الموقع الجغرافي
مدينة عفرين إحدى مدن محافظة حلب وهي مركز منطقة عفرين، تشكل أقصى الزاوية الشمالية الغربية من الحدود السورية التركية، يحدها من الغرب سهل العمق - لواء اسكندرون والنهر الأسود الذي يرسم في تلك المنطقة خط الحدود، من الشمال خط سكة القطار المار من ميدان أكبس حتى كلس، من الشرق سهل أعزاز ومن الجنوب منطقة جبل سمعان.
منطقة عفرين منطقة جبلية معدل الارتفاع 700 - 1269 م، أعلى قمة فيها الجبل الكبير (كريه مازنGirê Mazin) الذي يعد جزءامن سلسة جبال طوروس في سورية، يبلغ عرضها من الشرق إلى الغرب 55 كم وطولها من الشمال إلى الجنوب 75 كم، وهكذا تساوي مساحتهأحوالي 3850 كم2 أي ما يعادل 2% من مساحة سورية تقريبآ.
التسمية
يرجع البعض تسمية عفرين إلى عهد الميتانيين والهوريين أي إلى 3000 عام، وروجيه ليسكو في مقدمة بحثه: "كرداغ والحركة المريدية" يقول:
Cquote2.png " إن منطقة كرداغ مأهولة كليا بالأكراد، ومن هنا يأتي اسمها "كرداغ" حيث الكلمة مؤلفة من مقطعين هما "كرد" ترمز إلى القومية الكردية حيث 99.5% من سكان هم أكراد، وداغ تعني بالتركية جبل. وللسهولة دمجت الكلمتين وأصبحت كرد داغ أو كرداغ، أي "جبل الأكراد". Cquote1.png
يصعب تحديد وصول الأكراد إلى الجبل، ومع ذلك يمكن ارجاعه إلى عهد تاريخي قديم، فـشرف نامه وهو كتاب تاريخي قديم من القرن السادس عشر، يذكر شخصا اسمه مانـدMand الذي حصل في بداية القرن السادس عشر على كوصيرة أنطاكية كاقطاعية..." والأمير مانـد كان يحكم كلس ومنها منطقة عفرين لأن منطقة عفرين كانت تتبع إداريا ولاية كلس حتى عشرينات القرن الماضي، حيث انفصلت عن كلس وأصبحت منطقة تتبع محافظة حلب بعد أن تم رسم وتثبيت الحدود بين سوريا وتركيا بموجب اتفاقية الحدود بين تركيا وفرنسا في عهد الانتداب الفرنسي في سوريا.
الجغرافيا والسكان
إن منطقة عفرين متنوعة في جغرافيتها بين السهول والجبال ويمر بها نهر عفرين الذي يمتد في سوريا مما يقارب 85 كم ويعتبر هذا النهر وروافده من أهم المصادر المائية لهذه المنطقة الزراعية.
إداريا تتبع منطقة عفرين محافظة حلب, ومركزها مدينة عفــرين التي تبعد عن حلب 63 كم، عدد السكان حوالي 50 ألف نسمة، تتألف بالإضافة إلى مدينة عفرين من سبع نواح هم : (شران, شيخ الحديد, جنديرس, راجو, بلبل، المركز ومعبطلي) و 360 قرية، يبلغ مجموع عدد سكان منطقة عفرين (417.254) نسمة* حتى تاريخ 31.12.2001. وغاليبيتهم من الكورد.
الجغرافيا
في عفـرین سلاسـل جبلیـة یتـراوح ارتفاعهـا بـین (1269 – 70 م)، وأعلـى منطقـة فیهـا هو (الجبل الكبیر)، یسمى بالكردیة (گِرَى مَزِنGiré Mezin)، إنها سلاسـل تمتـد وتمتـد، فتملأ الأفق، تخترقها الودیـان، وتوسّـطها السـهول، وتـزدان بأشـجار الزیتـون یجّلهـا الوقـار، والعنب، وبساتین التفاح والرمان وغیرها. تناجیهـا هنـا وهنـاك أشـجار السَّـرْ و والجَـوز واللَّـوز والصَّ فصـاف والسِّـندیان، وكـروم التـین 2 ومـن الصـعب مقاربـة جمالیـات الطبیعـة فـي عفـرین مـا لـم تأمـل جمالیـات شـجرة الزیتـون، إن أول مـا یسـتقبلك- وأنـت علـى تخـوم عفـرین- صـدیقان أبـدیان؛ الجبـل وشـجرة الزیتون، لا أدري لماذا أتمهّل حینما ألتقي بشجرة زیتون، أتوقّف في حضرتها، أتأمّلها؛ ربما لأن فـي مشـهدها لتقـي الوداعـة بالمهابـة؛ والجمـال بـالجلال، واللطـف بـالقوة، والخضـرة الدائمة بالصلابة، ألم یكن غصن الزیتون أول رمـوز الحیـاة بعـد الطوفـان؟ ألـم یحتـلّ الزیـتموقعه الرفیع في الطقوس والمعابد منذ أقدم العهـود؟ ألـیس غصـن الزیتـون هـو رمـز عـالمي إلى السلام البشري؟
و(عِفْرین) اسم جامع مانع، یُطلَق على المنطقة والنهر ومدینة المركز، ولاسـم عفـرین جـذور قدیمـة، وأحسـب أنهـا فـي الأصـل تعریـب لكلمـةAv rén (آڤ ریـن)، وتُنطـق (آبْ رَین) Ab rén أیضاً، ومختصرها (آڤرَ ى) Av ré و(آبْ رَ ى) Ab ré، وكلٌّ من هـذین الاسمین یعني بالكردیة (الماء الجاري).
