح مسدس أخذته معها عند نزوحنا من مدينتنا "ناحية سنوني التابعة لقضاء سنجار" هربا من الإبادة والاختطاف على يد عناصر "داعش" الإرهابي في الثالث من أغسطس 2014، بذلك اليوم انقسمنا إلى قسمين الأول اتجه إلى إقليم كردستان".
وأضافت، أنا وأبي وأختاي واثنين من زوجات أخواني توجهنا إلى كردستان، أما أمي وأختي وأخي وعائلة جيراننا اتجهوا إلى صعود جبل سنجار وعلى الطريق تعرض لهم عناصر وقياديين من "داعش".
سنأخذ النساء أيضًا
تابعت دليمان، أمي رفضت أن يأخذوا أختي ويختطفوها مع نساء جيراننا وقالت لهم : نحن لدينا شرف وكرامة ولن نسمح لكم باختطافنا.. ليرد عليها عناصر التنظيم الإرهابي : سنأخذ النساء أيضا ً لدينا عمل معهن.
وأكملت، الرفض مجددا ً جاء من أمي التي قالت لهم ما هو العمل؟ أن تغتصبوا النساء والفتيات؟ لن أسمح لكم وأخرجت المسدس وأطلقت النار عليهم وتمكنت من قتل قيادي أمير منهم وأصابت أخر بجروح بليغة مات على إثرها في وقت لاحق حسبما علمنا.
وتابعت دليمان، "لكنهم قتلوا أمي وهي من مواليد 1961 واختطفوا أختي التي كانت تبلغ من العمر تقريبا 14 عاما وتعرضت للاغتصاب 21 مرة على يد عناصر تنظيم "داعش" الإرهابي وأول شخص قام باغتصابها سعودي الجنسية".
واستطاعت دليمان أن تحرر أختها قبل عامين من الحدود التركية مقابل 130 ورقة أي مقابل 13 ألف دولار أمريكي.
وذكرت أبنة الأم كولي، في ختام حديثها، أن أختها فقدت السمع بأذنيها تماما إثر قصف نفذته إحدى الطائرات الحربية أثناء استهدافها منزلا للـ"دواعش" كانت فيه، وحاليا نحن نتواصل معها عبر الكتابة، وفقًا لموقع "سبوتنيك".
وشارك المئات من أهالي ناحية الشمال سنوني في إسدال الستار عن تمثال الأم كولي باللون النحاسي، وهي تحمل مسدسا في حزام من القماش يلف خصرها، وزين النصب التذكاري بباقات من الزهور والعلم العراقي.
3451 ناجية وناجيًا
كشف مسؤول إعلام مكتب إنقاذ المختطفات والمختطفين الإيزيديين في إقليم كردستان، في شهر مايو/ أيار الماضي، في تصريح خاص لمراسلتنا، أن عدد الناجين، والناجيات حتى التاريخ المذكور، قد بلغ 3451 ناجية وناجيا، من قبضة "داعش" (التنظيم الإرهابي المحظور في روسيا وعدد كبير من الدول)، أما الباقين فعددهم 2966 شخصا، منوها إلى أن عدد المختطفين والمختطفات الكلي منذ يوم الإبادة هو 6417 شخصا، أغلبهم من النساء والأطفال.
ولا يزال الآلاف من الإيزيديين نازحين في مخيمات إقليم كردستان، ومنها مخيم شاريا، منذ عام 2014 وحتى الآن، إثر الإبادة والتهجير التي تعرض لها المكون على يد تنظيم "داعش" الإرهابي في قضاء سنجار غربي الموصل مركز نينوى شمالي العراق.
يذكر أنه في الثالث من أغسطس/ آب 2014، اجتاح تنظيم "داعش" الإرهابي (المحظور في روسيا)، قضاء سنجار، والنواحي والقرى التابعة له، في غربي الموصل، ونفذ إبادة وجرائم شنيعة بحق المكون الإيزيدي، بقتله الآباء والأبناء والنساء، من كبار السن والشبان والأطفال بعمليات إعدام جماعية ما بين الذبح والرمي بالرصاص ودفنهم في مقابر جماعية لا زالت تكتشف حتى الآن، واقتاد النساء والفتيات سبايا وجاريات لعناصره الذين استخدموا شتى أنواع العنف والتعذيب في اغتصابهن دون استثناء حتى للصغيرات بأعمار الثامنة والتاسعة وحتى السابعة والسادسة.
إيلاف