صبري يوسف ــ ستوكهولم
صدر للأديب والفنّان التَّشكيلي العراقي حكيم نديم الدّاوودي، ديواناً شعريَّاً بعنوان زمن الجَّوى، عن دار نشر فورفاتاريه
بوكماشين، في ستوكهولم، تضمّن الدِّيوان القصائد التَّالية:خذ بيد الصُّبح، وحدة، صوت، بشاشة، كركرات عبثيّة، درب، الأرض والميلاد، لا تلوموه، فرصة، وجه مدينتي المنسيّة، سيل، قبل الأوان، له ما له، حكايات، كسل قصائد، أوان التَّشظِّي، رسائل، سأحتفي، يد الأبد، لغة السَّكاكين، حكايات، مشية الكره، ملل، الطَّريق، لا للسيف، ثوبك، قارورة، وبعدك.
أخرج الكتاب وصمَّم غلافه الأديب التَّشكيلي السُّوري صبري يوسف، وقد جاء في استهلال الدِّيوان عبر كلمة مكثّفة قدّمها
الكاتب، والناقد العراقي المبدع صلاح أحمد الحسيني، ما يلي:
"في كفّه رائحة ُالنّهرمدخل قرائي لتلمّس هاجسٍ شعريلا يجيءُ نصُّه جزافاً ولا هدراً في سيرورة المعنى والمبنى، غناءٌ بلا صخَب، وبلٌ يلامسُ هسيسَ الرِّيح أوانَ تخترق مجراها المكتظّ بالوعر والحجر.
انثيالاتُ حكيم الدَّاوودي نشيجٌ يسرقُ عصيرَ الشَّجن بلا غصّة أو غضن. النَّصُّ الغرائبي لديه لوحةٌ، كلُّ لوحة امتحانٌ، بل أختٌ لسواها لا شبَهَ َ بين واحدة وأخرى، لذلك لن أكرّرَ عباراتٍ من شجنه، حسبُ القارئ أن تتذوّقَ حنجرتُه تمتماته
المكبوتة والمقموعة والمُلتبسة والعصيّة على المزاج. الصِّدقُ لديه انجاز يجاور النّجم في قاع السَّماء، عباراتُه باقاتٌ
زَهريّة في زُهريات كريستال. لكنّه يتلاعبُ ويلعب بالكلمة والصُّورة والإيقاع ويدحسُ الحسَّ في أكمام خياراته وقناعاته
المُستلّة من جوزاء البصيرة ومنظور باصرته.
كلّ قصيدة، إنْ جاز التَّعبير، مغامرة ٌفي الحداثة وغشيان مجاهل حُلميّة لا تتوافرُ إلّا في كنف المستقبل المستحيل على
التَّبصّر. الجّملة ُتخطو آناً في حقلٍ ناري وآناً في دربٍ مفروش بالمفاجأة والصَّدمة تحتَ سماءٍ ملغومة بالرَّعد والصَّاعقة.
وخللَ القراءة تُشعرنا الصُّورُ بالرَّجفة والحُمّى وكذا بجنون موقّت. أغلبُ الظَّن أنّ الشُّعراء يتقمّصون جنونَهم ويركبون
متن َهواهم، يجرفهم إلى عوالم ميتافيزيقيّة وراءَ الوراء الأعمق. هذا الدِّيوانُ أشبهُ بصالة الرَّسم المكتظّة جدرانها بعديدٍ من
رسوماتٍ غرائبيّة تحتشدُ بالدَّهشة والغرائبيّة. قراءة ُاللَّوحة تحتاجُ إلى قاريء موسوعي يمتلك خزينَ شأوٍ وشأنٍ في استنطاق الخط ّواللَّون والإيقاع. فلن يكون سهلاً على حكيم الدَّاوودي أن يكسب قرَّاءً يُديمُ بينه وبينهم صلة َالتَّفاهم.
اللَّوحةُ الشِّعريّة كائنُ كينونةٍ مُحيّرة تتحصّن بالغموض والعُزلة والانتماء إلى جبهة مستغرقة في المُتناهي الَّذي لا تخترقها بصيرةٌ أو بصرٌ. أحياناً نلومه على الغموض والانكفاء والعزلة. فلا يجيب عن سؤالنا، وربَّما يقولُ مع نفسه:
حاول أن تفهمني حين تقرأني وقد يمتلأ غورُه بالسّخرية على مَنْ لا يفهم جدليّة الشِّعر ولا يلجُ متاهاته ودروبه الملتوية بوعي
عقلاني.
توخَّيتُ أن أوجز مقولتي في مدوَّنته هذه، ولا أشتّتَ مسعاي ، كلُّ قارئ له وسيلتُه وتجربته في غور المقروء والمرسوم المنحوت والمسموع، أنا لا ألومُ الّذي يساوره المللُ في ولوج مُدونات الدَّاوودي. ولا أعفيه عن القصور وضيق سَعة ثقافته. لحكيم الدَّاوودي قرَّاءٌ يحرصون على متابعة انجازه الإبداعي.... وثمّةَ آخرون يمرُّون به بلامبالاة وعشوائيّة. لكنّه يظلُّ يحرثُ في هذا الحقل برغم الصَّخر والحجر والعُزلة والصّعاب والوعر. حسبُه أنّه ينتمي إلى جبهة المغامرة والدَّأب الشَّريف.".
وقد صدر للأديب والفنَّان التَّشكيلي حكيم الدَّاوودي، الدَّواوين والكتب التّالية:
خطوات لمنفى الرُّوح مجموعة شعريّة منشورة في السُّويد 2001 مطبوعات مؤسّسة دراسات كردستانيّة في أوبسالا، رفات تناجي ملائكة السَّلام مجموعة شعريَّة منشورة في السُّويد 2002 مطبوعات مؤسَّسة دراسات كردستانيّة في أوبسالا، جولات في رحاب الأدب والفن والفكر. من منشورات ئاراس.
الطَّبعة الأولى -2008 – أربيل، اقليم كوردستان. حينٌ في الغربة، منشورات اتّحاد أدباء الكورد فرع كركوك