المناخ والزراعة
لقرب منطقة عفرين من البحر يعتبر مناخها متوسطيا, حيث انه معتدل صيفا وبارد شتاءا والأمطار غزيرة نسبيا وتهطل الثلوج ؛ لهذا تعتبر منطقة خصبة ونموذجية للزراعات المتوسطية، فالمناخ المتوسطي ووجود الوديان والسهول والجبال وخصوبة التربة ووفرة المياه في منطقة عفرين جعلها مناسبة لكل الزراعات المتوسطية، حيث تزرع الحبوب: قمح, عدس, شعير... والخضار بأنواعها والقطن والشوندر السكري والحمضيات والتفاحيات والعنب والفواكه الأخرى، أما الزراعة الرئيسية التي تشتهر بها منطقة عفرين وتعتبر رمزا لها فهي الزيتون الذي يزرع في كل أنحاء وقرى المنطقة دون استثناء, ويفوق عدد أشجارها الثلاثة عشر مليون شجرة.
ومناخ منطقة جبل الكرد متوسطي ، وهي غزیـرة الأمطـار نسـبیاً، وتهطـل فیهـا الثلـوج، ولا سـیما فـي المنـاطق الجبلیـة، كمـا أنهـا خصـبة زراعیـاً، تُـزرع فیهـا الحبـوب والخضـار والأشجار المثمرة بأنواعها، وفیها ما زید على (13) ملیون شجرة زیتون.
الغابات
كما تتميز المنطقة بوجود غطاء حراجي طبيعي الغابات السورية وغابات صناعية غرس من قبل الدولة (كثيف وكبير نسبيا ،إذ يعد الأكبر في محافظة حلب، والأشجار الحراجية في معظمها صنوبرية إلى جانب السرو، وهذا الغطاء الحراجي والغابات يستفاد منه في استخراج الأخشاب وإنتاج البذور من أشجار الصنوبرالمثمرة، كما يمكن الاستفادة من هذه الحراج في تنشيط السياحة.
أما تربية الحيوان ولاسيما الماشية: فانها تراجعت كثيرا ولا تلعب دوراً يذكر في حياة المنطقة الاقتصادية, وذلك لفقدان المراعي واستقرار السكان في قراهم منذ زمن طويل, فلا وجود لقطعان الماشية، ولكن توجد بعض الأسر التي تربي عددا محدودا من الماعز أو الغنم التي إنتاجها بالكاد يفي بحاجة الأسرة ذاتها.
الصناعة والتجارة
أهم الصناعات صناعة السجاد اليدوي التقليدية، والصناعات الشهيرة والمرتبطة بالزيتون مثل استخراج زيت الزيتون وصناعة الصابون والبيرين وهذه تعتمد على زراعة الزيتون وتتأثر به وتعد عفرين مركز هام في هذا المجال في سوريا، وتنتشر في المنطقة المنشأت والمعامل والمصالح والمحلات التجارية الهامة في عفرين والمناطق التابعة لها، إضافة للصناعات المختلفة منها مصنوعات تراثية وصناعات حديثة.
اجتماعيًا
في القرن التاسع عشر توطدت السلطة المركزية في الدولة العثمانية في سوريةو ترسخت على حساب الحكم الذاتي المحلي، مما أدى إلى زوال الزعامات التقليدية المحلية وظهور طبقة ارستقراطية جديدة تشكلت من ملاّكي الأرض الكبار - الاقطاعيين، وبالتالي فقدت الزعامات القديمة سلطتها ونفوذها مفسحة المجال للزعامات الجديدة، وهكذا اختفت العشائر والعلااقات العشائرية وتحولت البنية العشائرية لبنية اقطاعية كما باقي المناطق، فبعد أن كان الزعيم يستمد سلطته ونفوذه سابقا من العلاقات الاجتماعية (العشيرة والأسرة)، أصبح يستمدها من قوته الاقتصادية, ومن اتساع رقعة الأرض التي يملكها. وبعد أن كان الولاء للعشيرة وشيخها, أصبح للأرض ومالكها الاقطاعي, فلم يعد الفلاح مرتبطا بعشيرة أو زعيم معين, وانما بالأرض التي يعمل فيها وبالاقطاعي - الآغـا المالك وتطورت العلاقة والبنية الاجتماعية، وتحولت من العشائرية إلى الاقطاعية. واستمر الوضع على هذا النحو حتى بداية ستينات القرن العشرين, حيث بدأ بعدها الزعماء الاقطاعيون يفقدون سلطتهم ونفوذهم تدريجيا بعد تفكك وتفتت الاقطاعات وانتهى عصر الاقطاع في عفرين وكافة مناطق سورية.
