إلى ذكرى الشّاعر محمّد عفيف.
جالساً على الأرض واضعاً رأسَه على مخدّةٍ فوقَ سرير. قد مرَّ يومٌ على وفاتِه أو بعضُ يومٍ...أو ساعةٌ.
....
مَرّةً حملتُه بعدَما عاينتُ مشيتَه البطيئةَ من غرفةٍ قريبةٍ إلى غرفةٍ أقرب.
الشاعرُ يقتربُ من السبعين، لكنّ وزنَه وزنُ طفلٍ.
....
مَن أنهكَه: سألتُ نفسي؟
إنّها الوحدةُ والاكتئابُ والتحسّسُ والنبيذُ الأحمرُ المُرُّ في بلادٍ تكونُ الشمسُ فيها حسرةً.
هذه أمراضٌ تلازم التغريبة السوريّة.
....
مَن اكتشفَ النبيذَ الأحمرَ المُرّ جاءَ ليؤكّد بأنّ هذا النبيذَ هو بديلٌ للدم.
شكراً له فقد جعلَنا ننامَ بفضل هذا الدَاء الذي أصبحَ دواءً.
....
أتساءلُ كيفَ ينامُ المرءُ في هذه التغريبة دونَ أن يتجرّعَ النبيذ50% VOL ،أمّا الجعة 5% VOL فلم تعد تفيد.
...
رأيتُ حمدو مرتين بعدَ عشرين عاماً من تغريبته قادِماً من السويد إلى هانوفر ثم عائداً إلى مملكتِه مروراً بعدّة مطاراتٍ. ضاع في أحدِها أربعاً و عشرين ساعة ،بحثْنا عنه عشرين عاماً حتى وجدناه.