يحتفل الصحفيون والصحفيات الكورد بذكرى صدور اول جريدة كوردية بإسم ( كوردستان) في القاهرة في 22 نيسان من كل عام 1998 على يد مقداد مدحت بدرخان، يصادف هذا العام الذكرى 16 بعد المئة على صدورها،
فقد كانت باكورة الصحافة الكوردية المدونة وكانت لها دور كبير في ايقاظ وتطوير الفكر القومي الكوردي، وتوضيح الافكار واهداف الشعب الكوردي الطامح للحرية والمساواة اسوة بالشعوب الاخرى، على الرغم من المسافة البعيدة بينها وبين ارض الوطن إلا انها كانت انعطافة مهمة في تاريخ الشعب الكوردي واصبحت بمثابة قفزة تاريخية للشعب الكوردي، لانها استطاعت نقل الاحداث والاحداث التي كانت تجري على ارض الوطن للعالم الخارجي بالرغم من الامكانيات الضئيلة وصعوبة المراسلة والتنقل في ذلك الزمن ولكن ضرورة المرحلة والظروف السائدة آنذاك فرضت صدور مثل تلك الجريدة التي اصبحت لسان حال الكورد، وكانت هناك حاجة ملحة لصوت ومنبر اعلامي يوثق تلك التطورات التي كانت تحصل آنذاك ويبرزها للعالم الخارجي.
كما هو معلوم ان للصحافة دور مؤثر على الحياة الثقافية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية للمجتمعات، وبها يستطيع المرء التعرف على ثقافات الشعوب، وهي الوسيلة المثلى للتعرف على الامم والحضارات، تعتبر الصحافة والاعلام بمكوناتها واعمدتها الثلاث المكتوبة والمسموعة والمرئية، العمود الفقري السليم لاي مكون اجتماعي، من ناحية ومن الناحية الاخرى بمقدور الاعلام العمل على توعية المجتمع وتطويره نحو الاحسن، وتعتبر بمثابة الرقيب على الحكومات لتوجيهها نحو الافضل وتسلط الضوء على اماكن الخلل والنقص وتنتقد الاخطاء التي ترتكبها الحكومة في اعمالها لاجل درء الخطر الناجم عنه ومحاولة اصلاحها قبل تفاقمها، اي يساهم في خلق مجتمع متطور وحضاري ويكون الى جانب السلطات الثلاث ( التشريعية و القضائية والتنفيذية ) سلطة رابعة بحسب المفهوم العام المتخذ منه في العالم.
اذاً بما ان للصحافة هذا الدور الريادي في كشف مواطن الخطأ وابراز الصواب وقادره على تسيير دفة المجتمع نحو الافضل فأين هي صحافتنا (الكوردية) من لعب هذا الدور ؟؟؟
بكل تأكيد لم تصل الصحافة الكوردية الى ذلك الدور المعهود باعتبار صحافتنا ما زالت مقيدة في اطار النضال الدؤوب من اجل نيل الحقوق المشروعة للشعب الكوردي، ولا تمارس ذلك الدور الرقابي على السلطات المختلفة ولا تجد طريقها الى ان تكون كسلطة رابعة في البلاد، كونها تطمح الى مزيد من الحرية وابداء الرأي في سبيل تبيان حقيقة الوضع المعاش في المجتمع الكوردستاني ومدى معاناة الشعب الكوردي في ظل هذه الانظمة القمعية ولا سيما في تركيا وايران وسوريا، باستثناء اقليم كوردستان العراق الذي يعيش تجربة فيدرالية ويمارس فيه الصحفي عمله بنوع من الحرية رغم تبعية اغلب المؤسسات الاعلامية للاحزاب السياسية، إلا ان هذا الانفتاح الاعلامي والحرية في اصدار المجلات والجرائد وبث اذاعات واطلاق فضائيات وبهذه الكمية الكبيرة تعتبر بادرة جيدة ووسيلة نحو تكوين اعلام كوردي حر ومستقل وقادر على لعب دوره المنوط به في المستقبل، خاصة بعد افتتاح مؤسسات اعلامية كبيرة في الاقليم، ووكلالات انباء ومواقع الكترونية تعتمد الحرفية في العمل الاعلامي وتختار كوادرها بعناية، وتحاول ايصال المعلومة للمتلقي بوسائل مؤثرة وفاعلة وقريبة من الواقع.
صحيفة كوردستان
صحيفة (كوردستان) اول صحيفة كوردية صدرت في 22/نيسان/ 1898 في القاهرة، وتولى اصدارها الاسرة البدرخانية، واول محرري هذه الصحيفة هو مقداد مدحت بك بدرخان، ومن ثم تولى اصدارها بعده شقيقه عبد الرحمن بدرخان، وبلغ مجموع اعدادها 31 عددا، ومن العدد1-5 كانت تصدر في القاهرة وترأس تحريرها مقداد مدحت بدرخان، ومن العدد 6-19 كانت في جنيف، ومن ثم عادت الى القاهرة لتصدر فيا الأعداد من 20 -23، وصدر العدد 24 في لندن، ومن العدد 25 – 29 في فولكستون – شمالي انكلترا، ومن العدد 30 -31 في جنيف، وترأس تحريرها عبد الرحمن بك بدرخان، والعدد الاخير من صحيفة كوردستان صدرت في 14/نيسان العام 1912.
نظرة سريعة على اصدارات الصحف الكوردية:
في البداية كان مركز صدور الصحف والمجلات الكوردية خارج كوردستان أي في المهجر مثل: القاهرة – اسطنبول – لندن – باريس – جنيف .
في فترة الثلاثينيات والأربعينيات من القرن الماضي انتقل صدور الجرائد والمجلات الى مدن الشرق الأوسط مثل: دمشق – بيروت – طهران – بغداد – ييريفان عاصمة جمهورية أرمينيا وبعض المدن الكوردية مثل : السليمانية – أربيل – كركوك.
وفي كوردستان تركيا كانت تصدر جريدة " آكري " الناطقة باسم ثورة آرارات عام 1930م، وفي التسعينات من القرن الماضي، بدأت جريدة الوطن باللغة الكوردية بالصدور في اسطنبول، ومن ثم صدرت العديد من المجلات والصحف، ولا زالت مستمرة بالرغم من الظروف الصعبة واعتقال العديد من كوادرها الاعلامية.
اما كوردستان ايران كانت تصدر فيها خمس صحف ومجلات في عهد جمهورية مهاباد الكوردية عام 1946م.
وفي فترة الستينات حتى اوائل السبعينات من القرن الماضي صدرت في سوريا عدة مجلات دورية، وكذلك في لبنان، وبهجرة النخب الصحفية الى اوربا صدرت عن طريقهم العديد من الصحف والمجلات وما تزال مستمرة.
في حين صدر في العراق أول مجلة كوردية 1913م، واستمرت بالصدور بصورة غير منتظمة ومتقطعة اعداد من المجلات والجرائد،ولكن اختلف الامر بعد انتفاضة آذار المجيدة عام 1991م حيث يصدر فيها أكثر من مائتي صحيفة ومجلة كوردية، ناهيك عن الاذاعات والتلفزيونات المحلية والفضائية.
جريدة التآخي -العدد والتاريخ: 6831 ، 2014-04-20