طيور هاجرت إلى حصنها الأخير
من لدغة النواميس
من آهات طفل مد لهايته على قيلولتها
ونثر مسحوقاً مغبراً
على بيضة التناسل
حين أسدل الوطن الستار على كل الأوكار
حين جرفت المقصلة براعم كل الأفكار
حنينا إلى ساقية
ندبت خدها
نشفت حبرها...
نكست عنفوانها
مذ بات الموتى يشربون من ماء البحار
والبحار
تزبد حباً لوطن أهداها
سقماً وعقماً وعلقماً
خبأتها
جدائل في ثنايا المرجان
طيور هاجرت
ودمعة لما تهم بالرحيل
على حلمة فتاة
ايقظت الشبق في فوهة البراكين
حمماً ناراً وسلسبيلاً
تزف نعوش النائحين...
---------------
زهرة ترملت في موسم الياسمين
في معصمها زهرةً
قطفتها من حديقة مهجورة
على صدى أغنية
تبعثرت كلماتها في محراب عجوز
ترمل في موسم الياسمين
زهرةً
أيقظت الوريد من غفوة الموت
والشريان من بسمة الجلاد
انفجرت في لهاث العجوز
وارتحلت إلى قطب
لا بوصلة تتعقبها ولا خارطة تحتضنها
زهرةً
تغني المواويل في ليالي المتسكعين
على شرفات
انكسرت أحلامها
كلما حدقت في صدور
لم تمسه اللسعات منذ اللسعة الأولى
زهرةً
أزفت ساعة رحيلها
في أول يوم
حط الشمس رحاله
فوق كلمات تائهة
تلقن الكفن في تابوت دون وطن..