السياحة في عفرين
تتمتع عفرين بموقع رائع وطبيعة خلابة من الغابات الطبيعية التي تغطي بقعه كبيرة من المنطقة إضافة للغابات والاحراج الجديدة التي شجرتها الدولة في نطاق توسيع وزيادة مساحة الغابات السورية، ولجمال المنطقة وهوائها العليل وانتشار الينابيع الطبيعية والجبال والمناطق الخضراء وانتشار المواقع الأثرية الهامة دور في جذب السياح إلى عفرين، وتشهد المنطقة بوجه عام حركة سياحية داخلية متوقع ان تزداد وتنشط لجذب المزيد من السياح والمصطافين إلى هذه المنطقة الرائعة.
التاريخ
و في العهد الروماني، كان یمر من موقع مدینة عفرین الحالیة، طر یق روماني معبَّـد، وذلك كان من الضروري أن یكون هنـاك جسـر، و قـد انكشـفت الحفریـات التـي كانـت تجـري قدیمة، أو هي أحجار القاعدة ذلك الطریق الروماني القدیم. في الحي الجنوبي من المدینة القدیمة عن أحجار بناء ضخمة، ربما كانـت أساسـات لأبنیـة وتذكر كتب التاریخ أنه في القرون الوسطى- حوالي القرن الرابع عشر للمیلاد- كـان فـي موقـع المدینـة جسـر یسـمّى (جسـرقِ یبـار) Qîbar، باسـم المـدعو علـيقِ یبـار صـاحب (حِصن قيبـار)،و لا تـزال آثـار ذلـك الحصـن قائمـة فـي شـمال غربـي قریـة (عـرش قیبـار) الحالیة.
وفي أواخـر العهـد العثمـاني كـان فـي موقـع مدینـة عفـرین خـانٌ لإیـواء المسـافرین وحیوانـاتهم، وكـان موقعـه بجانـب الجسـر فـي مكـان مبنـى البلدیـة الحـالي تقریبـاً ، أمـا منطقـة كُـرْد داغ (منطقـة عفـرین بعدئـذ) فكانـت تابعـة بأجمعهـا لقضـاء (كِلِّـس) إداریـاً، وكِلِّـس الآن مدینـة تقـع علـى الجانـب التركـي شـمالي مدینـة عَزاز السـوریة، ومـا زال كثیـر مـن الوثـائق أرشیفات (كِلِّس). الإداریـة والعقاریـة وسـجلات قیـد النفـوس القدیمـة المتعلقـة بسـكان كـرد داغ.
وفـي عهـد الانتداب الفرنسي على سوریا تـمّ ترسـیم الحدود السوریة التركیة عـام (1922)، وقـُسِّـمت منطقـة (كـرد داغ) إلـى قسـمین: قسـم تركـي، وقسـم سـوري. وبقي القسـم السـوري دون مركـز إداري یحـلّ محـلّ مدینـة (كِلِّـس)، وصـارت الحاجـة ماسّـة إلـى مركـز إداري للقضاء، فوقع الاختیـار علـى موقـع مدینـة عفـرین الحالیـة، بجانـب الجسـر الـذي كـان الألمان قد أقاموه فـي أواخـر القـرن التاسـع عشـر، ولـذلك كـان النـاس إلـى أمـد قریـب یسـمون المدینة بـ (كُوپْرِي) Kopri أي (الجسر).
وباشر الفرنسیون بناء الدوائر الحكومیة ابتداء مـن عـام (1923)، وكـان أوائـل سـكان مدینـة عفـرین یتـألفون مـن بعـض آغـاوات المنطقـة، مـنهم آل سَـیْدُ ومِ یمَـي، وآلغُ بـاري، وزعیم الأیزدیين دَوْرَیش آغا شَمّو،و أحمد خلیل من قریة (مَعْمِل أُوشاغي) وغیـرهم، وسـكنها أیضاً بعض الأرمن الذین هربوا من بطـش الأتـراك، و كـانوا متخصصـین فـي مهنـة الحـادة، وغیرهـا مـن المهـن التـي كانـت المنطقـةو القـوات الفرنسـیة بحاجـة إلیهـا، وخاصـة فـي مجـال الخیـول والحراثـة، وكـان لهـم فـي المدینـة كنیسـة أذكـر أنهـا ظلـت قائمـة حتـى السـتنیات مـن القرن العشرین.
قرى ناحية بلبل
قرى ناحية راجو
قرى ناحية شران
قرى ناحية معبطلي
قرى ناحیة شيخ الحديد
قرى ناحیة عفرين المركز
قرى ناحیة جنديرس
مصادر-وكيبيديا