هوزان أمين - دهوك
بمناسبة مرور 34 عاماً على رحيل الاب الروحي للامة الكوردية الملا مصطفى البارزاني والذي يصادف الاول من آذار كل عام، اقيمت العديد من النشاطات والفعاليات الرسمية والاهلية و الحزبية في مختلف المناطق الكوردستانية، حيث اشادت بسيرة الراحل العطرة ونضاله الدؤوب في سبيل نيل الشعب الكوردي لحقوقه المشروعة، فقد كانت التظاهرة الكبرى على مقبرة الراحل، حيث تجمع الاهالي والحشود الغفيرة على مزار الخالدين، وعاهدت على المضي قدماً خلف اهدافه المنشودة حتى الوصول الى النصر والتحرير لجميع الاجزاء الكوردية .
فقد كانت الجماهير المحتشدة من الاجزاء الكوردستانية الاربعة، وكانت تمثل الفعاليات والمؤسسات والمنظمات الحزبية ، كما كان من بين الزائرين ممثلي العديد من الدول في الاقليم ومسؤولي القنصليات، جميعهم ادوا التحية لنضاله واشادوا بدوره وكفاحه في سبيل الشعب الكوردي .
كما عمت الحفلات التأبينية مختلف مدن وقصبات الاقليم، كما تجاوزت حدود الاقليم الى كوردستان الشمالية وقلبها النابض دياربكر ، وصولاً الى غرب كوردستان، قامشلو فعامودا والمدن الاخرى حتى اوربا .
ففي دهوك احيت منظمة الحزب الديمقراطي الكوردي في سوريا (البارتي ) منظمة أقليم كوردستان العراق، حفلا تابينياً بحضور مسؤولين ورسميين من الحزب الديمقراطي وممثلي بعض الاحزاب الاخرى، حيث بدأ الحفل بدقيقة صمت على روح الزعيم الخالد مصطفى البرزاني والشهيد الخالد ادريس البرزاني وعلى أرواح شهداء الحركة الكوردية في سوريا والشهداء الكوردستانين وشهداء الثورة السورية، ثم عزف النشيد القومي الكوردي (أي ره قيب) على انغام فرقة نارين، والقيت بعض الكلمات التي تشيد بهذه المناسبة العميقة، واشاروا فيها بقيم البرزاني الخالد الذي جسدها خلال مسيرته النضاليه وارسى دعائمها، و عاهدوا بالسير على خطاه حتى تحقيق الحقوق المشروعه للشعب الكوردي في كل مكان.
وفي دياربكر ( آمد) بشمال كوردستان، اقام مؤسسة دجلة فرات حفلاً خطابياً بهذه المناسبة ، حضرها نخبة من المثقفين والسياسيين وجمع غفير من الاهالي ، حيث اشاروا في كلماتهم على نضال البارزاني ودوره في تأسيس جمهورية مهاباد .
وفي القامشلي وعامودا وتربسبية والمدن الاخرى، اقيمت العديد من الفعاليات والنشاطات والحفلات التأبينية ، بحضور جماهير غفيرة ، حيث قدمت كلمات والقيت قصائد شعرية واناشيد، و علت اصوات الشعارات القومية و الوطنية و رفعت اللافتات و الاعلام الكوردية ، وقدمت اغاني بهذه المناسبة كما تم سرد نبذة عن حياة و نضال البارزاني الخالد.
و قد تركزت هذه الكلمات حول دور البارزاني في الحركة النضالية الكوردية، و عن ظروف المرحلة الراهنة من عمر الثورة في سوريا و التي تستلزم على كل المكونات في المنطقة للعمل يداً بيد حتى تحقيق طموحات الشعب الكوردي في سوريا وحقوق جميع المكونات الاخرى للنسيج الاجتماعي في سوريا.
ومن الجدير بالذكر ان البارزاني الخالد قد وافاه الأجل في إحدى مستشفيات الولايات المتحدة الامريكية في العاصمة واشنطن عام 1979، لقد كان فقدانه في تلك الظروف الحرجة مأساة كبيرة للشعب الكوردي .
لان الراحل الكبير الملا مصطفى البارزاني كان أسطورة ومدرسة رائدة في عالم الثورة والنضال، كرس كل حياته من أجل قضية شعبه الكوردي العادلة في كوردستان العراق و والاجزاء الاخرى.
وقد قاد نضال الشعب الكوردي العسكري والسياسي في أحلك الظروف وأصعبها، وكان ينادي دائماً الى وحدة الصف للقوى والاحزاب الكوردية، وكان ينادي بالتآخي بين كافة مكونات العراق الدينية والمذهبية، وقد كان ذو رؤية صائبة، واستطاع دخول قلوب الملايين من ابناء الشعب الكوردي في عموم الاماكن، و اصبح رمزاً للنضال والحركة التحررية الكوردية في العالم.
التآخي