صدر حديثا كتاب "حكاية الرواية الأولى" من إعداد وتقديم الروائيّ السوري هيثم حسين. وفيه يتحدث ثلاثون كاتبا عن رواياتهم الأولى و"ما صاحبها من مغامرة، شغف، متعة، مشقّة، تحدٍّ، صراع، إرادة، مكابدة، ومصابرة. وكيف أنّها شكّلت عتبة دخولهم إلى عالم الرواية الساحر، ليؤثّثوا معمارهم الروائيّ، ويبلوروا هويّاتهم السرديّة الحكائيّة في هذا العالم الثريّ".
وتضمن الكتاب شهادات إبراهيم الحجري وطارق بكاري وهشام ناجح من المغرب، وإسماعيل يبرير من الجزائر، وبدر أحمد علي ووجدي الأهدل من اليمن، وجلال برجس من الأردن، وجورج يرَق وناتالي الخوري غريب من لبنان، وحجّي جابر وعبد القادر مسلم من إرتريا، ودُنى غالي وعبد الهادي سعدون وميادة خليل من العراق.
كما شارك في الكتاب رزان نعيم المغربيّ ومحمد الأصفر من ليبيا، وزكريا عبد الجواد من مصر، وسليمان المعمري من عُمان، وعاطف أبو سيف وليانة بدر ووداد طه من فلسطين، وعماد البليك ومنصور الصويم من السودان، وفوّاز حدّاد وموسم رحوم عباس وهيفاء بيطار من سوريا، وماجد سليمان من السعودية، ومحمد ولد محمد سالم من موريتانيا، وميس خالد العثمان وناصر الظفيري من الكويت.
وجاء في المقدمة التي كتبها هيثم حسين أن الروائيّ لا يحتاج إلى التخييل في توثيق حكاية روايته الأولى، لتكون شاهدة أو كاشفة -وربّما فاضحة- لبعض أسراره، لأنّه يعود ببساطة إلى ذاك الشخص الذي كانه، ذاك المتردّد في خطوه الأدبيّ، الباحث عن موطئ كلمة له في ميدان غير مقيّد بحدود أو قيود، عالم فضاؤه الحرية والإبداع، ويكون محملا بمسؤولية تاريخية، لأنه سيكون مرسال الحاضر إلى المستقبل، ومرسال الأمس إلى حاضره، وقلمه المدون للتفاصيل والأسرار والوقائع والمستجدات -وحتى المتخيّل منها- ينطلق من نقاط وجذور وبؤر واقعية.
وأشار إلى أن الرواية الأولى للكاتب ليست بالضرورة هي تلك التي تحمل الرقم واحد في تاريخ نشره، بل قد تكون تلك الرواية الضائعة منه، أو تلك التي لم يتفرّغ بعد لكتابتها وتوثيقها وما يزال يحلم بها، كما قد تكون تلك التي دفعته إلى كتابة روايته الأولى المنشورة. وربما في أرشيف كلّ روائي بذور عدد من الحكايات المتزامنة التي تتنافس لتحظى بلقب الأولى، لكنّها تؤثر جمالية العتمة ولذة الخفاء والتواري بانتظار فتح صندوق الذاكرة وتحريرها من جمالياتها ولذائذها لتمنح بعضا منها للمتلقّين والقرّاء.
وعلق حسين على شهادات المشاركين في الكتاب بأنها "حكايات الجمال والشقاء والأمل والحنين، حكايات الحبّ والصراخ والتجريب. يتذكّرون ليذّكروا بما كان وما صار، وبجزء ممّا يتأمّلون أن تفضي إليه في زمن قادم على اعتبار أنّ الكلمة لا تقف عند حدود زمان أو مكان، بل تكمل رحلتها بمعزل عن أصحابها وحضورهم. هي الحاضرة دوما رغم غياب أصحابها. والحكايات هي الكلمات الحاضرة رغما عن أنف الزمن والغياب".
المصدر : الجزيرة